كما تحدثنا سابقاً أن الفطام لا يعني حرمان الطفل كليّاً من حليب الثدي، وإنما هي فترة يبدأ فيها إدخال مختلف الأطعمة، وقد تجدين تدريجيا أن الطفل يقلل الرضاعة الطبيعية بإرادته حتى يعتمد بعد ذلك على الأغذية المتنوعة كلياً، ولكن قد يصاحب هذه الفترة تبعات نفسية وجسدية على طفلكِ تختلف من طفل إلى آخر، تابعي معنا هذا المقال للتعرف على كيفية تغير نفسية الطفل بعد الفطام وكيفية التعامل معها.
نفسية الطفل بعد الفطام
تتغير نفسية الطفل بعد الفطام كثيرا، حيث يصاحب الفطام بكاء مستمر من الطفل وتشنج، فهو يشكل ألما وأثراً نفسيا سيء على الطفل لاسيما إن قمتِ بحرمانه من الرضاعة بشكل مفاجئ غير تدريجي.
كما أن هناك بعض الطرق التي تقوم بها الأمهات كوضع الفلفل والملح على حلمة الثدي أو استخدام نوع من النباتات الذي له أشواك ووضعه على الثدي ليمتنع الطفل عن الرضاعة، وبعض الأمهات قد لا يحتملن التغيرات النفسية للطفل فيلجأن إلى الضرب والتوبيخ خاصة إذا كان الطفل في عمر السنتين.
كل ما ذكرناه سيؤثر سلباً على نفسية طفلكِ ويزيد من بكائه وعصبيته وعناده، وكذلك سيزداد رفضه للطعام، فالانفصال المفاجئ بين الأم وطفلها وبين الطفل و ثدي أمه فجأة بدون مقدمات؛ يسبّب الضغط النفسي والعصبي على الطفل ، لذلك يجب عليكِ التعامل الصحيح مع هذا الموقف حتى تمر الفترة بسلام.
نصائح للتعامل مع طفلك أثناء الفطام
- أولاً ينبغي عليكِ معرفة أن رفض طفلك للطعام للمرة الأولى هو أمر طبيعي جداً، أعيدي المحاولة خلال أسبوع، وفي حالة عدم تقبله للطعام مرات عديدة، عليكِ مراجعة الطبيب للتأكد من أن رفضه للطعام ليس له علاقة بمشكلة أخرى.
- ابدأي بتقديم الأطعمة الصلبة منذ الشهر السادس حتى يكون الفطام تدريجي وغير مفاجئ.
- قد يحاول طفلكِ التكيّف مع الفطام بطرق مختلفة كوضع إصبعه في فمه، لا تنزعجي من هذه التصرفات مؤقتاً، حيث يمكنكِ تعويد طفلكِ على التخلص منها لاحقاً.
- ينبغي تأخير الفطام إذا كان طفلك يعاني من التكيف مع بعض التغيرات الأخرى: كبداية التسنين وتغيير المنزل والمشاكل الأسرية أو السفر.
- تحملي بكائه وعصبيته وقابليها بالأحضان والقبلات، حتى يشعر أن الفطام ليس معناه البعد عنكِ.
- في الشهر السادس ابدأي بتعليم طفلك الشرب من الكوب المخصص للأطفال ذو الفتحات الصغيرة، وعند بلوغ السنة أحضري أدوات الطعام الخاصة به كالملعقة والصحن، ويفضل أن تكون ملونة أو مرسوم عليها أحد الشخصيات الكرتونية التي يفضلها مما له أثر جيد في زيادة رغبته بالأكل.
- تذكري أن معدة طفلكِ مازالت صغيرة، لذا لن يستطيع تناول كمية كبيرة من الطعام دفعة واحدة، ما لم يرغب في المزيد من الطعام، لا تحاولي إرغامه فقط قومي بمراقبة وزنه وحالته الصحية دائماً.
حيل إضافية للتعامل مع نفسية الطفل بعد الفطام
- قومي بقراءة القصص ومداعبة طفلك عند النوم حتى لا يشعر أن مشاعر الحب والحنان مرتبطة فقط بالرضاعة.
- عوّدي طفلك على الجلوس مع العائلة على الكرسي المخصص له أثناء تناول الوجبات اليومية.
- لا تعتبري أن طفلك لن يأكل طعاماً معيناً رفضه في السابق، لأن القدرة على تذوق الطعام تتغير مع الوقت.
- قد يعاني طفلك من اضطرابات في النوم خاصة في الأسبوع الأول بعد الفطام، حين يستيقظ طلباً للرضاعة فيبدأ في البكاء ويرفض كل السوائل التي تقومين بتقدميها، قومي بحضن طفلك واستيعابه، لاتقلقي مع الوقت سينتظم نومه تدريجياً.
- لا تنقلي طفلك إلى غرفة مستقلة بعد الفطام مباشرة.
- تأكّدي من حصول طفلكِ على جميع وجباتهِ التي يحتاجُها خلال النهار حتى لا يجوع ليلاً، لتفادي مشكلة استيقاظ طفلك في الليل طلباً للإرضاع كما اعتاد قبل الفطام.
- إشغال الطفل بالألعاب المسلية والنزهات لتحسين نفسيته خلال هذه الفترة.
.
و في النهاية، يجب عليكِ مراعاة نظافة طفلكِ بعد الفطام وذلك لأن الطفل سينتقل من مصدر واحد للتغذية إلى مصادر أخرى عديدة ومتنوعة، يسهل تلوثها ويصعب المحافظة على تنظيفها، وعلى هذا يجب عليكِ غسل اليدين جيدا قبل تغذية طفلكِ وغسل أدوات الطعام جيداً، وكذلك حفظ الطعام بعيداً عن مصادر التلوث.
في النهاية دائما ما نؤكد على ضرورة معرفة كيفية التعامل مع الأطفال بشكل صحيح، وكما ذكرنا سابقا أهم النصائح التي يمكن أن تتعاملي بها مع نفسية الطفل بعد الفطام ، وفي حال واجهتك أي مشكلات يمكنك ان تقومي باستشارة أحد أطبائنا.. من هنا لأي استفسار طبي.
اقرئي أيضا: