هل اكتشفت يوماً أن لديك ميلاً لشد أو نتف شعرات من مقدمة رأسك أثناء التركيز في عمل معين كالمذاكرة مثلاً؟ اطمئن لست وحدك، يعاني الكثيرون من هوس نتف الشعر أو ” الترايكتيلومانيا “، ويتمثل ذلك في رغبة لا يمكن مقاومتها لشد الشعر من فروة الرأس أو الحاجبين أو غيرها من مناطق الجسم، مما يترك بقعاً فارغة من الشعر في فروة الرأس أو جزءاً خالياً من الشعر في الحاجبين، تابع المقال للتعرف على تلك المشكلة وكيفية التخلص من عادة نتف الشعر أيضاً.
ما هو هوس نتف الشعر Trichotillomania؟
هوس نتف الشعر الذي يُسمى أيضًا اضطراب شد الشعر هو اضطراب عقلي ينطوي على رغبة متكررة لا تُقاوم لسحب الشعر من فروة الرأس، أو الحاجبين، أو مناطق أخرى من الجسم، على الرغم من محاولة التوقف.
غالبًا ما يترك سحب الشعر من فروة الرأس بقعاً صلعاء غير مكتملة، مما يسبب ضغط كبير ويمكن أن يتداخل مع الأداء الاجتماعي أو العمل.
بالنسبة لبعض الناس، قد يكون مرض الترايكلومومانيا أو هوس نتف الشعر خفيفاً ويمكن التحكم فيه بشكل عام، ولكن بالنسبة للآخرين، فإن الإلحاح القهري لسحب الشعر أمر مرضي.
أسباب هوس نتف الشعر
لم يتمكن العلماء من التوصل بشكل قاطع إلى سبب هذه الحالة، إلا أنه يُعتقد أنها حالة جينية تساهم العوامل المحيطة في ظهورها والاستمرار بها، كما يُرجع بعض العلماء هذا الاضطراب إلى اختلال في بعض المواد الكيميائية في الدماغ كمادة الدوبامين والسيروتونين.
البعض يقوم بنتف الشعر وهو واعٍ لما يفعل تماماً، إلا أن البعض الآخر لا يكون واعياً أثناء ما يقوم به، وقد يختبر المصاب الحالتين معاً فيقوم بنتف الشعر واعياً حين يكون محبطاً أو مصاباً باكتئاب، ويقوم المريض بفعل ذلك غير واعٍ حين يكون مصاباً بالملل ولا يجد شيئا لفعله.
كما نجد أن أصحاب التاريخ العائلي المرضي، والمراهقين بين 11 و 13 عاماً، والنساء، والأشخاص المعرضون للإحباط والوحدة والقلق معرضون أكثر من غيرهم لاضطراب نتف الشعر.
ما هي خطورة هوس نتف الشعر ؟
قد تضع مشكلة نتف الشعر عبئاً كبيراً على كاهل المريض ، وبالأخص من الناحية الشكلية والاجتماعية، حيث يتجنب المريض الاختلاط بالآخرين إن تفاقمت المشكلة واتسعت رقعة فروة الرأس الخالية من الشعر، أو ظهرت أماكن خالية من الشعر في حاجبيه مما يؤثر على مظهره.
كما يعاني المصاب من انخفاض ثقته بنفسه والقلق المستمر والشعور بالإحراج وسط الآخرين مما يضعه تحت ضغط نفسي شديد.
هذا بالإضافة إلى الإضرار بفروة الرأس، ووجود كرات الشعر في الجهاز الهضمي بالنسبة لمن يقومون ببلع الشعر بعد نتفه مما يسبب اضطرابات هضمية.
تشخيص هوس نتف الشعر
بعد استبعاد الأسباب الأخرى المحتملة لفقدان الشعر، يمكن للطبيب أن يدرك بسهولة أن المصاب يعاني من هذه الحالة ، وذلك عن طريق فحص البقع الخالية من الشعر بجسمه، إلا أن المريض علية كذلك أن يتفق مع الصفات اللازمة للتشخيص والتي منها ما يلي:
- القيام المتكرر بنتف الشعر مما ينتج عنه فراغات في الجلد.
- زيادة الإحساس بالتوتر قبل نتف الشعر أو عند مقاومة الرغبة لنتفه.
- الشعو بالارتياح النفسي بعد القيام بنتف الشعر.
- أن لا تكون الحالة ناتجة عن مشكلة طبية جلدية أخرى.
- أن يسبب جذب الشعر للمريض ضيقاً ملحوظاً وتوتراً كبيراً.
التخلص من عادة نتف الشعر
يقوم الطبيب بعد تشخيص المريض وموافقته للصفات التشخيصية السابقة باتباع بعض طرق العلاج النفسي لـ هوس نتف الشعر بالإضافة إلى استخدام الأدوية أحياناً والتي تشتمل غالباً على عقاقير مضادة للاكتئاب.
العلاج المعرفي والسلوكي
هذه العلاجات تشمل على التنويم الإيحائي الذي قد يفيد المصاب في هذه الحالة والذي يقوم به شخص مدرّب ومحترف، كما يشمل على تمارين الاسترخاء التي تقلل الرغبة في نتف الشعر، إن الأمر الأكثر أهمية في هذه الاضطرابات هو ألا يخجل المريض من الإفصاح عنها وبذلك يكون قد اتخذ أول خطوة نحو العلاج والشفاء.
علاج هوس نتف الشعر بالأدوية
على الرغم من عدم الموافقة على أي أدوية من قبل إدارة الغذاء والدواء خصيصًا لعلاج مرض هوس نتف الشعر، إلا أن بعض الأدوية قد تساعد في التحكم في بعض الأعراض مثل مضادات الاكتئاب.
في النهاية وبعد معرفتك المزيد من المعلومات عن هوس نتف الشعر ، إذا كان لديك المزيد من التساؤلات أو الاستفسارات، يمكنك استشارة أحد أطبائنا من هنا.