كلنا نتحقق من بعض الأشياء مرتين أو حتى ثلاث مرات في بعض الأوقات. ننسى ما إذا كنا قد أغلقنا الباب أو نتساءل عما إذا كنا قد تركنا المياه جارية، ونريد التأكد من أن كل شيء على ما يرام. البعض منا مثالي، لذلك نقوم بعملنا عدة مرات للتأكد من صحته. هذا ليس سلوكًا طبيعياً، ولكن إذا كنت تعاني من اضطراب الوسواس القهري (OCD)، فأنت مضطر إلى ممارسة بعض الطقوس مرارًا وتكرارًا، حتى لو كنت لا ترغب في ذلك، وحتى لو كان ذلك يعقد حياتك دون داعٍ. السؤال هنا هو هل الوسواس القهري مرض خطير بسبب كل السلوكيات القهرية التي تتبعه أم أنه مجرد مرض يمكن التحكم به والتعايش معه؟ تعرفوا على الإجابة معنا من خلال المقال الآتي.
الوسواس القهري وعلاماته وأعراضه
دائماً ما يصاحب الوسواس القهري الهواجس والسلوكيات القهرية. الهواجس هي الأفكار المثيرة للقلق التي تسبب الضغط النفسي، بينما الإكراه أو السلوكيات القهرية هي السلوكيات التي تستخدمها لتخفيف هذا القلق والحد منه، أو على الأقل هذا ما تظن أنه قد يساعدك.
تظهر علامات الوسواس القهري عادة في مرحلة الطفولة أو البلوغ المبكر. تميل إلى أن تبدأ ببطء وتصبح أكثر كثافة عندما تنضج. بالنسبة للعديد من الأشخاص ، تأتي الأعراض وتذهب ، لكنها عادة ما تكون مشكلة مدى الحياة. في الحالات الشديدة ، يكون له تأثير عميق على نوعية الحياة. بدون علاج، يمكن أن يصبح عائقًا. هناك هواجس متعلقة بالوسواس القهري، ولكن هل هذه الهواجس تجعل الوسواس القهري مرض خطير ؟
الهواجس الشائعة المرتبطة بـ الوسواس القهري تتضمن:
- القلق من الجراثيم والأوساخ، أو الخوف من التلوث.
- قلق من أن أفكارك أو إكراهك ستلحق الضرر بالآخرين، والشعور بأنه يمكنك الحفاظ على أمان الآخرين من خلال أداء بعض الطقوس.
- الحاجة إلى التماثل والنظام.
- الأفكار أو الصور المزعجة عن نفسك أو الآخرين.
- القلق بشأن التخلي عن أشياء ذات قيمة ضئيلة أو معدومة.
بعض السلوكيات التي تنبع من هذه الأفكار الوسواسية تشمل:
- غسل اليدين بشكل مفرط والاستحمام المتكرر، والتنظيف المنزلي غير الضروري.
- التحقق من الأشياء نفسها مرارًا وتكرارًا على الرغم من أنك تعرف أنك قد قمت بالفعل بفحصها.
- الترتيب باستمرار وإعادة ترتيب الأشياء عدة مرات للتأكد من أنها بمكانها الصحيح.
- تخزين واكتناز الممتلكات المادية غير الضرورية مثل الصحف القديمة وورق التغليف بدلاً من إلقائها.
- التركيز على الأفكار الإيجابية لمكافحة الأفكار السيئة.
- حساب أو تكرار كلمة أو عبارة معينة، أو أداء طقوس مثل الاضطرار إلى لمس شيء ما عدة مرات أو اتخاذ عدد معين من الخطوات.
هل الوسواس القهري مرض خطير ؟
سبب الوسواس القهري غير معروف. حتى الآن يبدو أنه يسري في العائلات، ولكن قد تكون هناك عوامل بيئية ذات صلة أيضاً. في معظم الأحيان، تظهر أعراض الوسواس القهري قبل سن 25. وإذا كنت تعاني من الوسواس القهري، فأنت أيضًا معرض لخطر متزايد لاضطرابات القلق الأخرى، بما في ذلك الاكتئاب الشديد والرهاب الاجتماعي.
فقط لأنك تحب ترتيب الأشياء بطريقة معينة أو ترتب رف التوابل حسب الترتيب الأبجدي، فهذا لا يعني أن لديك الوسواس القهري. ومع ذلك، إذا كانت الأفكار المهووسة التدخلية أو السلوك الشعائري (الطقوس) خارجة عن إرادتك أو تتدخل في حياتك بحيث تعيق سير أحداث يومك، فقد حان الوقت لطلب العلاج (على الرغم من أن الوسواس القهري ليس مرض خطير إلا أنه قد يؤثر على طبيعة سير أحداث حياتك اليومية، فـ هل شعرت بأي من هذه الأعراض؟).
وعادةً ما يتضمن العلاج العلاج النفسي أو العلاج بالتعديل السلوكي (العلاج السلوكي المعرفي) أو الأدوية النفسية وحدها أو مجتمعة مع العلاج النفسي والعلاج السلوكي المعرفي. وفقاً لكلية الطب بجامعة هارفارد، مع العلاج، ما يقرب من 10 في المئة من المرضى يتعافون تماماً وحوالي نصف المرضى يظهرون بعض التحسن والتعافي المؤقت أو إمكانية التعايش مع المرض.
هل اكتشاف الوسواس القهري بشكل متأخر يجعله مرض خطير ؟
بعض الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري قادرون على إخفاء سلوكياتهم حتى تكون أقل وضوحًا ويصعب ملاحظتها. بالنسبة للآخرين، تؤدي المواقف الاجتماعية إلى تحفيز السلوكيات الإكراهية (الطقوس).
والآن بعد الإجابة على سؤال هل الوسواس القهري مرض خطير إليكم بعض العلامات التي قد تلاحظوها على الأشخاص المقربين إليكم أو على أنفسكم.
العلامات والأعراض تشمل:
- خشونة اليدين نتيجة غسلها عدة مرات طوال اليوم.
- الخوف من مصافحة أو لمس الأشياء في الأماكن العامة.
- تجنب بعض المواقف والأماكن التي قد تثير أو تحفز الأفكار الوسواسية.
- القلق الشديد عندما تكون الأمور غير منظمة أو مثالية.
- الحاجة إلى التحقق من نفس الأشياء مراراً وتكراراً.
- الحاجة المستمرة للطمأنة.
- عدم القدرة على كسر الروتين.
- العد دون سبب أو تكرار نفس الكلمة أو العبارة أو الإجراء.
- قضاء ساعة واحدة على الأقل كل يوم على الأفكار أو الطقوس القهرية.
- مواجهة مشكلة في إنهاء العمل في الوقت المحدد أو الالتزام بجدول زمني بسبب الطقوس.
ونظرًا لأن الوسواس القهري يبدأ غالبًا في مرحلة الطفولة، فقد يكون المعلمون أول من يلاحظوا علامات في المدرسة. على سبيل المثال، قد يشعر الطفل بالإجهاد الذي قد يسبب نوبات الغضب وغيرها من السلوكيات، أو قد يخشى الطفل الذي يخاف من الجراثيم اللعب مع الأطفال الآخرين، وقد تتداخل الهواجس والإكراه مع العمل المدرسي وتؤدي إلى ضعف الأداء الأكاديمي. هل لاحظت أي من هذه الأعراض على طفلك؟ (أيضاً لا تقلقي، عدم اكتشاف مرض الوسواس القهري مبكراً لا يجعله مرض خطير على الإطلاق).
على الرغم من أن الوسواس القهري ليس مرض خطير إلا أن الأطفال الذين يعانون من الوسواس القهري قد يواجهون صعوبة في التعبير عن أنفسهم، وقد يواجهوا بعض القلق والانزعاج عندما تتغير الخطط. أيضاً قد يؤدي عدم ارتياحهم في المواقف الاجتماعية إلى صعوبة تكوين صداقات والحفاظ على صداقات. وفي محاولة لإخفاء طقوسهم، قد ينسحب الأطفال المصابون بالوسواس القهري اجتماعياً، مما يؤدي للعزلة التي تزيد من خطر الاكتئاب.
في حال ملاحظتك لأي من الأعراض التالية حاول استشارة طبيب في أقرب وقت ممكن للسيطرة على هذا الاضطراب مبكراً. للمزيد من المعلومات وللإجابة عن أسئلة أخرى مثل هل الوسواس القهري مرض خطير يمكنكم التوصل مع أحد أطبائنا من هنا.