يتعرض الكثير منا للإصابة بحصوات الكلى Kidney stones في مرحلة ما من الحياة، ويمكن أن تتسبب هذه الحصوات في ظهور أعراض جسدية مزعجة للغاية وغير مريحة. وعدم علاج هذه المشكلة قد يترتب عليه حدوث مضاعفات أكثر خطورة، ويمكنكم التعرف على تفاصيل هذه المشكلة بداية من الأعراض والأسباب وحتى المضاعفات وطرق العلاج والوقاية من خلال الفقرات التالية.
ما هي حصى الكلى؟
حصى الكلى هي حصوات صلبة تتكون داخل الكليتين مكونة من معادن وأملاح، وتختلف أحجام حصوات الكلى فيتراوح حجمها ما بين حجم حبة الملح وحجم نواة الذرة. وتتكون عندما يحتوي الجسم على كمية كبيرة من بعض المعادن ولا يحتوي على ما يكفي من سوائل في نفس الوقت. وحصوات الكلى يمكن أن تكون لونها بني أو أصفر، ويمكن أن تكون ناعمة أو خشنة الملمس.
ويمكن أن تكون بحجم صغير للغاية لا يمكن ملاحظة وجودها في بعض الأحيان، أو يمكن أن تكون كبيرة بدرجة تكفي لانحباسها (انحشراها) في الحالب، مما يؤثر على خروج البول من الجسم.
أنواع حصى الكلى
يقوم الأطباء بتقسيم حصوات الكلى إلى عدة أنواع، ومعرفة نوع الحصوات الموجودة في الكلى يساعد بشكل كبير في اختيار العلاج المناسب. ويمكن أن تتضمن أنواع حصوات الكلى ما يلي:
- حصوات الكالسيوم Calcium stones: تُعتبر أشهر الأنواع، وتناول بعض أنواع الأطعمة الغنية بالأكسالات مثل نبات الراوند أو إستهلاك ما يُسبب ارتفاع مستويات فيتامين د في الجسم، يمكن أن يزيد من نسبة الإصابة بهذا النوع من الحصوات.
- حصوات السيستين Cystine stones: يُعتبر أفل الأنواع انتشارًا، ويحدث هذا النوع عادة بسبب طفرة جينية، حيث تواجه الكليتين صعوبة في إعادة امتصاص مكون السيستين، مما يؤدي لوجوده في البول بنسبة مرتفعة تؤدي لتكون حصوات.
- حصوات الستروفيت Struvite stones: يحدث هذا النوع عادة نتيجة وجود التهابات في المسالك البولية.
- حصوات حمض اليوريك Uric acid stones: تناول كميات كبيرة من البروتين الحيواني يمكن أن يؤدي لتراكم حمض اليوريك في البول، وهذا يؤدي في النهاية إلى تكون حصوات، مع أو بدون الكالسيوم.
والمواد التي تؤدي لتكون الحصوات يمكن أن تكون مختلفة، ولكن في بعض الحالات يمكن أن تتواجد حصوات من أكثر من نوع في نفس الوقت.
أعراض حصى الكلى
يمكن أن يعاني البعض من حصوات الكلى ولكن لا يعانوا من أي أعراض، وأحيانًا قد لا تظهر أي أعراض إلا عند تحرك وتنقل الحصوة من مكانها، فيمكن للحصوات أن تنتقل داخل الكلى، كما يمكن أن تتحرك إلى داخل الأنبوب الذي يصل الكلى بالمثانة (الحالب). وجدير بالذكر أن أعراض حصى الكلى عند النساء تتشابه مع أعراض الحصى عند الرجال، وقد تتضمن ما يلي:
- ألم حاد في الجانب أو أسفل الظهر أو أسفل الضلوع.
- ألم في منطقة الورك ما بين البطن والفخذ أو أسفل البطن.
- ألم يظهر ويختفي ويتراوح في شدته ما بين الخفيف والحاد.
- الشعور بالألم عند التبول.
- الذهاب للمرحاض بمعدل أكثر من المعتاد.
- بول غائم أو وردي أو أحمر أو بني أو له رائحة كريهة.
- وجود رغبة في التبول طوال الوقت.
- حمى ورعشة، في حالة وجود عدوى أو التهاب.
- الغثيان والتقيؤ.
- شعور بالحرقان عند التبول.
- خروج كمية أقل من البول عند التبول.
وفي حالة كانت الحصوة صغير الحجم، يمكن ألا تتسبب في حدوث أي ألم أو أعراض أخرى وتخرج من الجسم من خلال البول.
أسباب حصى الكلى
يتعرض الرجال والنساء لحصوات الكلى، ولكن نسبة إصابة الرجال بها مضاعفة مقارنة بالنساء، وأحيانًا قد يكون من الصعب معرفة السبب الرئيسي وراء تكون هذه الحصوات، ولكنها تتكون عند ارتفاع مستويات بعض المعادن في البول مثل الكالسيوم والأكسالات وحمض اليوريك.
وفي حالة عدم وجود ما يكفي من البول في الجسم لتخفيف مستويات وتركيز هذه المعادن تبدأ الحصوات في التكون، وهناك بعض العوامل والأشياء التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بهذه الحصوات وأبرزها:
- الأطعمة التي يتم تناولها.
- الإسهال (حيث يُسبب الجفاف).
- السمنة.
- وجود تاريخ طبي عائلي بالإصابة بهذه الحصوات.
- الحمل.
- الجفاف وعدم شرب كميات كافية من السوائل.
- بعض الحالات الصحية مثل الخضوع لعملية تحويل مسار المعدة أو الإصابة بأمراض الأمعاء الالتهابية، مرض النقرس، السكري أو مرض دنت.
- تناول مكملات فيتامين سي.
- نقص الكالسيوم الذي يتم الحصول عليه من الطعام.
- وجود أكسالات أو بروتين زائد في النظام الغذائي المتبع.
- تناول بعض الأدوية مثل مدرات البول التي تعالج ارتفاع ضغط الدم أو مضادات نوبات التشنج أو مزيلات الاحتقان أو الستيرويدات القشرية.
- وجود انسداد في المسالك البولية.
كيفية تشخيص حصى الكلى
يقوم الطبيب أولاً بالتحقق من التاريخ الطبي وعمل فحص جسدي إذا تطلب الوضع، ثم يقوم بطلب بعض التحاليل والفحوصات للكليتين والمسالك البولية لتشخيض الحصوات ومنها:
- تحاليل الدم: لمعرفة مستوى الكالسيوم وحمض اليوريك الموجودين بالدم، كما يمكن أن تساعد الطبيب في معرفة مدى صحة الكليتين.
- تحليل البول: يساعد في معرفة مدى تواجد المعادن التي تؤدي لتكون الحصوات في البول، أو عدم تواجد ما يكفي من المواد التي تمنع تكونها.
- فحوصات التصوير: تُستخدم لفحص وجود الحصوات في المسالك البولية مثل الأشعة السينية للبطن أو التصوير المقطعي.
وفي حالة الحمل، يجب على الحوامل الخضوع للفحص بالأشعة فوق الصوتية عوضًا عن الأشعة المقطعية خلال الثلث الأول من الحمل.
مضاعفات حصوات الكلى
في حالة عدم علاج حصوات الكلى كبيرة الحجم قد تنتج المضاعفات التالية:
- انسداد الحالب.
- حدوث ضرر للحالب.
- النزيف أثناء الخضوع لجراحة.
- الشعور بالألم.
- التهابات في المسالك البولية.
- تعفن الدم، وهي عدوى يمكن أن تنتشر في الجسم كله.
كيفية تفتيت حصوات الكلى بسرعة
لا تتطلب جميع حصوات الكلى علاج، ففي حالة كانت الحصوة صغيرة يمكن أن تخرج من الجسم عند التبول، ولسرعة حدوث هذا يمكن تجربة التالي:
- شرب المياه بكميات كبيرة لمنع تراكم المعادن في البول، ويجب الحرص على أن يكون البول صافي أو لا يوجد به أي تغيرات.
- يمكن الاستعانة بأدوية مسكنات الألم التي يمكن الحصول عليها بدون وصفة طبية، ولكن لا ننصح بتناول أي أدوية بدون استشارة طبيب أولاً.
- زياة طبيب والحصول على وصفة طبية تتضمن دواء من أدوية حاصرات ألفا الذي يعمل على إرخاء العضلات في الحالب، حتى يمكن تمرير الحصوة بسرعة أكبر وبألم أقل.
وفي حالة كانت الحصوة كبيرة الحجم لا يمكن تمريرها من خلال البول، فقد يعاني المريض من ألم حاد، وفي هذه الحالة قد يلجأ الطبيب لخيارات علاجية أخرى لتكسير الحصوة إلى حصوات أصغر في الحجم يسهل تمريرها مثل:
- تفتيت الحصى بموجات تصادمية خارج الجسم ESWL.
- تنظير أو منظار الحالب Ureteroscopy.
- تفتيت حصى الكلى بالليزر.
الوقاية من حصوات الكلى
تتضمن نصائح وخطوات الوقاية من الإصابة بحصوات الكلى أو منع تكونها مرة أخرى في حالة الإصابة بها من قبل وعلاجها ما يلي:
- شرب كمية وفيرة من الماء والسوائل الأخرى مثل عصير البرتقال وعصير الليمون.
- تقليل الصوديوم والأطعمة المالحة، حيث أن الكثير من الصوديوم يمكن أن يزيد من مستويات الكالسيوم في البول الذي بدوره يمكن أن يتسبب في تكون الحصوات.
- شرب وتناول ما يكفي من الكالسيوم، فعلى الرغم من أن ارتفاع مستويات الكالسيوم في البول يمكن أن يؤدي لتكون الحصوة، إلا أن عدم وجود ما يكفي من الكالسيوم قد يزيد من مستويات الأكسالات في البول، والتي بدورها تتسبب في تكون الحصوات، لذا ينصح بالحفاظ على توازن مستويات الكالسيوم في الجسم والحصول عليه من الأطعمة والمشروبات وليس المكملات.
- الحد من البروتين الحيواني وتجنب بعض الأطعمة الأخرى مثل البيض والسبانج والبنجر والشيكولاتة والمشروبات الغازية.
- خسارة الوزن في حالة الإصابة بالسمنة، ويمكن التحدث مع الطبيب ومعرفة الوزن الصحي لك.
حصوات الكلى عند الأطفال
أصبحت الإصابة بالحصوات في الكلى أكثر شيوعاً بين الأطفال والمراهقين في الفترة الأخيرة ويمكن أن تحدث للأطفال في أي عمر، حتى الأطفال الخدج (المولودن قل موعدهم) ولكنها أكثر شيوعاً ما بين المراهقين.
وتحدث هذه الحصوات لدى الأطفال لنفس أسباب حدوثها لدى البالغين السابق ذكرها، والتي تتضمن تراكم بعض المعادن المعينة في البول أو عدم وجود المواد التي تمنع تكونها بنسبة كافية. كما تُشير بعض البيانات إلى أن نسبة حدوث هذه الحصوات تزداد في حالات الأطفال المصابين بالربو مقارنة بالأطفال غير المصابين به.
وتتضمن بعض أبرز أعراض وجود هذه الحصوات لدى الأطفال ما يلي:
- وجود دم في البول.
- الشعور بألم ويختلف مقدار الألم ومكانه وفقاً لمكان الحصوة وحجمها.
- مغص شديد.
- عدم القدرة على التبول.
- غثيان أو تقيؤ.
- بول غائم وله رائحة كريهة.
- حمى ورعشة أو ضعف.
وأغلب أنواع الحصوات التي تُصيب الأطفال تبقى في الكلى، ولكنها يمكن أن تتحرك من الكلى وتعلق بالحالب، والحصوات الني تبقى في الكلى وعلى الرغم من عدم وجود ألم مصاحب لها في العديد من الحالات، يمكن أن تكون سبب لالتهابات متكررة في المسالك البولية، لذا يجب زيارة طبيب مختص ومناقشة الأمر معه ومعرفة ما يجب عمله.