تعرض معظمنا للحروق من قبل بسبب لمس أشياء ساخنة مثل الفرن أو المياه شديدة السخونة، ويمكن علاجها عن طريق استخدام الطرق المنزلية، ومستحضرات غير موصوفة بروشتة طبية من الصيدلية، بينما توجد حروق أخرى أكثر خطورة تسبب تلفًا في الجلد والعضلات والعظام، وتتطلب العناية الطبية المطولة مثل حروق الدرجة الرابعة، وفيما يلي سنتعرف على خطورة هذه الدرجة وكيفية علاجها.
ما هي حروق الدرجة الرابعة؟
هي الحروق الأكثر عما وخطورة بين درجات الحروق الأخرى، وقد تكون مهددة للحياة، حيث تُتلف كل طبقات الجلد، وتصل إلى العضلات، والأوتار، والعظام.
أسباب حروق الدرجة الرابعة
تنجم حروق الدرجة الرابعة بصفة أساسية عن اللهب، أو الحروق الكيميائية مثل التعرض لأحماض كاوية عالية التركيز، ومن ضمن الأسباب المحتملة للحروق بدرجاتها أيضًا:
- الحروق الحرارية نتيجة التعرض لموقد أو فرن ساخن للغاية، أو اللهب المشتعل بصورة مباشرة، أو حوادث الحرائق، أو التعرض لمكواة ساخنة جدًا.
- التعرض لتيار كهربي.
- التعرض للإشعاع.
وبصفة عامة تصل درجة الحروق إلى الدرجة الرابعة عند التعرض لتلف شديد جدًا في الجلد، ويصل هذا التلف لطبقات أعمق بما فيها العضلات والأوتار والأعصاب.
أعراض حروق الدرجة الرابعة
فيما يلي أهم أعراض هذه الدرجة من الحروق:
- تبدو منطقة الجلد المصابة بحرق من الدرجة الرابعة متفحمة.
- تبدو المنطقة المصابة باللون الأبيض الشمعي أو الرمادي.
- ظهور أنسجة العضلات والعظام.
- جفاف الجلد المصاب.
- غير مؤلمة نتيجة تلف النهايات العصبية.
- لا تُعالج إلا عن طريق التدخل الجراحي.
خطورة حروق الدرجة الرابعة
لا يعني عدم الشعور بالألم بأن الحروق غير خطيرة، ولكن يدل ذلك على تلف النهايات العصبية، ويزيد خطر تعرض جسم المُصاب للعدوى البكتيرية أو الفطرية أو الفيروسية أو الأجسام الغريبة، مما يُحفز استجابة الجسم المناعية التي تكون أكثر خطورة في الحروق الشديدة، إذ أنه من المحتمل أن تؤذي القلب، والرئتين، والأوعية الدموية، والكليتين، والأعضاء الأخرى.
وإضافة إلى ما سبق، تسبب استجابة الجسم المناعية فقدان السوائل في الجسم مؤدية إلى هبوط حاد وخطير في ضغط الدم (الصدمة)، أو احتباس السوائل والإصابة بالوذمة، ويؤدي كل منهما إلى عدم حصول الأنسجة الداخلية على ما يكفي من الأكسجين مسبة تلفها.
وتعد العدوى أحد أبرز مخاطر الحروق الشديدة، إذ تغزو أنسجة الجسم الداخلية مع تلف الجلد -الذي يعد حاجز دفاعي- وضعف الجهاز المناعي نتيجة الحروق، مثل إصابة الرئتين وحدوث التهاب رئوي، أو دخول مجرى الدم والإصابة بتسمم الدم، وكل هذه المخاطر مهددة للحياة، لذلك يجب نقل المصاب إلى الطوارئ فورًا.
كيفية علاج حروق الدرجة الرابعة
غالبا لا يمكن القيام بإسعافات أولية لهذه الدرجة من الحروق من جانب أشخاص عاديين، فيجب نقل المصاب للمستشفى فورا، حيث يتبع الأطباء بروتوكولات علاج الحروق المتقدمة بمجرد الوصول للمستشفى، فيتم تنظيف الجرح وتعقيمه وإزالة الأنسجة الميتة أولًا، ثم تعتمد الخطوة الجراحية التالية على موضع الحرق، ومدى خطورته وانتشار الضرر في الجسم، وفيما يلي بعد الخطوات المحتملة:
- تغطية الجرح بطُعم جلدي أو ترقيع الجلد Skin graft.
- يُعطي الأطباء المصاب سوائل وريدية لتعويض الجسم وتجنب التعرض للجفاف.
- إعطاء المريض مسكنات الألم.
- إعطاء المريض المضادات الحيوية للوقاية من العدوى.
وبعد تماثل الجلد للشفاء، يتابع الأطباء حالة الجسم العامة، ومدى تأثير ضرر الحرق عليه، وبناء على ذلك، يُتخذ قرار إجراء عمليات إعادة البناء التجميلية لتصحيح الأجزاء التالفة، وقد يحتاج المريض لعلاجات إضافة لعلاج المفاصل والعضلات المتأثرة كما يخضع المريض للعلاج الطبيعي، والعلاج النفسي لتجاوز أثر الصدمة.