يُعتبر الغضب من المشاعر الطبيعية جداً، ولكن في بعض الأحيان قد يكون مبالغاً فيه، بحيث يؤثر على حياة الشخص المصاب به، لذا إن كنت أحد الأشخاص سريعي الغضب، ففي هذا المقال سنتناول علاج الغضب وأهم مخاطره على الصحة، فتابعنا لتعرف أكثر.
ما هو الغضب؟
الغضب هو استجابة طبيعية نتيجة التعرض لنوع من التهديد أو الأذى، وعندما يكون الغضب خارج نطاق السيطرة يمكن أن يصبح مدمر، بحيث يؤثر على حياة الشخص، مما يؤدي إلى وجود مشاكل خطيرة في العمل وفي العلاقات الشخصية.
وغالبًا ما يعبر البشر عن غضبهم عن طريق إصدار أصوات عالية، أو عن طريق الجز على أسنانهم، أو عن طريق التحديق بغضب تجاه الآخرين، أو عن طريق اتخاذ بعض المواقف التي تهدف إلى تحذير الآخرين.
علاج الغضب بخطوات بسيطة
فكر قبل أن تتكلم
من السهل أن تقول شيئًا من الممكن أن تندم عليه عند الشعور بالغضب، لذا خذ بضع لحظات لتجمع أفكارك قبل قول أي شيء، واسمح للطرف الآخر بأن يفعل الشيء نفسه.
عبر عن غضبك بمجرد أن تهدأ
بمجرد أن تهدأ وتبدأ بالتفكير بوضوح، عبر عن إحباطك بطريقة حازمة ولكن غير مؤذية. وعبر عن غضبك بشكل واضح ومباشر، دون أن تقوم بإيذاء الآخرين.
قم بممارسة التمارين الرياضية
يمكن أن يساعد النشاط البدني في تقليل التوتر الذي قد يسبب لك الغضب. وإذا شعرت أن غضبك يتصاعد، فاستمر في المشي السريع أو الركض، أو قم بقضاء بعض الوقت في ممارسة أنشطة بدنية ممتعة أخرى.
احصل على بعض الراحة
فترات الراحة ليست فقط للأطفال، لذا امنح نفسك بعض فترات الراحة القصيرة خلال أوقات اليوم المرهقة. فبعض لحظات من الهدوء قد تساعدك على الشعور بأنك أفضل استعدادًا للتعامل مع الأمور المستقبلية دون غضب.
تحديد الحلول الممكنة
بدلاً من أن تقوم بالتركيز على ما جعلك تشعر بالغضب، قم بالتفكير في حلول للمشكلة التي تواجهها. وذكّر نفسك بأن الغضب لن يصلح أي شيء وقد يزيد الأمر سوءًا.
نصائح أخرى لـ علاج الغضب
استخدم كلمة أنا
لتتجنب التعرض للانتقاد أو إلقاء اللوم عليك، والذي قد يؤدي إلى زيادة شعورك بالتوتر والغضب، استخدم كلمة أنا لوصف المشكلة، على سبيل المثال قل أنا منزعج لأنك قمت بهذا، بدلاً من لوم الشخص مباشرة.
لا تحمل ضغينة
الغفران هو أقوى وسيلة للتخلص من غضبك، فإذا سمحت للغضب والمشاعر السلبية الأخرى بالتغلب على المشاعر الإيجابية، فقد تجد نفسك تشعر بالمرارة أو بالظلم، ولكن إذا استطعت أن تسامح شخصًا أغضبك، فقد تتعلم من هذا الموقف وتدعم علاقتك به.
علاج الغضب باستخدام الفكاهة
يمكن أن تساعد الفكاهة وتلطيف الموقف على نزع فتيل التوتر. استخدم الفكاهة لمساعدتك في مواجهة ما يسبب لك الغضب، ولكن يجب عليك تجنب التهكم، لأنه يمكن أن يؤذي مشاعر الطرف الآخر ويزيد الأمور سوءًا.
ممارسة تقنيات الاسترخاء
عندما تشعر بأن أعصابك مشدودة، يجب عليك ممارسة تقنيات الاسترخاء، فمن الممكن ممارسة تمارين التنفس العميق، أو أن تغمض عينيك وتتخيل مشهدًا مريحًا، أو أن تقوم بتكرار كلمة أو عبارة مهدئة مثل “خذ الأمور بسهولة”. ويمكنك أيضًا الاستماع إلى الموسيقى أو الكتابة في إحدى المجلات أو القيام ببعض التمارين الرياضية كاليوغا، هذا كل ما يتطلبه الأمر لتحصل على بعض الاسترخاء.
معرفة متى طلب المساعدة
تعلم السيطرة على الغضب هو تحدي للجميع في بعض الأحيان. اطلب مساعدة الطبيب النفسي فيما يتعلق بمشاكل الغضب إذا كان غضبك يبدو خارج عن السيطرة، أو يسبب لك العديد من المشكلات، كما يجعلك تقوم بأشياء تندم عليها أو تؤذي من حولك.
المخاطر الصحية لعدم علاج الغضب
والآن وبعد أن تعرفت على طرق علاج الغضب المختلفة، عليك أن تدرك أن عدم علاجه يعرضك للعديد من المخاطر، فعندما يشعر الشخص بالغضب، يطلق الجسم العديد من الهرمونات، مثل الأدرينالين، والنورادرينالين، والكورتيزول. ونتيجة لذلك، يزيد معدل ضربات القلب، وضغط الدم، ودرجة حرارة الجسم، ومعدل التنفس. والغضب المتكرر يمكن أن يؤدي إلى إطلاق مستمر لهذه الهرمونات، مما يؤثر على صحة الشخص.
ويمكن أن تتسبب نوبات الغضب المستمرة في حدوث:
- آلام الظهر.
- الصداع.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الأرق.
- متلازمة القولون العصبي أو اضطرابات الجهاز الهضمي الأخرى.
- الأمراض الجلدية.
- السكتة الدماغية.
- النوبة القلبية.
- ضعف الجهاز المناعي، والذي يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الالتهابات ونزلات البرد والأنفلونزا.
المخاطر العاطفية والعقلية لعدم علاج الغضب
وتشمل العواقب العاطفية والعقلية لنوبات الغضب المتكرر:
- الاكتئاب والمزاجية.
- اضطرابات الاكل.
- تعاطي الكحول أو المخدرات.
- إيذاء الذات والتفكير في الانتحار.
- تدني احترام الذات.
وتعلُم السيطرة على الغضب له فوائد اجتماعية وعاطفية وجسدية، لذا يجب أن تتعلم كيف تسيطر على غضبك.
والآن عزيزي القاريء وبعد انتهائك من هذا المقال، ستكون قد تعرفت على طرق علاج الغضب وأهم آثاره الصحية والنفسية، وفي حالة كنت بحاجة إلى استشارة، يمكنك استشارة أحد أطبائنا من هنا.