الهضم من العمليات المعقدة التي تحدث في جسم الإنسان، وهي هامة من أجل البقاء على قيد الحياة والاستفادة من الطعام الذي نتناوله، لكن ما هي انواع الهضم وكيف يتم تكسير وهضم الطعام في أجسامنا؟ تعالوا نتعرف الآن على هذه التفاصيل بشكل مبسط.
ما هي عملية الهضم؟
بالتأكيد كلنا نعرف أن جسمنا يعتمد اعتماد كلي على مخزونه من العناصر الغذائية التي تدخل له عن طريق الطعام، لكن هذه العناصر تكون في هيئة مركبات معقدة لذلك لابد من تقسيمها وتفتيتها لأجزاء أصغر، وهنا تأتي أهمية عملية الهضم لأنها المسؤولة عن تفتيت الطعام وتكسيره وتقسيم عناصره الغذائية، وتعتبر هذه العملية واحدة من أهم وأبرز العمليات الحيوية التي تحدث في أمعاء الجسم وهي السبيل الأساسي للبقاء على قيد الحياة.
ما هي انواع الهضم؟
وبالحديث عن انواع الهضم التي تتم داخل أجسامنا، فيمكن تقسيمها لنوعين وهما:
1- الهضم الميكانيكي
وخلال هذا النوع من انواع الهضم يتم تكسير وتقسيم الطعام من صورته وأجزائه الكبيرة لأجزاء أصغر، مثلما يحدث خلال عملية المضغ. والهضم الميكانيكي عبارة عملية فيزيائية تتم لتجزئة الطعام لكن لا يغير من طبيعيته الكيميائية.
وهذا النوع من الهضم يشاع عنه أنه يشمل الخطوات الأولى للهضم فقط المتمثلة في اللسان والمضغ واختلاط الطعام باللعاب. لكن الهضم الميكانيكي يمتد لبعد خروج الطعام من الفم، حيث يستمر في المعدة من أجل تفتيت الطعام أكثر، حتى يتحول لمادة أشبه بالحساء الحمضي تعرف بإسم الكيموس.
2- الهضم الكيميائي
وهذا النوع يتم خلاله تقسيم وتكسير أجزاء الطعام لوحداته الأساسية عن طريق الإنزيمات والأحماض والأملاح الموجودة في الجسم. وغالباً ما تكتمل هذه العملية في الأمعاء الدقيقة.
الهدف من هذا النوع من الهضم هو تكسير الروابط الكيميائية التي تربط بين جزيئات الطعام لتكون قابلة للهضم والامتصاص والاستفادة منها.
كيف تتم عملية الهضم؟
عملية الهضم المقصود بها تحطيم وتقسيم وتحويل أجزاء الطعام كبيرة الحجم لأجزاء وجزيئات صغيرة تكون قابلة للذوبان في الماء، لكي تتمكن من الانتقال للدم ولأعضاء الجسم الأخرى. فمثلاً، خلال عملية الهضم يتم تحويل الكربوهيدرات وتقسيمها لجلوكوز، أما الدهون فيتم تقسيمها لأحماض دهنية وجلسرين، والبروتينات تنقسم لأحماض أمينية.
وينتقل الطعام في الجسم عن طريق الجهاز الهضمي والذي يشمل نوعين من الأعضاء، وهما:
- الأعضاء المجوفة: وهي الأعضاء التي ينتقل عبرها الطعام أولاً وتتمثل في، الفم، المريء، المعدة، الأمعاء الدقيقة، الأمعاء الغليظة، الشرج.
- الأعضاء الصلبة: وتتمثل في الكبد، البنكرياس، المرارة، وهذه الأعضاء تضيف خصائصها لخليط الطعام الذي إليها لكي يتم تكسيره بالشكل المطلوب والاستفادة منه.
بالإضافة للجهاز الهضمي فإن الجهاز العصبي والجهاز الدوري وبكتيريا الأمعاء لهم أيضاً أهمية كبيرة في عملية الهضم.
على الرغم من أن الطعام يحتوي على جميع العناصر الغذائية التي نحتاجها لصحة جيدة، إلا أنها محجوزة في مركبات كبيرة ومعقدة. حتى يتمكن الجسم من استخدامها ، يجب أولاً تقسيمها وتكسيرها إلى أجزاء أصغر من خلال عملية الهضم.
تكسير العناصر الغذائية
تنقسم وتتكسر مكونات الطعام بأشكال مختلفة ويكون ذلك كالتالي:
البروتين
ويتم تكسيره وهضمه من خلال 3 إنزيمات مختلفة وهما:
- البيبسين الموجود في المعدة.
- التربسين والكيموتريبسين، يعملوا في الاثنى عشر، ويفرزهما البنكرياس.
الدهون
تبدأ عملية هضم الدهون في الفم عن طريق إنزيم الليباز اللساني الدهني، لكن معظم الدهون الداخلة للجسم يتم تكسيرها وتجزئتها في الأمعاء الدقيقة بمساعدة إنزيم ليباز البنكرياس، كما أن الصفراء لها دور فعال في تكسير الدهون.
الكربوهيدرات
وذلك من خلال:
- الأميليز الموجود في اللعاب والبنكرياس، والذي يقوم بتكسير النشويات لوحدات فردية من الجلوكوز.
- اللاكتاز والذي يعمل على تكسير اللاكتوز والسكر الموجود في الحليب.
- السكروز والذي يعمل على تكسير السكروز الذي يتواجد في السكر أو قصب السكر.
ما هو الهضم غير المدمر؟
هناك عناصر وجزيئات غذائية هامة وأساسية لكنها معقدة وقد تتلف في حال اختلاطها مع العصارات الموجودة في الجهاز الهضمي داخل المعدة، مثلما يحدث مع فيتامين ب12 مثلاً، فهذا الفيتامين من الفيتامينات الحساسة تجاه الأحماض وفي حال تقسيمه وتكسيره لأجزاء فلن يستطيع أداء دوره في جسمك والقيام بوظائفه، وهنا يأتي دور الهضم غير المدمر. لذلك فعند دخول فيتامين ب12 للفم ترتبط به مادة كيميائية تعرف بإسم هابتوكورين، تقوم بحماية الجزيء الخاص بالفيتامين.