هناك بعض الأشخاص يعانون من رائحة سيئة غير مبررة تلازمهم طوال الوقت، وهي المشكلة التي قد تتسبب للبعض في كثير من الحرج، بل والمشاكل الشخصية واتهامات بعدم اتباع أسلوب متحضر في العناية بالنظافة الشخصية وقد ينطبق هذا مع بعض الأشخاص، إلا أن دراسة حديثة أثبتت أن هذه المشكلة قد تنشأ عن اضطراب جيني غير شائع يعرف بمتلازمة رائحة السمك.
وتعرف هذه الحالة طبياً بـ trimethylaminuria وتنتج عن انبعاث مقدار زائد من مكون TMA الذي ينتج عندما يهضم الشخص طعاما غنيا بمادة الكولين، والتي توجد بكثرة في الأسماك البحرية والبيض والكبدة وبعض أنواع البقول مثل اللوبيا.
وتحدث حالة trimethylaminuria بسبب خلل في جين يعرف بـ FMO3، ويقلل هذا الخلل من قدرة الجسم على تمثيل مادة TMA ليحولها لمكون غير ذي رائحة.
ومادة TMA نفسها لها رائحة قوية تشبه رائحة الأسماك، إلا أن ما يقرب من 10 إلى 15% فقط من الأشخاص ممن يعانون من حالة trimethylaminuria يعانون من رائح سيئة بعينها، الأمر الذي قد يجعل الأمر أكثر صعوبة لتشخيص حالة هؤلاء الأشخاص، والشخص الذي يعاني هذه الحالة لابد وأنه ورث هذا الخلل في جين FMO3 من الأبوين اللذين قد لا تكون لديهما مثل هذه المشكلة بشكل ظاهر.
وفي هذه الدراسة التي قام بها الباحث باول وايز من مركز Monell for Chemical Senses بولاية فيلديلفيا الأمريكية، نظر وايز في مرات تشخيص الحالة للمرضى المترددين على المركز يطلبون المساعدة في الكشف عن أسباب تلك الرائحة التي تلازمهم.
ووجد الباحثون أن حوالي ثلث المرضى الذين يعانون المشكلة (حوالي 353 مريضا) يعانون الإصابة بهذه الحالة، ومن إجمالي الأشخاص الذين يعانون تلك الحالة (118 شخص) هناك 3.5% يشكون من الرائحة الملازمة لهم، وكثيراً ما يشتكون من رائحة عامة للجسد غير طيبة مع نفس كريه وطعم سيء يلازمهم بالفم.
ورأى المشارك في الدراسة جورج بريتي أن هناك سببا آخر للرائحة السيئة الملازمة لبعض الأشخاص وهو رائحة الفم السيئة والتي تؤثر على رائحة الجسم كله عند تحدث الشخص أو تثاؤبه.
ونصح بريتي هؤلاء الأشخاص باللجوء لطبيب الفم والأسنان لعلاج أسباب المشكلة، بينما مرضى الحالة الأولى الناتجة عن خلل جيني لا حل أمامهم سوي تجنب الأطعمة التي تكون غنية بمادة “الكولين”.