ساعدنا التقدم و التطور التكنولوجي في امتلاك العديد من الأجهزة التي تسهل أعمالنا، وحققت لنا الرفاهية، فهل حقق لنا هذا السعادة ؟ في هذا المقال سنوضح تأثير تكنولوجيا المعلومات على حاجاتنا النفسية، خاصة رغبتنا في الإشباع الفوري، وتأثير ذلك على شعورنا بالسعادة.
الإشباع الفوري
الإشباع الفوري هو تحقيق رغباتنا بشكل فوري، مما يحقق لنا شعورا بالارتياح والسعادة، فهو تجربة المتعة دون تأخير أو صبر لتحقيقها.
نحن نعيش في عصر التكنولوجيا الحديثة، والأجهزة تلبي مطالبنا لخلق متعة سريعة، فمع لمسة زر واحدة، نحن على اتصال بأي شيء يمكن أن نرغب فيه في نفس اللحظة، وهو ما يقوي رغبتنا بالإشباع الفوري.
فنحن نمتلك الهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر التي من خلالها نحقق ما نريد، إذ يمكننا أن نتحدث مع الآخرين، نستمع للموسيقى، ونشاهد الفيديوهات، ونقرأ الكتب، ونشتري أيضا ما نريد.
مواقع التواصل والإشباع الفوري
يغذي الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي إحساسنا بالإشباع الفوري، ويساعد على ارتباطنا بالواقع الافتراضي، فنحن ننشر صورة على انستجرام، لنحصل على الإعجابات، أو نحدّث حالتنا على الفيس بوك، أو تويتر لنجد تفاعل من الأصدقاء والمتابعين، مما يشعرنا بأهميتنا.
نتعرف على أصدقاء جدد، ويمكننا التواصل معهم في أي وقت نريد، وننشر فيديوهات أو تسجيلات صوتية لنا على الفيس بوك، للحصول على مزيد من الاهتمام، مما يشبع رغبتنا في الشهرة و السعادة.
تأثير الإشباع الفوري
يؤثر الإشباع الفوري على حياتنا، فنحن تعودنا على أن نحقق رغباتنا في اللحظة التي نريدها، وليس بعد فترة طويلة، فإذا كنت خريج حديث من الجامعة تظن أن ستحصل على الوظيفة فور تخرجك وأنك ستحقق كل أحلامك، وإذا لم يحدث هذا قد تشعر بالضيق، والإحباط.
أما العمل والصبر حتى نحقق النتائج التي نريدها، وهو ما يسمى بالإشباع المؤجل، قد نسيناه على الرغم من أن الإشباع المؤجل يحقق لنا سعادة أكبر، وتدوم أكثر من الإشباع الفوري.
الإشباع الفوري و السعادة
الإشباع الفوري هو سعادة قصيرة، فنحن نحصل على ما نريد عندما نريد ذلك، ثم يذهب ويتلاشى، والمشكلة أننا نرغب فيه ثانية، فنحن نشعر بالإثارة في كل مرة يضئ فيها هاتفنا مع رسالة نصية جديدة، أو متابعة الإعجابات على صور الانستجرام، ومشاركات الفيسبوك، ونريد متابعين أكثر على تويتر، وأن تزداد شعبيتنا، ونحتاج للمزيد والمزيد، مما قد يؤثر علينا سلبا، وقد يؤدي إلى إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، لذا علينا أن ندرك إن الإشباع الفوري لا يمكن أن يكون هدف حياتنا أو محورها.
تذكر، نحن لسنا بحاجة إلى الحصول على كل ما نريده على الفور، فنحن نحتاج إلى تعلم الإبطاء، وأن نقدر الانتظار، فالأشياء عظيمة تأخذ وقتا حتى تحدث.
نرجو أن يكون ساعدك المقال في معرفة كيف تؤثر التكنولوجيا على صحتنا النفسية واحتياجاتنا، كما يمكنك استشارة أحد أطبائنا من هنا عن أي مشكلة صحية أو نفسية تواجهك.
اقرأ أيضا :