الكثير من المرضى وخصوصاً الذين يلازمون الفراش لفترات طويلة يحتاجون إلى التشجيع والدعم النفسي من قِبل أصدقائهم و عائلتهم ليتمكنوا من مواجهة المرض، في المقال التالي نقدم لك وسائل الدعم النفسي للمريض
الدعم النفسي للمريض
إذا كنت تعرف شخص مريض، فقد يكون من الصعب رؤيته يعاني وأنت عاجز عن فعل أي شيء حيال ذلك، ولكن على الرغم من أنه ربما لا يوجد شيء يمكنك فعله حيال حالته الصحية، إلا أنه يمكنك دعمه نفسيًا بعدة وسائل نذكرها لك في هذا المقال.
1- الدعم النفسي للمريض بالأفعال
الزيارة
إذا كان أحد أحبائك أو صديقك المقرب مريضًا في المستشفى أو راقدًا في منزله، فإن الطريقة الأكثر أهمية لتشجيعه هي أن تكون حاضرًا وتقوم بزيارته.
فكر فيما قد تفعله خلال زيارتك، إذا كان صديقك يحب لعب الورق أو ألعاب الطاولة، فيمكنك مشاركته تلك الألعاب، واحرص على عدم اصطحاب الأطفال معك، كما يجب أن تتأكد من الاتصال أولاً وتأكد من أن الوقت مناسب، أو حدد موعدًا لزيارتك مقدمًا.
ماذا لو لم تستطع زيارة المريض؟
إذا لم تسطع زيارة المريض فقم بإرسال باقة من الزهور أو علبة شيكولاتة ليعرف المريض أنك تفكر فيه.
لا تعامله كأنه مريض
الشخص الذي يعاني من مرض مزمن أو خطير يعيش مع تذكير يومي بأنه مريض، وما يحتاجه منك هو تذكيره بأنه لا يزال هي نفس الشخص الذي تحبه وتهتم به، وعامله كالمعتاد كأنه غير مريض، وقم بالتالي:
كن نفسك
لا تحاول التكلف أو التظاهر عند محاولة الدعم النفسي للمريض وكن لطيفًا وداعمًا ومريحًا قدر الإمكان لرفع معنويات المريض.
الحفاظ على اتصال منتظم
يمكن أن يكون المرض المزمن اختبارًا حقيقيًا للصداقة، لذا يجب الحرص على التواصل، فالمريض الذي يخضع للعلاج أو يقيم في المستشفى أو في السرير يبقى بعيدًا عن الأنظار، لذا تأكد من وضع مذكرة في التقويم الخاص بك لتتذكر الواصل معه بشكل منتظم.
ساعده في فعل الأشياء التي يستمتع بها
إذا كانت المريض تعاني من مرض مزمن أو مميت، فمن المهم أن يحاول ايجاد المتعة والفرح في الحياة، ويمكنك المساعدة من خلال إخراجه لممارسة أنشطته المفضلة.
لا تخف من المزاح أو وضع خطط للمستقبل! هذا لا يزال هو نفس الشخص الذي تعرفه وتحبه.
دعم العائلة
عائلة المريض تعاني أيضًا، وهناك طرق عملية يمكنك من خلالها دعم أسرة المريض خلال هذا الوقت:
- ساعدهم في اعداد الطعام او تنظيف المنزل.
- ساعد في رعاية الأشخاص الذين يعتمدون على المريض: إذا كان المريض لديه أطفال صغار أو آباء كبار السن أو غيرهم ممن يعتمدون عليه، فاسأل كيف يمكنك أن تكون سباقا في رعايتهم أثناء مرضه، فوجود صديق موثوق به للمساعدة في تحمل العبء قد يحدث فرقًا.
- اسأل عائلة المريض عن احتياجاتهم، وكن صادقًا في استعدادك للمساعدة، ثم تابع وافعل ذلك فهذا هو الجزء الأكثر أهمية!
اجعل المريض يشعر أنه مهم
في بعض الأحيان؛ يمكن أن يساعد طلب المشورة أو طلب صغيرة لشخص ما يعاني من مرض مزمن أو مميت في شعوره بأنه مهم وأنك بحاجه إليه مما يدعمه نفسيًا.
فكر في مجال خبرة المريض، واسأله أي أسئلة لديك قد تكون ذات صلة.
2- الدعم النفسي للمريض بالأقوال
تحدث مع المريض
تعلم كيف تكون مستمعًا جيدًا واجعل صديقك يعرف أنك موجود من أجله إذا كان يريد التنفيس عن حالته أو إذا كان يفضلون التحدث عن شيء آخر، فوجود شخص ما للتحدث معه يمكن أن يكون مصدر راحة كبيرة للشخص المريض.
إرسال رسائل أو إجراء مكالمة هاتفية
إذا لم يكن بإمكانك التواجد مع المريض فعليًا، فأرسل له رسائل أو قم بإجراء مكالمة هاتفية، وركز على التمنيات الطيبة، والدعاء له من أجل الشفاء، والأخبار السارة التي لا علاقة لها بالمرض.
اسأل المريض أسئلة عن حالته
على الرغم من أنه من المهم احترام خصوصية المريض إلا أنه إذا كان منفتحًا على الأسئلة، فيمكن أن تكون الأسئلة وسيلة رائعة لمعرفة المزيد عن حالته ومعرفة المزيد من الطرق التي يمكنك من خلالها دعمه.
التحدث مع أطفال المريض
إذا كان لدى الشخص المريض أطفال، فقد يشعرون بالعزلة والوحدة والارتباك، واعتمادًا على شدة المرض؛ قد يشعرون أيضًا بالخوف والغضب والقلق، ويحتاجون إلى شخص ما للتحدث معه، وإذا كانوا يعرفونك ويثقون بك، فيمكنك أن تكون بمثابة مرشد وصديق لهم خلال هذا الوقت.
3- تجنب هذه الأشياء
تجنب قول هذه العبارات
هناك الكثير من الكليشيهات التي يستخدمها الناس عندما يمر أشخاص آخرون بأوقات عصيبة، وفي أغلب الأحيان تكون هذه العبارات الشائعة غير صادقة أو مؤلمة للمريض، فعلى سبيل المثال لا يجب التحدث باستخفاف عن مرض خطير، ويجب تجنب العبارات التالية ايضًا:
- أحيانًا يقول الناس عبارة “أعرف ما هو شعورك” للمرضى الذين يمرون بأوقات عصيبة، ورغم أنه من الصحيح أن كل شخص قد جرب تجارب في الحياة، فمن المستحيل معرفة ما يشعر به شخص آخر.
- لا تقوم بحكي حكايات شخصية لا تتوافق مع شدة ما يعاني منه المصاب، فعلى سبيل المثال؛ إذا كان شخص ما يواجه فقد أحد الأطراف، فلا تساويه بالوقت الذي كسرت فيه ذراعك، ولكن إذا كانت لديك بالفعل تجربة متكافئة مع التجربة التي يمر بها المريض، فلا بأس أن نتحدث ونقول “لقد مررت بشيء مشابه.”
- “ستكون على ما يرام” هذه عبارة شائعة عندما لا يعرف الناس ما يقولونه، وكثيراً ما نقول ذلك على أنه رغبة أكثر من كونه بيانًا للحقيقة، في الواقع وفي العديد من الحالات المرضية المزمنة أو المميتة، لن يكون الشخص على ما يرام.
- لا تبدأ كلامك بعبارة “على الأقل …” ولا تقلل من معاناة الشخص من خلال اقتراح أنه يجب أن يكون شاكر أن وضعه ليس أسوأ.
لا تشكو من مشاكلك الصحية
من أهم نقاط الدعم النفسي للمريض تجنب مناقشة المشكلات الصحية البسيطة مثل الصداع أو البرد.
لا تدع الخوف من فعل الشيء الخطأ يمنعك من القيام بأي شيء على الإطلاق
في حين أنه من المهم أن تكون حساسًا تجاه مشاعر الشخص المريض، فإننا في بعض الأحيان نعوض عن خوفنا من فعل الشيء الخطأ عن طريق عدم القيام بأي شيء على الإطلاق، فمن الأفضل الاعتذار عن أي خطأ قد يحدث وتصحيحه بدلاً من عدم عمل أي شيء.
اختار الوقت الصحيح
يجب اختيار وقت زيارة المريض بحرص، والانتباه لعلامات ارهاق المريض أو رغبته في النوم أو الراحة.
4- الدعم النفسي للمريض بالأمراض المزمنة
حاول تثقيف نفسك حول حالة المريض وخطة علاجه بحيث تكون على استعداد للآثار الجانبية، والتغيرات في شخصيته، وغيرها من التأثيرات.
إن التعامل مع الأمراض المزمنة يؤدي في كثير من الأحيان إلى الاكتئاب ومشاكل أخرى، وأحيانًا يكون للأدوية أيضًا آثار جانبية قد تؤثر على الحالة المزاجية.
فإذا كان المريض يناضل مع أفكار الاكتئاب، فذكره أنك ستكون موجود لدعمه.
إظهار التعاطف
حاول أن تضع نفسك في موقف الشخص المريض؛ ففي يوم من الأيام قد تصاب بمرض مماثل وتريد أن يكون الناس لطفاء ومتعاطفين معك، ويمكن أن يساعدك تخيل نفسك في مكان المريض في تحديد أفضل طريقة لمساعدته.
وفي النهاية وبعد معرفتك وسائل الدعم النفسي للمريض المختلفة، إذا كان لديك المزيد من التساؤلات أو الاستفسارات يمكنك استشارة أحد أطبائنا من هنا.