قد تواجه الحامل العديد من التحديات والمشكلات أثناء رحلة الحمل والتي قد تهدد صحتها وصحة جنينها، لذا يجب على كل امرأة أن تتسلح بالمعرفة الكافية حول مشاكل الحمل، ومن أهم تلك المشاكل نقص ماء الجنين، تابعي هذا المقال للتعرف على مشكلة نقص ماء الجنين وأسبابها وأعراضها وكيفية التشخيص والعلاج بمزيد من التفصيل.
ما هو ماء الجنين أو السائل الأمينوسي؟
يتواجد الجنين في الرحم بداخل كيس الحمل، وهو كيس يتكون من اثنين من الأغشية، ويمتلئ هذا الكيس بالسائل الأمينوسي وهو سائل أصفر شفاف، يتكون في أول 12 يوم بعد الحمل، وله العديد من الوظائف الهامة كما أنه سائل حيوي للنمو الصحي للجنين، وإذا كانت كمية السائل التي تحيط بالجنين داخل الرحم قليلة جدا أو كبيرة جدا، يمكن أن تحدث مضاعفات تعرض الحمل للخطر.
تغيرات حجم ماء الجنين
في ظل الظروف العادية، يكون مستوى السائل الذي يحيط بالجنين في أعلى مستوياته خلال الأسابيع 34 إلى 36 من الحمل، ويبلغ حجمه حوالي 800 مللتر، وينخفض هذا المستوى عند اقتراب الولادة، حيث يبلغ حجمه حوالي 600 مللتر في الأسبوع 40 من الحمل، وعندما تبدأ عملية الولادة والمخاض، يتمزق الكيس الأمينوسي، ثم يبدأ السائل الأمينوسي في التسرب عن طريق عنق الرحم والمهبل.
ما هو نقص ماء الجنين؟
نقص ماء الجنين هو وجود القليل جدا من السائل الأمنيوسي، ويمكن للأطباء قياس كمية ماء الجنين من خلال عدة طرق مختلفة، والأكثر شيوعا من خلال تقييم مؤشر السائل الأمنيوسي (AFI) أو قياس عمق الجيوب الكبيرة للسائل في الرحم، فإذا أظهر مؤشر مؤشر السائل الأمنيوسي (AFI) وجود مستوى أقل من 5 سنتيمترات أو أقل من 5٪، أو حجم السائل يقل عن 500 مل في الأسبوع 32-36 من الحمل، ففي تلك الحالة يشتبه تشخيص نقص ماء الجنين.
حوالي 8 ٪ من النساء الحوامل يمكن أن يكون لديهن مستويات منخفضة من السائل الأمنيوسي، ونقص ماء الجنين يمكن أن يحدث في أي وقت أثناء الحمل، ولكنه أكثر شيوعًا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، وأيضًا إذا تجاوزت المرأة موعدها المحدد للولادة بمدة أسبوعين أو أكثر، فقد تكون عرضة لخطر انخفاض مستويات السائل الأمنيوسي، لأن السوائل يمكن أن تنخفض بمقدار النصف عندما تصل الحامل إلى 42 أسبوعًا من الحمل.
أسباب نقص ماء الجنين
- العيوب الخلقية ومشاكل في تطور الكلى أو المسالك البولية التي قد تسبب القليل من إنتاج البول، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات السائل الأمنيوسي.
- مشاكل المشيمة؛ فإذا كانت المشيمة لا توفر ما يكفي من الدم والمغذيات للطفل، فقد يتوقف الطفل عن إعادة تدوير السوائل.
- تسرب أو تمزق الأغشية؛ الذي يؤدي إلى انخفاض مستويات السائل الأمنيوسي.
- تجاوز موعد الولادة أي ما يزيد عن 42 أسبوعًا من الحمل ينتج عنه مستويات منخفضة من السائل الأمنيوسي نتيجة لانخفاض وظيفة المشيمة.
- المشاكل الصحية للأم مثل الجفاف، أو ارتفاع ضغط الدم، أو تسمم الحمل، أو السكري، أو نقص الأكسجة المزمن يمكن أن يكون له تأثير على مستويات السائل الأمنيوسي.
مخاطر نقص ماء الجنين
إذا تم الكشف عن نقص ماء الجنين في النصف الأول من الحمل، فيمكن أن تكون المضاعفات أكثر خطورة وتشمل:
- ضغط أعضاء الجنين مما يؤدي إلى عيوب خلقية.
- زيادة فرصة الإجهاض أو ولادة جنين ميت.
إذا تم الكشف عن نقص ماء الجنين في النصف الثاني من الحمل، فيمكن أن تشمل المضاعفات:
- تقييد النمو داخل الرحم (IUGR).
- الولادة قبل الوقت المتوقع.
- مضاعفات الولادة مثل انضغاط الحبل السري، والسائل الملوث بالعقي، والولادة القيصرية.
علاج نقص ماء الجنين
يعتمد علاج المستويات منخفضة من السائل الأمنيوسي على عمر الحمل، فإذا لم تكن فترة الحمل قد اكتملت، فسيراقب الطبيب مستوى ماء الجنين عن كثب، كما يمكن إجراء اختبارات مثل اختبار الإجهاد وعدم الإجهاد لمراقبة نشاط الطفل، وإذا اقترب فمعظم الأطباء يوصون بالولادة، وتشمل العلاجات الأخرى التي يمكن استخدامها:
- ضخ السائل الأمينوسي أثناء المخاض من خلال قسطرة داخل الرحم،حيث يساعد هذا السائل المضاف في حماية الحبل السري أثناء الولادة، ويقال إنه يساعد على تقليل فرص الولادة القيصرية.
- حقن السائل قبل الولادة من خلال بزل السلى، وتفيد التقارير أن حالة نقص ماء الجنين في كثير من الأحيان تعود في غضون أسبوع واحد من هذا الإجراء، ولكنها يمكن أن تساعد الأطباء على تصوير الجنين وإجراء التشخيص.
- يمكن إعادة ترطيب الأم مع السوائل الفموية أو السوائل الوريدية، للمساعدة في زيادة مستويات السائل الأمنيوسي.