مرض الفيبروميالجيا Fibromyalgia أو الألم العضلي الليفي يؤثر على العضلات والأنسجة الرخوة، وتشمل الأعراض ألم العضلات المزمن، والتعب، ومشاكل النوم، والنساء أكثر عرضة للإصابة به تابع المقال التالي لمعرفة كل ما يهمك من معلومات حول مرض الفيبروميالجيا.
ما هو مرض الفيبروميالجيا ؟
الفيبروميالجيا هو اضطراب مزمن طويل الأجل، ويرتبط بألم واسع النطاق في العضلات والعظام، والمناطق التي يكثر فيها الشعور بالألم، والتعب العام “مناطق التوتر العضلي”.
لا يمكن تحديد أو قياس أعراض مرض الفيبروميالجيا عن طريق الاختبارات، نظرًا لأن أعراضه ذاتية ولا يوجد سبب معروف واضح لها، فغالبًا ما يتم تشخيص التهاب الألم العضلي الليفي “الفيبروميالجيا” على أنه مرض آخر.
هناك الكثير من علامات الاستفهام حول هذا المرض الذي لم يعترف به الأطباء إلا مؤخرًا، وأصبح مقبول على نطاق واسع في الدوائر الطبية الآن أكثر من السابق.
ما هي أعراض الفيبروميالجيا ؟
غالبًا ما يرتبط مرض الفيبروميالجيا بمناطق الألم أو نقاط التوتر العضلي trigger points or tender points، وهذه أماكن في الجسمك حيث يمكن أن يسبب الضغط الخفيف الألم.
نادراً ما تُستخدم هذه النقاط لتشخيص الألم العضلي الليفي، وبدلاً من ذلك؛ قد يستخدمها الأطباء كطريقة لتضييق قائمة التشخيصات المحتملة، حيث يستخدم الأطباء مجموعة من الأعراض الثابتة الأخرى وربما بعض الاختبارات الطبية لمساعدتهم على تحديد السبب.
يمكن أيضًا وصف الألم الناجم عن نقاط التحفيز هذه بأنه ألم أو وجع ثابت يؤثر على العديد من مناطق الجسم، وإذا كنت تعاني من هذا الألم لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، فقد يعتبر الأطباء هذا أحد أعراض الألم العضلي الليفي الفيبروميالجيا.
قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب أيضًا من:
- إعياء.
- مشكلة في النوم.
- النوم لفترات طويلة دون الشعور بالراحة.
- الصداع.
- الاكتئاب.
- القلق.
- عدم القدرة على التركيز أو صعوبة الانتباه.
- ألم في أسفل البطن.
قد تكون الأعراض نتيجة لاضطرابات المخ والأعصاب، أو رد فعل مبالغ فيه تجاه إشارات الألم الطبيعية، وقد يكون هذا بسبب خلل كيميائي في الدماغ.
ما هي نقاط التوتر العضلي (Trigger Points)؟
يتم تشخيص شخص الفيبروميالجيا في حالة وجود ألم واسع النطاق في 11 نقطة من أصل 18 نقطة معروفة، ويتحقق الأطباء لمعرفة عدد هذه النقاط المؤلمة بالضغط عليها بشدة، وتتضمن نقاط التوتر العضلي الشائعة ما يلي:
- مؤخرة الرأس.
- أعلى الكتفين.
- أعلى الصدر.
- الفخذين.
- الركبتين.
- المرفقين من الخارج.
نقاط التوتر العضلي لم تعد محور تشخيص الألم العضلي الليفي، وبدلاً من ذلك؛ يمكن للأطباء إجراء تشخيص إذا أبلغت عن ألم واسع النطاق لأكثر من ثلاثة أشهر ولم يكن لديك أي حالة طبية قابلة للتشخيص يمكن أن تفسر الألم.
أسباب الفيبروميالجيا
لا يعرف الباحثون والأطباء ما الذي يسبب الفيبروميالجيا ومع ذلك؛ بفضل عقود من الأبحاث، أصبحوا على وشك فهم العوامل التي قد تعمل معًا للتسبب في هذا المرض، وتشمل هذه العوامل:
- العدوى: قد تسبب الأمراض السابقة الفيبروميالجيا أو الألم العضلي الليفي أو تزيد من أعراض الحالة.
- الوراثة: الفيبروميالجيا غالبا ما تكون وراثية، إذا كان أحد أفراد العائلة مصاب بهذا المرض، فإن خطر الإصابة به يكون أعلى، ويعتقد الباحثون أن بعض الطفرات الوراثية قد تلعب دورًا في هذه الحالة، ولكن لم يتم تحديد هذه الجينات بعد.
- الصدمة: الأشخاص الذين يعانون من الصدمات الجسدية أو العاطفية قد يصابون بالفيبروميالجيا، وقد تم ربط هذه الحالة مع اضطراب ما بعد الصدمة.
- الإجهاد: مثل الصدمات النفسية، يمكن أن يخلق التوتر آثارًا طويلة المدى يتعامل معها جسمك لعدة أشهر وسنوات، وتم ربط الإجهاد بالاضطرابات الهرمونية التي يمكن أن تسهم في الألم العضلي الليفي.
- لا يفهم الأطباء تمامًا العوامل التي تجعل الناس يعانون من الألم المزمن المنتشر المرتبط بالحالة، وتشير بعض النظريات إلى أن الدماغ قد يخفض مستوى تحمل الألم، فالشيء الذي لم يكن مؤلمًا يصبح مؤلمًا للغاية مع مرور الوقت.
- تشير نظرية أخرى إلى أن الأعصاب والمستقبلات في الجسم تصبح أكثر حساسية للتحفيز، وهذا يعني أنهم قد يبالغون في رد فعلهم على إشارات الألم ويسببوا ألمًا غير ضروري أو مبالغ فيه.
عوامل الخطر الفيبروميالجيا
على الرغم من أن الأسباب غير واضحة، إلا أن الاضطرابات الناجمة عن الفيبروميالجيا قد تكون ناتجة عن الإجهاد، أو الصدمات الجسدية، أو مرض جهازي غير ذي صلة مثل الأنفلونزا.
من المُعتقد أن الدماغ والجهاز العصبي قد يسيئون تفسير أو يتجاهلان إشارات الألم الطبيعية، وهذا التفسير غير الصحيح يمكن أن يكون بسبب خلل في المواد الكيميائية في الدماغ.
عوامل الخطر الأخرى للفيبروميالجيا تشمل:
- الجنس: وفقا لـ NIAMS، تمثل النساء ما بين 80 و 90% من جميع حالات الفيبروميالجيا، وسبب ذلك غير معروف.
- تاريخ العائلة: إذا كان لديك تاريخ عائلي، فقد تكون أكثر عرضة لتطويره.
- المرض: على الرغم من أن الألم العضلي الليفي ليس شكلًا من أشكال التهاب المفاصل، إلا أن الإصابة بمرض روماتيزمي مثل الذئبة أو التهاب المفاصل الروماتويدي قد يزيد أيضًا من خطر الإصابة به.
تشخيص الفيبروميالجيا
يتم التشخيص إذا كنت تعاني من ألم مستمر واسع الانتشار لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر، وهذا يشمل أيضًا الألم الذي لا يوجد لديه سبب محدد يتعلق بأي حالات أخرى.
لا يوجد اختبار معملي يمكنه الكشف عن الفيبروميالجيا أو الألم العضلي الليفين ولكن يمكن استخدام اختبار الدم للمساعدة في استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للألم المزمن.
أدوية علاج الفيبروميالجيا
الهدف من العلاج الفيبروميالجيا هو إدارة الألم وتحسين نوعية الحياة، ويتم تحقيق ذلك غالبًا من خلال إجراءات من الرعاية الذاتية والأدوية.
الأدوية الشائعة للفيبروميالجيا تشمل:
- مسكنات الألم: طبيبك قد يوصي مسكنات الألم دون وصفة طبية ، مثل ايبوبروفين أو اسيتامينوفين، ويمكن استخدام الوصفات الطبية مثل الترامادول في الحالات القصوى،ويتم استخدامها بشكل ضئيل لتقليل مخاطر الآثار الجانبية والاعتماد عليها.
- مضادات الاكتئاب: تستخدم مضادات الاكتئاب ، مثل دولوكستين، وmilnacipran للمساعدة في علاج القلق أو الاكتئاب المرتبط بالفيبروميالجيا، وقد تساعد هذه الأدوية أيضًا على تحسين جودة النوم.
- الأدوية المضادة للنوبات: تم تصميم الجابانتين Gabapentin لعلاج الصرع، لكنه قد يساعد في تقليل الأعراض لدى الأشخاص الذين يعانون من الفيبرومبيالجيا أو الألم العضلي الليفي، كما وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أيضًا على البريجابالين لعلاج الألم العضلي الليفياو الفيبروميالجيا.
هل هناك علاجات طبيعية وبديلة للفيبروميالجيا؟
بالإضافة إلى الدواء، يمكن أن تساعدك خطة الرعاية الذاتية في التغلب على أعراض الألم العضلي الليفي، فتغيرات نمط الحياة والعلاجات البديلة للفيبروميالجيا يقلل من الألم ويجعلك تشعر بالتحسن بشكل عام، فالعديد من هذه العلاجات البديلة تركز على تقليل التوتر وتخفيف الألم.
من المهم أن نلاحظ أن معظم العلاجات البديلة للفيبروميالجيا لم تتم دراستها بدقة، تشمل هذه العلاجات:
- العلاج الطبيعي.
- العلاج بالإبر.
- التأمل.
- اليوجا.
- التمرين المنتظم.
- الحصول على قسط كاف من النوم في الليل.
- العلاج بالتدليك.
- اتباع نظام غذائي متوازن وصحي.
يمكن أن يقلل العلاج من الإجهاد الذي يحفز الأعراض والاكتئاب المرتبط غالبًا بهذا الاضطراب.
ما هي التوصيات الغذائية للذين يعانون من الفيبروميالجيا ؟
لم يتم تحديد نظام غذائي محدد للأشخاص الذين يعانون من الفيبروميالجيا، ويشعر البعض بالتحسن من خلال اتباع خطة نظام غذائي أو تجنب بعض الأطعمة، لكن الأبحاث لا تدعم أي شيء محدد.
التغذية السليمة يمكن أن تساعد جسمك على البقاء بصحة جيدة وتوفير إمدادات ثابتة من الطاقة الجيدة، فإذا كان نظامك الغذائي غير متوازن ولم تتناول الطعام بشكل صحيح ، فقد تزداد الأعراض سوءًا.
الاستراتيجيات الغذائية التي يجب وضعها في الاعتبار:
- أكل الفواكه والخضروات.
- اشرب الكثير من الماء.
- أكل المزيد من النباتات أكثر من اللحوم.
- قلل من تناول السكر.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام قدر الإمكان.
- فقدان الوزن أو الحفاظ على وزن صحي.
قد تجد أن بعض الأطعمة تزيد الأعراض سوءًا، أو أنك تشعر بالأسوأ بعد تناول طعام معين بشكل متكرر، فإذا كان الأمر كذلك، فمن المستحسن تتبع ما تأكله وكيف تشعر بعد الوجبة.
قدم هذه الملاحظات عن اليوميات الغذائية إلى طبيبك لتحديد أي أطعمة تؤدي إلى تفاقم الأعراض، فقد يكون تجنب هذه الأطعمة فكرة جيدة، لكن ضع في اعتبارك أن الأبحاث لم تحدد الأطعمة التي من المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم أعراض الألم العضلي الليفي.
وفي النهاية وبعد معرفتك كل ما يهمك من معلومات حول الفيبروميالجيا أو الألم العضلي الليفي، إذا كان لديك المزيد من التساؤلات أو الاستفسارات يمكنك استشارة أحد أطبائنا من هنا.