الأم التي تقوم برضاعة طفلها طبيعيا يكون لديها مخاوف من احتمال انتقال أي شيء منها لطفلها من خلال الرضاعة سواء الأدوية التي تتناولها أو الطعام الذي تأكله، وحتى الأمراض التي تعاني منها، وهنا يأتي سؤالها: هل مرض السل معدي بالرضاعة الطبيعية؟ وهل أدوية السل تؤثر على الطفل الرضيع؟ وما هي الاجراءات الوقائية في هذه الحالة؟
ما هو الدرن أو السل؟
الدرن أو السل عدوي بكتيرية شديدة تصيب الرئة غالبا، وقد تصيب أعضاء أخرى مثل الجلد والكلى، وتنتقل العدوى عن طريق الرذاذ المتطاير من المصاب في السعال والعطس، أو الاحتكاك المباشر وتنفس الهواء الملوث بالبكتيريا، ولا تنتقل العدوى بالمصافحة أو مشاركة الطعام أو استخدام دورات المياه.
هل مرض السل معدي؟
في بعض الحالات يكون المرض في صورة غير نشطة؛ حيث لا تظهر أعراض على المصاب ويكون غير معدي، لكن في حالة ضعف المناعة يتحول المرض لصورته النشطة، وتبدأ الأعراض بالظهور، وعندها يكون معدي.
هل مرض السل معدي من الأم للطفل بالرضاعة الطبيعية؟
لا تنتقل العدوى بالدرن أو السل عن طريق لبن الأم، ولكن يمكن انتقالها أثناء الرضاعة مع الاحتكاك القريب مع الطفل، وتعرضه لرذاذ الأم أثناء العطس أو السعال.
احتياطات ضرورية مع الرضاعة الطبيعية للأم المصابة بالسل
بناء على توصيات منظمة الصحة العالمية، فإن الأم المصابة بالدرن يمكنها أن تلتزم بالرضاعة الطبيعية في جميع الأحوال، حيث أن الرضاعة الطبيعية توفر للطفل جانب كبير من احتياجاته الغذائية والمناعية، مع الأخذ بالاحتياط وجود بعض التعليمات والمحظورات حسب حالة إصابة الأم:
- في حالة أم سبق لها الإصابة وتم الشفاء الكامل من المرض، تنصح الأم برضاعة الطفل طبيعياً دون أي محظورات.
- في حالة الإصابة بالعدوى النشطة وأخذ العلاج قبل الولادة بشهرين أو اكثر، أو إصابة الأم بعد الولادة، فيجب على الأم عمل تحليل عينة لمعرفة مدى نشاط المرض، فإن كان لازال نشط وقابل للعدوى؛ فيجب على الأم أن ترتدي قناع واقي وإرضاع الطفل في أماكن مفتوحة جيدة التهوية، بل وإن أمكن إرضاع الطفل طبيعيا عن طريق تجميع لبن الأم في زجاجات خاصة للرضاعة مع إكمال الأم لعلاجها، وإعطاء الطفل علاج وقائي ضد الدرن لمدة 6 شهور، والذي يجب أن يتبع بعد انتهاء مدة العلاج بتطعيم ضد الدرن، أو تكرار التطعيم إذا كان الطفل قد أخده قبل البدء في العلاج الوقائي ضد الدرن؛ حيث أن العلاج الوقائي يبطل عمل التطعيم لذلك يجب إعادة التطعيم بعد إيقاف العلاج الوقائي.
- في حالة إصابة الأم بالعدوى وأخذ العلاج المضاد لمدة تقل عن شهرين قبل الولادة؛ فإن المرض في هذه الحالة لا يزال نشطاً وقابل للعدوى، لذلك تتبع الأم نفس الاحتياطات السابقة.
- أما في حالة إصابة الأم بالعدوى وأخذت العلاج المضاد قبل الولادة بشهرين أو أكثر و أظهرت نتائج العينة عدم نشاط المرض وعدم قابليته للعدوى؛ فعلى الأم إكمال علاجها مع إرضاع طفلها طبيعيا دون احتياطات مع مراعاة ضرورة تطعيم الطفل فور ولادته بتطعيم ضد الدرن.
هل أدوية علاج الدرن تؤثر على لبن الأم أو الطفل؟
على الرغم من أن معظم العلاجات المضادة للدرن تظهر بتركيزات قليلة في لبن الأم لكنها لا تسبب أي اعراض جانبية للطفل.
وقاية الطفل من الإصابة بعدوى السل
- يجب الحرص على وجود الطفل في مكان جيد التهوية وتجنب التعرض المباشر لرذاذ أو تنفس المصابين بالدرن.
- يجب الحرص على نظافة الثدي واليدين قبل كل عملية رضاعة مع ارتداء قناع واقي.
- يجب أن تنتظم الأم على علاج الدرن حتى وإن كان في صورة غير نشطة للقضاء عليه نهائيا ولمنع تحوله مرة أخرى لصورة نشطة مسببة للعدوى.
- يجب الحرص على تطعيم الطفل ضد الدرن فور ولادته.
- يجب متابعة نشاط المرض بالنسبة للأم والطفل من خلال اختبار حساسية الجلد، أو عن طريق عينة من المخاط باستمرار حتى يتم الشفاء نهائيا منه.
وأخيرا، بعد أن عرفتِ هل مرض السل معدي مع الرضاعة ام لا، لا تجعلي خوفك على طفلك يحرم طفلك من الاستفادة من الرضاعة الطبيعية، طالما تتبعين اجراءات الوقاية الضرورية وتأخذين احتياطاتك كاملة مع الرضاعة الطبيعية.