يوضح الدكتورعبد العزيز شريف، أستاذ جراحة القلب، أن أمراض القلب الخلقية تشكل معظم حالات القلب قبل الخامسة، وقد لا تسبب أى اضطراب فى الدورة الدموية، فلا تصاحبها أعراض ملموسة إلا بعد سن الطفولة أو الرجولة، ورغم أنها لا تشكل إلا نسبة صغيرة بالنسبة لبقية أمراض القلب الأخرى، إلا أنها تسبب لوالدى الطفل المصاب بها قلقا وفزعا.
وقد تطورت طرق التشخيص والعلاج لهذه الحالات تطورا مذهلا فى السنوات الأخيرة، مما يمكن للمريض بها ان يحيا حياة طيبة ويتزوج وينجب.
ويبين أن أمراض القلب الخلقية تنشأ لسببين رئيسين أولهما عيب أو تشوه فى الكروموسومات وجينات الوراثة وثايهما عوامل بيئية.
وتسبب العيوب الوراثية إصابات أخرى بالأعضاء المختلفة للجنين بجانب اصابة القلب كعيوب بالأطراف أو توقف نمو المخ.
ويشير إلى أن العوامل البيئية غالبا ما تؤثر على القلب فقط ويمكن الوقاية منها ويكون تاثيرها فى الشهور الثلاثة الأولى من تكوين الجنين، وهى الفترة التى يتخلق فيها القلب ومن أهم العوامل إصابة الحامل بالحصبة الألمانية أثناء الحمل وبعض المواد الكيميائية والعلاجية إذا تناولتها الأم فى الأشهر الأولى من الحمل ومن المخاطر الأخرى على الجنين فى شهوره الأولى تعرض الام للأشعة الينية أو لحميات أخرى غير الحصبة الألمانية .
ورغم كل هذه العوامل الوراثية أو الوبائية فلا تزيد نسبة أمراض القلب الخلقية عن ثلاثة فى آلاف، ولا تزيد نسبة حدوثها بين أطفال الأسرة الواحدة عن 2%، ومع تقدم علم الوراثة أصبح من الإمكان تشخيص احتمال حدوث إصابة مماثلة لطفل ثان من والدين أنجبا طفلا بعيب خلقى فى القلب، وهو ما يحدث فى القليل من الحالات، مما يسهل للوالدين حرية اتخاذ القرار.
ويشير إلى أن تقدم تشخيص أمراض القلب الخلقية حتى تصبح ممكنا والجنين مازال فى بطن أمه عن طريق استعمال الموجات فوق الصوتية، إذ تنفذ هذه الموجات خلال بطن الأم لقلب الجنين، فتصور غرفة حواجزه وفتحاته وشرايينه وأوردته بكل دقة، وتحدد مكان العيب الخلقى ونوعه ولا تحمل هذة الموجات أى مخاطر بعكس الأشعة السينية وبإجراء هذا الفحص يمكن تحديد مدى خطورة العيب الخلقى فى القلب وأثره على حياة الجنين عند ولادته والتفكير فى القرار الواجب اتخاذه.