انتكاسة الوسواس القهري وكيفية التغلب عليها

انتكاسة الوسواس القهري
الوسواس القهري يعد مرضاً مزمناً، فكيف يمكن التغلب عليه والحد من أو تنجب انتكاسة الوسواس القهري؟ تعرفوا على ما كل يلزمكم من معلومات للتغلب على انتكاسة الوسواس القهري من خلال المقال الآتي.

ADVERTISEMENT

الوسواس القهري

الوسواس القهري (OCD) هو اضطراب يصيب الأشخاص من جميع الأعمار، ويحدث عندما يصاب الشخص بدورة من الهواجس والسلوكيات القهرية التي لا يمكنه السيطرة عليها. الهواجس هي أفكار غير مرغوب فيها أو تدخلية أو صور أو تحث على إثارة مشاعر مؤلمة بشدة، بينما الإكراه عبارة عن سلوكيات يشارك فيها الفرد في محاولة للتخلص من الهواجس و / أو تقليل مشاعر القلق لديه.

معظم الناس لديهم هواجس و / أو سلوكيات إلزامية في مرحلة ما من حياتهم، لكن هذا لا يعني أن الجميع لديهم وسواس قهري. المصاب بالوسواس القهري يصبح متطرفًا لدرجة أنه يستهلك الكثير من الوقت ويعيق الأنشطة الهامة التي يستطيع القيام بها ليفسح مجالاً للسلوكيات القهرية والهواجس.

ADVERTISEMENT

كيف يمكن الوقاية من انتكاسة الوسواس القهري ؟

الوقاية من انتكاسة الوسواس القهري هي جزء من نهج العلاج السلوكي المعرفي (CBT) لعلاج الوسواس القهري ومعظم الاضطرابات الأخرى. تم تطوير فكرة الوقاية من الانتكاس أولاً من قبل الأشخاص الذين يعملون مع متعاطي المخدرات ممن يشتهرون بالعودة إلى سلوك التعاطي والإدمان؛ كان من الواضح أنه على الرغم من أن العلاج بدا وكأنه يعمل مؤقتًا على الأقل، فإن نسبة كبيرة من المرضى يستسلمون مع مرور الوقت.

ولفهم طريقة الوقاية من انتكاسة الوسواس القهري نحتاج إلى البدء بتعريف بعض المصطلحات؛ أولاً، يتم تعريف الانتكاسة على أنها العودة إلى نفس مستوى الأعراض كما كانت قبل العلاج. إذا عومل الفرد جيدًا بما فيه الكفاية ولم تظهر عليه أية أعراض، فيتم اعتباره في حالة شفاء؛ إذا تم علاجه وتعرض لبعض الأعراض المعتدلة فسيكون في مرحلة شفاء جزئية.

ADVERTISEMENT

في كلتا الحالتين إذا انتقل من هذه الحالة المحسّنة إلى أعراض تشبه تقريبًا كما كان قبل العلاج، يتم اعتباره في انتكاسة.

المصطلح الثاني المستخدم هو الانتكاسة المؤقتة؛ وتمثل الانتكاسة المؤقتة عودة جزئية أو موجزة لبعض الأعراض. من المهم التمييز، لأننا سنرى في كثير من الأحيان حالات مشوشة ويمكننا في كثير من الأحيان التدخل لمنع الانتكاسة المؤقتة من التحول إلى انتكاسة كاملة.

العلاج السلوكي المعرفي و انتكاسة الوسواس القهري

أفضل علاج للوسواس القهري هو العلاج المعرفي السلوكي الذي يشمل عادةً التعرض ومنع الاستجابة (ERP) ، حيث يتم التركيز على جعل الفرد يتصرف بطريقة مختلفة تمامًا عن سلوكه المعتاد وخاصةً أمام الأشياء التي قد تحفز السلوكيات القهرية؛ الجزء المعرفي من العلاج يركز بشكل أكبر على التفكير بشكل مختلف، وتركز الوقاية من الانتكاسة بشكل أكبر على الجانب المعرفي للعلاج.

ADVERTISEMENT

أشياء يجب معرفتها لمنع حدوث انتكاسة الوسواس القهري

قد لا تحب بعض الأشياء في هذه القائمة لأنها قد لا تكون ما تريد أن تسمعه؛ ليس عليك أن تحبهم، ومع ذلك إذا كنت ترغب في التغيير، فسوف تحتاج إلى قبولها. هناك بعض الأشياء التي ستكون قادرًا على تغييرها، وبعضها يجب عليك تقبله. من المهم التمييز بين الاثنين حتى لا ينتهي الأمر بتوجيه جهودك بشكل خاطيء.

الوسواس القهري مزمن

هذا يعني أنه يشبه الإصابة بالربو أو السكري، يمكنك التحكم فيه والتعافي لكن في الوقت الحالي، لا يوجد علاج نهائي له. من المحتمل أن يكون دائماً موجود في حياتك بشكل ما أو بآخر، حتى لو لم يعد يؤثر على حياتك.

التفكير الحالي هو أنه من المحتمل أن يكون أصلًا وراثيًا، وليس في متناولنا حالياً علاجه على هذا المستوى. الأشياء التي سيتعين عليك القيام بها لمعالجته هي التحكم به، وإذا لم تتعلم الاستفادة من طرق العلاج بفعالية طوال حياتك، فستواجه خطر الانتكاسة؛ هذا يعني أنك إذا لم تستخدم الأدوات المتوفرة في العلاج المعرفي السلوكي أو إذا توقفت عن تناول الدواء (في معظم الحالات)، فستجد نفسك قريباً محاطًا بالأعراض مرة أخرى.

ADVERTISEMENT

اثنين من السمات الرئيسية للوسواس القهري هما الشك والذنب

في حين أنه ليس من المفهوم سبب ذلك، إلا أنها تعتبر من السمات المميزة لهذا الاضطراب. في القرن التاسع عشر كان الوسواس القهري يعرف باسم “مرض الشك” وذلك لأن الوسواس القهري يجعلك تشك في كل شيء. بعض المرضى يشككون في حياتهم الجنسية أو عقلهم أو حياتهم، والبعض تأتيه تصورات، سواء كانت مسؤولة عن سلامة الغرباء أم لا، واحتمال أن يصبحوا قتلة، وما إلى ذلك. حتى أن بعض المرضى لديهم شكوك حول ما إذا كانوا على قيد الحياة بالفعل أم لا.

الشك هو واحد من أكثر الصفات الجنونية للوسواس القهري، هذا هو السبب الذي يجعل من يعانون من الوسواس القهري يقومون بفحص الأشياء والتأكد منها مئات المرات، أو طرح أسئلة لا تنتهي من أنفسهم أو الآخرين.

الذنب هو جزء آخر من هذا الاضطراب. من السهل إلى حد ما جعل الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري يشعرون بالذنب تجاه أي شيء، وذلك لأن الكثير منهم لديهم بالفعل فائض من هذا الشعور. وغالبًا ما يشعر المرضى بالمسؤولية عن الأشياء التي لا يمكن لأحد أن يتحملها على الإطلاق.

ADVERTISEMENT

دور الذنب والشك في انتكاسة الوسواس القهري

على الرغم من أنه يمكنك مقاومة القيام بالسلوكيات القهرية، إلا أنه لا يمكنك منع جميع الأفكار الهوسية.

الهواجس عبارة عن أحداث عقلية تم إنشاؤها كيميائيًا ويبدو أنها تشبه أفكار الفرد الحقيقية، ولكنها ليست كذلك. اعتاد أحد المرضى على الإشارة إليهم على أنهم “أفكار اصطناعية”.

وكالأحداث الكيميائية الحيوية، لا يمكن ببساطة التحكم بها. لقد أظهرت الدراسات التي أجريت على قمع الفكر أنه كلما حاولت أن تفكر في شيء ما آخر، كلما انتهى بك الأمر في التفكير فيه بطريقة متناقضة. إن الحيلة الحقيقية للتعامل مع الهواجس هي: إذا كنت ترغب في التفكير في الأمر بشكل أقل، فكر في الأمر أكثر. لا يمكنك الهرب من أو تجنب المخاوف الناتجة عن الهواجس.

ADVERTISEMENT

الخوف أيضًا ينشأ في العقل، ومن أجل التعافي، من المهم أن نقبل أنه لا مفر منه. يجب مواجهة المخاوف. لا يصاب الأشخاص المصابون بالوسواس القهري بالأشياء التي يخشونها طويلاً بما يكفي لمعرفة الحقيقة، أي أن مخاوفهم غير مبررة وأن القلق كان سينتهي من تلقاء نفسه دون إكراه أو تحييد نشاط.

الدواء يساعد ولكنه لا يشفى بشكل كامل

الطبيعة البشرية دائمًا ما ترغب في حلول سريعة وسهلة وبسيطة لمشاكل الحياة، وعلى الرغم من أن كل شخص مصاب بالوسواس القهري يرغب في الحصول على دواء طبي سحري للتخلص من أعراضه، لا يوجد شيء من هذا القبيل في الوقت الحالي.

العلاج المتوفر حالياً ليس مثالياً ولكنه جيد جداً بشكل عام، إذا كنت تستطيع تقليل أعراضك من 60 إلى 70 في المائة، فيعتبر ذلك نتيجة جيدة. بالطبع هناك دائمًا أولئك القلة الذين يمكنهم القول إن أعراضهم قد خفت تمامًا بواسطة عقار معين، هم الاستثناء وليس القاعدة، يسأل الناس دائماً “ما هو أفضل دواء لعلاج اضطراب الوسواس القهري؟”، والإجابة هي “الأفضل هو ما يناسبك”، لمجرد أن دواء معين يأتي بنتائج مرضية لشخص تعرفه، لا يعني أنه سيكون لصالحك أو سيأتي بنفس النتائج.

دور الأدوية في علاج انتكاسة الوسواس القهري

إن الاعتماد على الأدوية على الأرجح يعني أن جميع الأعراض لن تختفي وأنك ستكون دائمًا عرضة لانتكاسة كبيرة إذا أوقفتها، وذلك لأن الأدوية ليست علاجًا، بل هي عنصر تحكم. حتى في حالة عملها بشكل جيد، عندما تتوقف عن تناولها، ستعود كيمياء المخ لعادتها القديمة قريبًا (عادةً في غضون بضعة أسابيع) إلى حالتها غير الصحية السابقة.

الأدوية مفيدة للغاية كجزء من علاج شامل مع العلاج المعرفي السلوكي. في الواقع ، يجب اعتبارهم أداة لمساعدتك على التعافي، فهي تعطيك ميزة عن طريق الحد من مستويات الهوس والقلق. بينما يمكن للأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري الخفيف الشفاء بشكل متكرر دون استخدامها، فإن غالبية المصابين سوف يحتاجون إليها من أجل التعافي الكامل.

هناك مشكلة واحدة للأسف، وهي وصمة العار المرتبطة بهذا النوع من الأدوية. لا يعني اضطرارك لاستخدام هذه الأدوية أنك أضعف من الآخرين، ولكن هذا هو ما تتطلبه الكيمياء الخاصة بمخك للتعافي. لا يمكنك دائمًا محاربة كيمياء دماغك دون مساعدة. واستخدام الأدوية النفسية لا يعني أيضًا أنك “مجنون”. الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري ليسوا مجانين. عندما يعتاد جسمك على هذه الأدوية ستكون مجرد أدوية تؤخذ بشكل روتيني لتخفيف أعراضك ليس أكثر.

انتكاسة الوسواس القهري خطر محتمل

لقد عدنا بالكامل إلى النقطة الأولى التي تخبرنا أن الوسواس القهري مزمن. بمجرد وصولك إلى نقطة الشفاء، هناك العديد من الأشياء التي يجب مراعاتها إذا أردت البقاء على هذا النحو. الهدف من العلاج المناسب، أو العلاج السلوكي المعرفي بوجه خاص، هو إعطائك الأدوات اللازمة لتكون قادر على علاج نفسك فيما بعد، وإحدى هذه الأدوات هي معرفة أنه لم يعد بالإمكان تجنب المواقف المخيفة، ويجب مقاومة الإكراهات.

لسوء الحظ الدماغ لا يصلح نفسه أثناء تناول الأدوية، وهكذا عندما يتم سحب الأدوية، تعود كيمياء المخ إلى حالتها السابقة المختلة وظيفياً. لذا من الضروري في متابعة علاج الوسواس القهري أن تقطع مسافة طويلة في معالجة جميع الأعراض، حتى تكون مستعدًا لأي شيء قد تصادفه في المستقبل.

ومن الضروري أيضاً أن نتذكر أنه لا يوجد أحد مثالي، ولا يمكن لأي شخص أن يتعافى تمامًا. حتى في عمليات الشفاء الكامل يمكن للناس أحيانًا أن ينسوا ما يفترض أن يفعلوه. لحسن الحظ هناك دائمًا فرصة أخرى للتعافي وهكذا، بدلاً من الاستسلام والشعور بالذنب، يمكنك أن تستعيد توازنك قريبًا إذا عدت إلى المسار الصحيح من خلال العودة مجددًا ومواجهة ما تخشى.

خطوات التغلب على انتكاسة الوسواس القهري تشمل:

  • مواجهة شعورك بالذنب والشك.
  • فهم الفرق بين الانتكاسة المؤقتة والانتكاسة الكلية.
  • التخطيط لمواجهة فترة الانتكاس والتعرض لأي مواقف قد تحفز الانتكاس.
  • توقع أن التعافي لن يكون مثالي أو بشكل كلي.
  • مواجهة الهواجس والسلوكيات القهرية فور حدوثها.
  • عرض نفسك للعوامل التي تحفز السلوكيات القهرية مع تجنب القيام بأي من الطقوس المعتادة.
  • توقع أن تتعرض لأفكار هوسية ورغبة ملحة للقيام بأي من سلوكياتك السابقة.
  • قم بتشتيت عقلك عن الأفكار الهوسية بأشياء أخرى تشغل يومك.
  • حاول الحفاظ على حياة متوازنة بقدر الإمكان.
  • تحدث إلى طبيبك عند الحاجة.
  • تواصل مع الأشخاص المقربين إليك للدعم النفسي.
  • انضم لمجموعة دعم نفسي.
  • استكمل العلاج (النفسي أو الأدوية) عند الحاجة.

أخيرًا، نظرًا لأن الصحة النفسية تعتمد على العيش في حالة توازن، من المهم للغاية بعد العلاج أن تعيش حياة متوازنة، وهذه الحياة تشمل ما يكفي من النوم، واتباع نظام غذائي مناسب وممارسة الرياضة، والحفاظ على العلاقات الاجتماعية، والعمل المنتج. للمزيد من المعلومات حول كيفية التغلب على انتكاسة الوسواس القهري يمكنك التواصل مع أحد أطبائنا من هنا.

ADVERTISEMENT

هل كان هذا المحتوى مفيدا؟

جار التحميل...
كتب بواسطة هبة الأهواني - المراجعة والتدقيق: طاقم ديلي ميديكال انفو
تاريخ النشر: تاريخ التحديث:
قد يعجبك أيضا
هذا الموقع يستخدم الكوكيز لتقديم أفضل تجربة تصفح اعرف المزيد