إن كان الفم هو مدخل الطعام والشراب إلى الجسم، فإن المريء هو الطريق السريع الذي يسيران فيه للوصول إلى المعدة. ويعمل كأحد أجزاء الجهاز الهضمي، وبالرغم من أنه يمتلك وظيفة بسيطة للغاية، إلا أنه قد يصاب بالعديد من الاضطرابات.
ما هو المريء؟
المريء (بالإنجليزية Esophagus) هو أنبوب عضلي أجوف يبدأ من الحلق (البلعوم) ويمر عبر الحجاب الحاجز حتى يصل إلى المعدة، ويمر خلف القصبة الهوائية وأمام العمود الفقري.
ويبلغ طوله عادةً حوالي 25 سم (9 إلى 10 بوصات) عند البالغين، ويوجد نوعان من المناطق التي يمكن فتحها وإغلاقها للمريء، وهما:
- العضلة العاصرة العلوية للمريء (UES): والتي تخضع للتحكم الإرادي واللاإرادي أيضًا، فهي تعمل على منع دخول الطعام والسوائل إلى القصبة الهوائية، بالإضافة للتحكم في بعض العمليات مثل القيء.
- العضلة العاصرة السفلية للمريء (LES): والتي لا تخضع للتحكم الواعي (تحكم اللاإرادي)، وتعمل على منع حمض المعدة من الانتقال للمريء.
وظيفة المريء
تتمثل الوظيفة الأساسية للمريء في نقل الطعام والسوائل من الفم إلى المعدة عند حدوث عملية البلع، وأثناء عملية البلع يتم إغلاق رفرف عضلي صغير يسمى لسان المزمار؛ لمنع الطعام والسوائل من النزول إلى القصبة الهوائية بالخطأ.
بالإضافة لذلك، يوجد بروز عضلي صغير يسمى اللهاة (Uvula) يساعد على منع السائل من المرور إلى الأعلى عند تجويف الأنف.
أشهر أمراض المريء
وتوجد العديد من الحالات الطبية التي يمكن أن تحدث للمريء، وتشمل الآتي:
- الارتجاع المعدي المريئي (GERD)، وتعد هذه هي المشكلة الأكثر شيوعًا للمريء، وقد يطلق البعض على هذا المرض اسم ارتجاع المريء أو الارتداد المريئي.
- التهاب المرىء (Esophagitis).
- المريء العصبي، وهي حالة قليلة الحدوث، وتتعطل فيها الحركة الطبيعية للمريء بطريقة ما، ويحدث شد عضلي في المريء؛ لذا قد يطلق عليها البعض أيضًا اسم تشنجات المرئ.
- مريء باريت (Barrett’s Esophagus)، وهو تغير في الأنسجة المبطنة للمريء، وغالبًا ما ينتج نتيجة حدوث ارتجاع مريئي طويل الأمد (المزمن).
- انثقاب المريء (Perforated Esophagus)، وهي حالة طبية طارئة، يحدث فيها ثقب للمريء، نتيجة بعض الإجراءات مثل التنظير الداخلي، أو من ابتلاع المواد الكاوية أو الأشياء الحادة.
- دوالي المريء (Esophageal Varices)، وهي أوردة غير طبيعية ومتضخمة في الأنبوب للمريء، وفي الأغلب تحدث لمن يعانون من أمراض خطيرة بالكبد.
- تعذر الارتخاء المريئي (Achalasia)، وهي حالة لا يرتخي فيها الجزء السفلي للمريء، مما يمنع الطعام من المرور إلى المعدة.
وبالإضافة لما سبق، وبالرغم من ندرة حدوثه، فيمكن لمرض سرطان المريء أن يحدث، وقد يتطور ايضًا إلى نوعين هما:
- السرطان الغدي (Adenocarcinoma): وفي العادة يتطور هذا النوع من السرطان في الجزء السفلي للمريء، ويبدأ في الخلايا التي تصنع المخاط (خلايا الغدة).
- سرطان الخلايا الحرشفية (Squamous cell carcinoma): ويتطور هذا النوع من السرطان في الخلايا المبطنة للمريء، وفي العادة يؤثر على الأجزاء العلوية للمريء.
كيفية الحفاظ على صحة المريء
- تناول وجبات صغيرة؛ حتى لا يظل الطعام في المعدة وبدلاً من ذلك ينتقل إلى الأمعاء الدقيقة ليتم هضمه.
- تناول الأدوية المانعة للحموضة، ويتم ذلك تحت إشراف الطبيب أو الصيدلي.
- التقليل من الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين والشوكولاتة والنعناع.
- تجنب جميع المشروبات الغازية.
- التقليل من الأطعمة الدسمة.
- اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات، ولكن يجب تجنب الخضار والفواكه الحمضية، مثل البرتقال والليمون والجريب فروت.
- التوقف عن التدخين.
- تجنب العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين.
- المشي قليلاً بعد تناول الوجبات.
- تجنب الوجبات الخفيفة قبل النوم، وبشكل عام لا يفضل تناول الطعام قبل النوم بساعتين على الأقل.
- عند النوم، يفضل الاستلقاء على الجانب الأيسر بدلاً من الجانب الأيمن، فالمعدة تقع أعلى المرىء، لذا قد يتسبب النوم على الجانب الأيمن، الضغط على العضلة العاصرة السفلية للمريء، مما يزيد من خطر تراكم السوائل.
- النوم في وضع مائل؛ للمساعدة في الحفاظ على حمض المعدة، ويمكن القيام بذلك عن طريق استخدام دعامة إسفينية؛ لرفع النصف العلوي من جسمك.
- تجنب الوسائد الإضافية لرفع الرأس فقط، فذلك قد يزيد من خطر الإصابة بالارتجاع.
الفرق بين القصبة الهوائية والمريء
كل من القصبة الهوائية والمرىء عبارة عن أنابيب عضلية تقع داخل الرقبة، ولكن كل منهما لديهم وظيفتين مختلفتين، ففي حالة:
- القصبة الهوائية، تعتبر جزءًا من الجهاز التنفسي، وتقوم بنقل الهواء من وإلى الرئة.
- أما المرىء، فهو جزء من الجهاز الهضمي، ويقوم بنقل الطعام والسوائل من الحلق (البلعوم) إلى المعدة.