أوضحت بعض الدراسات أن العمل في الفترات الليلية قد يزيد من مخاطر الولادة المبكرة أو إنجاب أطفال ناقصي الوزن، إلا أن دراسة إيطالية راجعت 23 دراسة موسعة تضمنت آلاف السيدات وجدت أن فترات العمل الليلية لا تؤثر بشكل كبير على مخاطر الولادة المبكرة.
وقال أحد الباحثين: “السيدات اللاتي يعملن في فترات عمل ليلية أو متغيرة تكون لديهن فرصة أعلى لإنجاب أطفال ناقصي الوزن، إلا أن الدليل ليس بالقوة الكافية للمطالبة بتغيرات في طرق العمل للسيدات الحوامل”.
ونظرياً عدم انتظام ساعات العمل تؤثر في الوظيفة الإنجابية للسيدة، وذلك بسبب اضطراب الساعة البيولوجية للشخص وتعطل النشاط الهرموني الطبيعي.
وأفادت دراسة حكومية أمريكية حديثة أن الممرضات اللاتي يعملن في دوريات عمل متعاقبة يكن أكثر عرضة لعدم انتظام الدورة أكثر ممن يعملن في جداول عمل منتظمة، الأمر الذي يزيد من احتمالات تأثير تغير دوريات العمل على خصوبة السيدات.
وبالرغم من أن دراسات متعددة في هذا الشأن نتج عنها نتائج متعارضة عن تأثير العمل بدوريات ليلية أو متغيرة على فرص إنجاب أطفال ناقصي الوزن أم لا، إلا أن الباحثين أشاروا لعدة عوامل يمكن أن تفسر تلك العلاقة، فالسيدة التي تعمل في فترات عمل ليلية قد تكسب أموالا أقل وتزيد لديها معدلات التدخين وبشكل عام تعيش حياة غير صحية أكثر ممن يعملن بشكل منتظم خلال الأسبوع.
واعتمدت الدراسة الإيطالية على مراجعة دراسات دولية تراوحت فيها أفراد العينة بين 700 إلى أكثر من 35 ألف سيدة، وعند دمج نتائج هذه الدراسات مجتمعة ومراجعة معدلات الولادة المبكرة، كانت هناك زيادة طفيفة في معدلات الولادة المبكرة بين السيدات اللاتي يعملن في دوريات متغيرة، وبلغت 16% بالمقارنة بمن يعملن ساعات منتظمة.
ولم تأخذ معظم هذه الدراسات في الحسبان بعض العوامل الهامة المؤثرة مثل التدخين ودخل السيدة، كما أنها اعتمدت على التقارير الشخصية للسيدات أكثر من التقارير الطبية.
أما بالنسبة لتأثير العمل في فترات عمل متغيرة على إنجاب طفل صغير الوزن، فوجدت الدراسات زيادة بنسبة 12% بين الأطفال لأمهات يعملن في فترات عمل متغيرة، إلا أن الباحثين لم يجدوا دليلا طبيا مؤكدا على هذا التأثير مما حدا بهم للمطالبة بمزيد من الدراسات في هذا الشأن.
وفي تلك الأثناء يمكن للسيدات اللاتي يعملن في فترات عمل ليلية أو فترات عمل متغيرة أن يطالبن بتقليل تعرضهن لهذا الأسلوب غير المستقر في ساعات العمل في أثناء فترات الحمل.