كثيراً ما نسمع عن المشاكل الصحية لمرضى القلب و أبرزها الازمة القلبية التي قد يدفع المريض حياته ثمناً لها لا قدر الله، و بين مصطلحات مثل الازمة القلبية وفشل عضلة القلب، وجلطات القلب يتوه الناس أحيانًا، وفي هذا المقال سنأخذ جولة تبدأ من فهم هذه المصطلحات الثلاثة وصولاً إلى علامات التحذير و علامات الخطر و الوقاية منها.
الازمة القلبية .. توضيح المصطلحات
بداية لابد أن نتذكر أن القلب هو مضخة عضلية، و مثلها مثل جميع العضلات في جسم الإنسان يزودها بالغذاء والأكسجين الدم المتدفق في شرايين تمتد و تتفرع داخل عضلة القلب، وتُسمى بالشرايين التاجية.
تبدأ المشكلة عندما تتكون جلطات داخل أحد الشرايين التاجية، وتوقف تدفق الدم عبر هذا الشريان، مما يؤدي إلى عجز جزء من عضلة القلب عن الحصول على الغذاء و الأكسجين (جلطات القلب).
مع مرور الوقت و غياب تدفق الدم الحامل للأكسجين و الغذاء عن جزء من النسيج العضلي للقلب، يبدأ هذا الجزء في الموت، و يستخدم تعبير الذبحة للدلالة على موت خلايا جزء من النسيج العضلي نتيجة حرمانها من الدم الحامل للأكسجين (ذبحة صدرية).
إذا لم يتم التدخل لمنع موت المزيد من النسيج العضلي للقلب قد تمتد الحالة لتشمل موت جزء واسع من نسيج عضلة القلب، مما ينتج عنه عدم قدرة القلب على القيام بوظيفته و الوقوع في فشل قلبي و توقف القلب (فشل عضلة القلب).
هذا التدهور المتتابع يسمى (الازمة القلبية)، و يمكن التدخل فيه في أي مرحلة من مراحله و إيقاف تقدمه باستعمال الأدوية المناسبة.
عوامل الإصابة بالأزمة القلبية
أولها العوامل القابلة للعلاج و التعديل، و التي يمكن أن تلعب دور كبير في الوقاية مثل:
- التدخين.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
- زيادة الوزن و السمنة.
- الغذاء غير الصحي عالي الدهون و عالي الأملاح.
- قلة ممارسة الرياضة.
- ارتفاع نسبة السكر في الدم.
و جدير بالذكر أن المتابعة الطبية لهذه العوامل و الحرص على تجنبها يلعب دور كبير في الوقاية من الازمة القلبية.
العوامل الطبيعية المؤثرة في حدوث الازمة القلبية
- السن، يزيد احتمال حدوث الازمة القلبية بالنسبة للرجال بداية من سن 45، و بالنسبة للنساء من سن 55.
- التاريخ العائلي للمرض، تزيد احتمالية حدوث الازمة القلبية في الأشخاص المنتمين لعائلات يتكرر فيها حدوث أزمات و مشاكل صحية في القلب.
- تسمم الحمل، في السيدات الحوامل قد يؤدي عدم علاجه مع ارتفاع ضغط الدم بشكل كبير إلى حدوث الازمة القلبية.
أعراض الازمة القلبية
- حدوث إحساس بالألم و الضيق و الثقل و الضغط على الصدر.
- ألم في الذراع أو الظهر أو الزور أو الفك.
- إحساس بعسر الهضم أو حرقة في الجزء الأعلى من البطن.
- عرق و قئ و دوخة.
- ضعف عام و توتر و اضطراب في التنفس.
- ضربات قلب متسارعة و غير منتظمة.
تعتبر هذه أعراض الأزمة القلبية فعلية إذا استمرت 30 دقيقة، دون حدوث تحسن رغم الراحة و تناول نيتروجلسرين تحت اللسان.
قد تحدث الأزمة القلبية في صورة خالية من الأعراض أزمة قلبية صامتة و رغم إمكانية حدوثها في أي شخص لكنها أكثر شيوعاً في المصابين بالسكر.
التعامل مع الأزمة القلبية
- إذا كنت أنت هذا الشخص فلا تطمئن لحدوث الأعراض بشكل بطئ و سارع بالاتصال بطبيب، لأن الأزمة القلبية قد تحدث بسرعة في خلال دقائق و لكنها أيضاً يمكن أن تحدث ببطئ على مدار عدة أيام تتزايد فيها الأعراض تدريجياً.
- في حالة تشخيصك بمشاكل في القلب، حافظ على أدوية الأزمات الطارئة قريباً من متناول يدك، و عرف المقيمين معك بمكانها.
- دوام على الاحتفاظ بكارت في جيبك يحمل اسمك و مشكلتك الصحية و أسم دواء الأزمة الطارئة و الجرعة.
- إذا بدأ شخص أمامك الدخول في أزمة قلبية حاول سؤاله عن دواء الأزمة، و إلا فلتأخذه بسرعة إلى أقرب مستشفى أو طبيب.
اختبارات تشخيص الازمة القلبية
- رسم القلب الكهربي.
- اختبارات الدم، لقياس نسب إنزيمات خاصة بخلايا عضلة القلب في الدم.
- اختبار صدى القلب.
أهداف التدخل العلاجى للأزمة القلبية
- القضاء على الجلطات التي تسد الشرايين التاجية.
- منع تكون جلطات جديدة.
- توسيع الشرايين التاجية الضيقة.
- منع موت المزيد من نسيج عضلة القلب.
يتم وصف العلاج لمرضى القلب و الأزمات حسب فردية كل حالة و أولوية الأهداف فيها، و كذلك يتم حساب الجرعات حسب وزن كل حالة و ظروفها الصحية.
الخلاصة في الازمة القلبية
- أولاً، تجنب عوامل الخطورة و متابعتها هو الطريق الأمثل للوقاية.
- ثانياً، الاحتفاظ بأدوية الطوارئ قريبة منك و عدم الاستهانة بالأعراض حتى لو بدت بسيطة هو الطريق الأمثل للعلاج.
- ثالثاً، الخروج من الازمة القلبية بأقل الخساير و بصحة مازالت جيدة ممكن جداً.