ما هي متلازمة ستوكهولم؟ وما سبب تسميتها بهذا الاسم؟ تعرفوا على كل المعلومات المتعلقة بهذه المشكلة النفسية وكيف يتم التعرف عليها وتأثيراتها وهل لها علاج أم لا ومعلومات أخرى عديدة من الفقرات التالية.
ما هي متلازمة ستوكهولم؟
متلازمة ستوكهولم (بالإنجليزية Stockholm Syndrome) هي استجابة عاطفية تحدث لبعض ضحايا العنف والخطف نتيجة تكون مشاعر إيجابية (على عكس المتوقع في هذه المواقف) مثل التعاطف تجاه المعتدي أو الخاطف، وقد تحدث على مدار أيام أو أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات من الخطف والتواصل القريب مع المعتدي. ومن ضمن المشاعر الأخرى التي قد يتعرض لها المصاب بهذه المتلازمة تجاه المعتدي هي الحب والرغبة في الحماية.
كما أن هذه المتلازمة قد تتسبب في تكون مشاعر سلبية لدى الضحية تجاه الشرطة أو أي شخص يحاول أن ينقذه. ولا تحدث هذه المتلازمة لجميع ضحايا العنف أو الخطف والعديد من الخبراء وعلماء النفس يعتبرون هذه المتلازمة آلية تكيف أو طريق يلجأ إليها الضحايا للتعامل مع الصدمة أو المواقف المخيفة.
لماذا سميت متلازمة ستوكهولم بهذا الاسم؟
حصلت هذه المتلازمة على هذا الاسم من حادثة سرقة بنك حدثت في مدينة ستوكهولم في السويد استمرت لمدة 6 أيام، وخلال المواجهة التي استمرت مع رجال الشرطة طوال تلك المدة، أصبح العديد من الأسري من موظفي البنك متعاطفين مع السارقين، وبعد تحريرهم رفض بعض موظفي البنك الإدلاء بشهادتهم لإدانة هؤلاء المجرمين في المحكمة، كما قاموا أيضاً بجمع بعض المال للدفاع عنهم.
وقام عالم مختص بعلم الجريمة وطبيب نفسي كان يقوم بالتحقيق في هذه الحادثة بتطوير مصطلح متلازمة ستوكهولم لتعريف ووصف التقارب الذي حدث ما بين بعض موظفي البنك وبين المجرمين.
وعلى الرغم من شيوع هذه المتلازمة إلا أنه لم يتم التعرف على هذه المتلازمة في النسخة الجديدة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، الذي يُستخدم من قبل مختصي الصحة النفسية والأخصائيين الآخرين بتشخيص مشاكل واضطرابات الصحة النفسية.
أعراض متلازمة ستوكهولم
يمكن أن تظهر علامات وأعراض تلك المتلازمة بعدة طرق:
- ترى الضحية تصرفات عطف وطيبة من الخاطف أو المعتدي.
- تصبح لدى الضحايا مشاعر إيجابية تجاه خاطفيهم أو المعتدين عليهم.
- تصبح الضحية مؤمنة بنفس وجهات النظر والمبادئ الخاصة بخاطفيها.
- تشعر الضحية بالشفقة تجاه الخاطف.
- ترفض الضحية مغادرة الخاطف أو المعتدي، حتى عندما تُصبح لديهم فرصة للهرب.
- تُصبح لدى الضحايا مفاهيم خاطئة تجاه الشرطة وأفراد العائلة والأصدقاء وأي شخص يحاول أن يساعدهم للهرب والتخلص مما يتعرضون له.
- ترفض الضحية مساعدة الشرطة أو السلطات الحكومية في عقاب ومحاسبة المجرمين والخاطفين.
وبعد التحرر أو التخلص من المجرم، قد تستمر ضحية متلازمة ستوكهولم في الشعور بمشاعر إيجابية تجاهه، ولكن قد يتعرضون أيضاً للتالي:
- ذكريات سابقة.
- الاكتئاب.
- القلق والتوتر.
- متلازمة ما بعد الصدمة PTSD.
- صعوبة في التركيز.
- عدم القدرة على الاستمتاع بالأشياء التي سبق الاستمتاع بها من قبل.
أسباب متلازمة ستوكهولم
لا يفهم العديد من الباحثين وعلماء النفس متلازمة ستوكهولم بشكلٍ كامل، والبعض يعتقد بعدم وجودها من الأساس، ولكن اتفق بعض الخبراء على أن هذه المتلازمة يمكن أن تحدث في الحالات التالية:
- عندما يعامل المجرم ضحاياه بطريقة آدمية.
- يحدث تفاعل كبير (وجها لوجه) ما بين الخاطف والضحية، مما يقدم فرص للتواصل والتضامن مع بعضهما.
- عند اعتقاد بعض الضحايا بعدم قيام أفراد الشرطة بعملها كما يجب، واعتقادهم بعدم اهتمامهم بهم وبما يحدث لهم.
تأثير متلازمة ستوكهولم على الضحايا
كما ذكرنا سابقاً لا تُعتبر متلازمة ستوكهولم مشكلة صحية مدرجة بشكل رسمي في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، ولكن أجمع بعض الخبراء أن ضحايا تلك المتلازمة قد يعانون من التالي:
- الحرج نتيجة مشاعرهم تجاه المعتدي أو المجرم.
- الارتباك.
- الذنب.
- صعوبة في الثقة بالآخرين.
- كوابيس ما بعد الصدمة.
- الأرق.
- ذكريات مؤلمة.
- سهولة التعرض للخوف والفزع.
- الإنكار.
- العزلة الاجتماعية.
- شعور مزمن بالتوتر أو القلق.
- شعور بالفراغ.
- شعور باليأس.
- الاكتئاب.
- القلق.
- الاعتماد بشكل مفرط على الآخرين.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة.
والعودة للحياة اليومية والتكيف بعد التعرض للصدمة الناتجة عن هذه المتلازمة يمكن أن يكون صعباً، ويمكن أن يواجه العديد من الضحايا صعوبة في التحدث عما حدث لهم وعن مشاعرهم، لذا في حالة كنت أنت المصاب أو تعرف أحد يعاني من هذه المتلازمة يجب الاستعانة بطبيب مختص لمعرفة طرق العلاج والتكيف المناسبة.
علاج متلازمة ستوكهولم
لا توجد علاجات معروفة لهذه المتلازمة، ولكن العديد من علاجات اضطراب ما بعد الصدمة يمكن أن يكون فعالاً للمصابين بهذه المتلازمة، وعادة ما تجمع علاجات اضطراب ما بعد الصدمة ما بين التالي:
العلاج النفسي:
العلاج النفسي أو ما يُعرف أيضاً باسم العلاج بالتحدث ويستمر لمدة تتراوح ما بين 6 إلى 12 أسبوع أو أكثر وتتضمن الأنواع المستخدمة في هذا العلاج:
- العلاج السلوكي المعرفي CBT.
- العلاج بالمواجهة أو الصدمة.
- إعادة الهيكلة المعرفية.
الأدوية:
تُستخدم بعض الأدوية للتعامل مع الأعراض المعينة الناتجة عن الاضطراب، فأحياناً تُستخدم مضادات الاكتئاب بمواجهة مشاعر التوتر والقلق، كما يمكن أن يتم وصف أدوية أخرى لعلاج الأعراض الأخرى التي تحدث مثل الكوابيس.