من المشاكل الشائعة أثناء الحمل هو حدوث خمول الغدة الدرقية أثناء الحمل، وقد تتساءل أيضا مريضات خمول الغدة الدرقية أيضا عن إمكانية تأخر الحمل بسبب قصور الغدة الدرقية، فما العلاقة بين خمول الغدة الدرقية والحمل؟ وهل قصور الغدة يؤثر على صحة الحمل والجنين؟ تعرفي في هذا المقال على كل ما يهمك بخصوص هذه المشكلة.
العلاقة بين خمول الغدة الدرقية والحمل
قد يسبب الحمل العديد من التغيرات في مستويات هرمونات الغدة الدرقية عند المرأة، وقد يبدأ المرض ويتطور خلال الحمل أو بعد الولادة. قد تكون أعراض خمول الغدة الدرقية مبهمة ولا تلاحظها المرأة الحامل لأن هناك أعراض تتشابه مع أعراض تطور الحمل الطبيعية، وقد يؤثر قصور الغدة على صحة الأم والجنين في حالة تركه بدون علاج، لذا يجب على النساء الحوامل المصابات بهذه الحالة الانتظام على إجراء فحوصات الدم اللازمة أثناء الحمل.
خمول الغدة الدرقية وتأخر الحمل
هل خمول الغدة يمنع الحمل؟ هذا السؤال الذي يأتي إلى ذهنك بمجرد معرفتك بإصابتك بالمرض، فنقص مستويات هرمونات الغدة الدرقية يمكن أن يعطل عملية التبويض الطبيعية وهي سبب من أسباب العقم، لذلك عند القيام بفحوصات الخصوبة يتم القيام بتحليل TSH للتأكد من وجود قصور أو لاستبعاد هذا السبب، وإذا تم تشخيص خمول الغدة سيتم علاجه كخطوة لعلاج تأخر الحمل.
أعراض قصور الغدة الدرقية أثناء الحمل
خمول الغدة الدرقية والحمل يتشابهان في بعض الأعراض، وأعراض قصور الغدة التي يجب ملاحظتها هي:
- التعب والإرهاق الجسدي.
- زيادة الوزن.
- الإمساك.
- الشعور بالبرد حتى في الطقس الدافئ والحار.
أسباب قصور الغدة الدرقية أثناء الحمل
السبب الأكثر شيوعا لخمول الغدة الدرقية مع الحمل هو الإصابة بمرض هاشيموتو (التهاب الغدة الدرقية) وهو مرض من أمراض المناعة الذاتية التي ينتج فيها الجهاز المناعي أجسام مضادة تهاجم خلايا الغدة الدرقية الطبيعية، فتجعلها غير قادرة على أداء وظيفتها في إنتاج الهرمونات، هناك أيضا عدة أسباب غير شائعة يمكنك التعرف عليها من خلال: أسباب قصور الغدة الدرقية بالتفصيل.
من الحامل الأكثر عرضة لخمول الغدة الدرقية؟
عند التحدث عن علاقة خمول الغدة الدرقية والحمل، يجب أن نوضح أنه ليست كل النساء الحوامل معرضات لهذه المشكلة، إلا أنه هناك عدة عوامل قد تزيد خطر الإصابة والتي يتطلب معها فحص هرمونات الغدة الدرقية، وهذه العوامل هي:
- إذا كان عمرها فوق 30 عام.
- في حالة تأخر الحمل في وقت سابق.
- في حالة الولادة المبكرة السابقة.
- في حالة الإصابة بمرض السكري من النوع الأول.
- في حالة الإصابة بمرض هاشيموتو أو أي من أمراض المناعة الذاتية الأخرى.
- في حالة التعرض لعلاج إشعاعي سابق على الرقبة أو الرأس.
- في حالة إجراء جراحة سابقة بالغدة الدرقية.
- في حالة تضخم الغدة الدرقية.
هل خمول الغدة الدرقية يؤثر على الحمل والجنين؟
في حالة الإصابة بقصور الغدة الشديد وتركه بدون علاج وعدم تعويض نقص هرمونات الغدة الدرقية يمكن أن يكون له تأثير على الأم والجنين، فالجنين في رحم الأم يعتمد تماما في الشهور الأولى على هرمونات الغدة الدرقية لدى الأم، وهذه الهرمونات لها دور رئيسي في النمو العقلي والجسماني للجنين، لذلك فخمول الغدة الدرقية له تأثير طويل المدى على الأم والجنين كما يلي:
- ارتفاع ضغط الدم (تسمم الحمل).
- فقر الدم.
- آلام العضلات بسبب الاعتلال العضلي.
- الضعف العام.
- قصور القلب الاحتقاني.
- تشوهات المشيمة.
- نزيف ما بعد الولادة.
- الإجهاض.
- ولادة جنين ميت.
- عدم نمو الطفل بشكل طبيعي جسمانيا وعقليا بعد الولادة.
علاج خمول الغدة الدرقية والحمل.. هل يتعارضان؟
هنا يجب أن نطمئن كل امرأة حامل، لأن العلاج بالهرومات البديلة (ليفوثيروكسين Levothyroxine) آمن على الحامل، ففي حالة كنت مصابة بخمول الغدة الدرقية من قبل الحمل، فهذه خطة العلاج الرئيسية:
علاج قصور الغدة قبل الحمل
يجب فحص مستويات الهرمونات لديك والتأكد أنها في معدلاتها الطبيعية بالتزامك بالجرعات الصحيحة قبل حتى محاولة الإنجاب، فإذا وجد الطبيب أن مستويات هرمون TSH مرتفعة جدا وهرمون T4 منخفضة جدا، سيقوم بزيادة جرعة الدواء، وسينصح بتأجيل الحمل لحين عودة الهرمونات لمستوياتها الطبيعية.
علاج قصور الغدة أثناء الحمل
إذا كنت مريضة من قبل بقصور الغدة، فغالبا سيقوم الطبيب بزيادة جرعة الدواء خلال أول 4 – 6 أسابيع من الحمل، لذلك بمجرد اكتشافك الحمل يجب أن تذهبي للطبيب بالتحاليل ليقوم بوصف الجرعات المناسبة.
أما إذا تم تشخيصك حديثا بالمرض وأنت حامل، سيعمل الطبيب على تعويض الهرمونات سريعا وإعادتها لمستوياتها الطبيعية فورا بوصف جرعات كبيرة من الدواء، ويجب أن تقومي بالتحليل مرة أخرى خلال 30 لـ 40 يوم من بدء العلاج، والاستمرار بالقيام بالفحص بشكل دوري كل 4 – 6 أسابيع طوال الحمل وحتى الولادة.
علاج قصور الغدة بعد الولادة
بمجرد الولادة، غالبا سيقوم الطبيب بتخفيض جرعات الدواء اعتمادا على نتيجة التحليل، وأيضا في معظم الدول يتم فحص الغدة الدرقية للطفل بعد ولادته مباشرة.
الوقاية من مخاطر خمول الغدة الدرقية على الحمل
بعد معرفتك للعلاقة بين خمول الغدة الدرقية والحمل وتأثيره على الجنين، يجب أيضا معرفة كيفية تجنب حدوث مضاعفات ناتجة عن هذه الحالة الصحية، وحماية الجنين من أي مخاطر، لذا يمكنك اتباع ما يلي:
- يجب على جميع النساء اللاتي يرغبن في الحمل إجراء فحوصات الغدة الدرقية للكشف عن مستويات الهرمون، خاصة إذا كان لديهم إحدى عوامل الخطر السابق ذكرها.
- يجب إجراء الاختبارات والفحوصات اللازمة لجميع النساء الحوامل المصابات بتضخم الغدة الدرقية، والمستويات المرتفعة من الأجسام المضادة للغدة الدرقية، والتاريخ العائلي لمرض الغدة الدرقية، أو أعراض قصور الغدة الدرقية.
- يجب إجراء الاختبارات اللازمة للنساء اللاتي يخضعن للعلاج ببدائل هرمونات الغدة الدرقية قبل الحمل، للتأكد من مستويات هرمون الغدة الدرقية لديهن، حيث قد تكون هناك حاجة إلى زيادة جرعة الدواء بنسبة تصل إلى 50% أثناء الحمل.
- يجب مراقبة مستويات هرمون الغدة الدرقية بشكل منتظم وبعناية أثناء الحمل بواسطة اختبار TSH الذي يقيس مستوى هذا الهرمون المحفز للغدة الدرقية.
- اتباع تعليمات الطبيب وأهم النصائح اللازمة للتعايش مع قصور الغدة وتجنب مضاعفاته.