تضخم البروستاتا هي مشكلة تحدث لرجل من كل ثلاثة رجال، وخاصة بعد سن الخمسين، لذا سوف نقوم في جولة مبسطة بشرح خلفيات مشكلة تضخم البروستاتا الحميد وأسبابها وكيف نعزز من فرص الوقاية منها، كما سنلقي نظرة على كيفية تخفيف وعلاج أعراض تضخم البروستاتا، ونعرف هل فعلاً هناك أعشاب يمكنها أن تساعد في علاج تضخم البروستات أم لا ومعلومات وتساؤلات أخرى عديدة:
ما هو تضخم البروستاتا الحميد؟
هو وصف لحالة طبية تحدث في أنسجة البروستاتا مع التقدم في السن، حيث تبدأ الخلايا المكونة لأنسجة البروستاتا في الانقسام، مما يؤدي لزيادة حجم البروستاتا.
والبروستاتا في الأصل هي عضو صغير في حجم حبة الجوز الصغيرة يقع أسفل المثانة لدى الذكور، ويوجد قناة اتصال بينها وبين مجرى البول، وتضخم البروستاتا ينتج عنه التالي:
- انسداد عنق المثانة بفعل تضخم البروستاتا الموجودة بالقرب منها.
- زيادة نشاط الخلايا العضلية اللاإرادية في البروستاتا مع التضخم.
أعراض تضخم البروستاتا الحميد
تتضمن أكثر أعراض تضخم البروستاتا شيوعاً ما يلي:
- ضعف خروج البول.
- توقف البول وعودته عدة مرات أثناء التبول.
- الشعور بصعوبة في بداية التبول عن المعتاد.
- الشعور المفاجئ والمُلح برغبة في التبول.
- زيادة معدل التبول الليلي.
- الشعور بعدم تفريغ المثانة بالكامل أثناء التبول.
- نزول نقط من البول بشكل متكرر.
شكل البروستاتا المنتفخة بالصور
أسباب تضخم البروستاتا الحميد
يُعتبر تضخم البروستاتا الحميد جزء من عملية الشيخوخة الطبيعية، حيث تصل نسبته في الرجال فوق الستين أكثر من 30%، وتصل إلى 90% في الرجال فوق 85 عام، ورغم أن السبب التفصيلي وراء تضخم البروستاتا الحميد غير واضح بشكل كامل بعد، إلا أن هناك بعض النقاط الأساسية في آليات حدوث التضخم والتي توضح جزء كبير من سبب حدوث التضخم، وتتضمن ما يلي:
- حدوث خلل في برمجة الحمض النووي لخلايا أنسجة البروستاتا، مما يؤدي لعدم موت الخلايا في نهاية دورة حياتها الطبيعية، وتستمر في التراكم مع الخلايا الجديدة.
- وجود إنزيم خاص في أنسجة البروستاتا يؤدي لتحويل التستوستيرون إلى مركب هرموني آخر يرتبط بمستقبلات خلوية موجودة في البروستاتا تؤدي لزيادة التضخم وتفاقم الأعراض.
تضخم البروستاتا الحميد لكبار السن
تشير الإحصائيات إلى أن النسبة الكاسحة من حالات تضخم البروستاتا الحميد أو انتفاخ البروستاتا تحدث ضمن كبار السن، حيث تُعتبر جزء من عملية الشيخوخة الطبيعية، وتتراوح نسب حدوثها بين 30% في عمر الستين، و90% في عمر الخامسة والثمانين، ومن النادر أن يُسبب تضخم البروستاتا الحميد أي أعراض قبل سن الأربعين.
مضاعفات تضخم البروستاتا الحميد
في العديد من الحالات قد يتم تجاهل الأعراض التي تدل على الإصابة بتضخم البروستاتا، ولكن العلاج المبكر يمكن أن يساعد في الوقاية من أي مضاعفات خطيرة مصاحبة للحالة. وتتضمن المضاعفات الصحية لحالة تضخم البروستاتا، وخاصة المتكررة، ما يلي:
- الإصابة بالتهابات في القناة البولية.
- الإصابة بحصوات في المسالك البولية.
- حدوث ضرر للكلية.
- وجود نزيف في القناة البولية.
- عدم القدرة على التبول بشكل مفاجئ.
وفي بعض الأحيان، قد يكون انسداد قناة البول الناتج عن تضخم البروستاتا شديد، لدرجة تمنع خروج أي بول على الإطلاق، وحدوث هذا قد يكون خطيراً ويتسبب في حدوث التهابات وأضرار للمثانة والكلى.
تشخيص تضخم البروستاتا الحميد
في العديد من الحالات قد يتم تشخيص تضخم البروستاتا عن طريق الأعراض الظاهرة، كما يمكن أن يلجأ الطبيب لطرق أخرى للتشخيص نذكر منها ما يلي:
الفحص في العيادة:
يتم إجراؤه عادة في عيادة الطبيب ويحدث خلاله ما يلي:
- فحص خارجي للبطن في منطقة العانة وما حولها، لاكتشاف أي تضخم غير طبيعي في حجم المثانة ناتج عن انسداد بها.
- فحص عام للوظائف الحركية والعصبية، للتأكد من أن المشكلة ليس لها علاقة بخلل في الوظيفة الطبيعية للمثانة أو البروستاتا.
- الفحص الشرجي للبروستاتا لتحديد حجمها وطبيعة التضخم بها.
الفحوصات المعملية:
قد تتضمن تلك الفحوصات ما يلي:
- تحاليل البول: من أجل اكتشاف أي التهابات في البول من خلال وجود صديد، أملاح، أو دم.
- تحاليل أورام البروستاتا: تشير التوصيات الطبية إلى أهمية إجراء اختبار الأجسام المضادة الخاصة بالبروستاتا، والتي تعتبر من تحاليل دلالات الأورام الخاصة بالبروستاتا، وذلك من أجل الاطمئنان في المقام الأول، والاكتشاف المبكر لأي مشاكل سرطانية.
- تحاليل وظائف الكلى: تهدف للتأكد من عدم وجود مضاعفات لدى المريض في عمل الكلى بشكل طبيعي.
فحوصات أخرى:
- السونار وتقنيات التصوير الطبي المختلفة: هذه التقنيات تهدف لتحديد حجم البروستاتا والمثانة بشكل دقيق.
- عينة من الأنسجة: تخضع عينة من الأنسجة لفحص معملي بالميكروسكوب للتأكد من عدم وجود خلايا سرطانية.
طرق علاج تضخم البروستاتا الحميد
يتم علاج تضخم البروستات أو انتفاخ البروستاتا من خلال عدة خطوط علاجية، وتشمل خيارات العلاج المتبعة ما يلي:
1- الأدوية
وتشمل الخيارات الدوائية التي يتم اللجوء لها ما يلي:
- أدوية حاصرات مستقبلات ألفا التي تعمل على تعطيل أنواع خاصة من المستقبلات العصبية الموجودة في الخلايا العضلية المكونة للبروستاتا وجدار المثانة، وإرخاء هذه العضلات.
- أدوية المثبطات الهرمونية والتي تعمل على تقليل تأثير الإنزيم الذي يؤدي لتضخم البروستاتا.
- أدوية السياليس التي تساعد على تحسين القدرة الجنسية.
- مدرات البول لتسريع خروج البول.
- مضادات الكولين لإرخاء عضلات المثانة.
2- الأعشاب
على الرغم من قلة الأدلة المتوفرة المتعلقة بمدى فاعلية استخدام الأعشاب الطبيعية لتخفيف تضخم البروستاتا، إلا أنه توجد بعض الخيارات التي يتم ذكرها عادة، وتتضمن ما يلي:
- خلاصة البلميط المنشاري Saw palmetto extract: يعتقد أن لهذا العشب تأثير مشابه للأدوية الهرمونية التي تعمل على إيقاف تحويل التستوستيرون إلى المركب الهرموني الذي يؤدي لتضخم البروستاتا، ومن ناحية أخرى، فإن كونه يعمل على نفس الآلية العلاجية لبعض الأدوية المصرح بها يجعل استخدام هذه الأدوية بجرعاتها المحددة بدقة أكثر أماناً، وأقل في الآثار الجانبية.
- مستخلص البيتا- سيتوستيرول Beta-sitosterol extracts: يُعتقد أن لهذا المستخلص النباتي قدرة على تخفيف تضخم أنسجة البروستاتا، ولكن لا يوجد براهين علمية كافية على فاعليته.
- مستخلص البيجيوم Pygeum.
- مستخلص عشبة الجاودار (الشيلم) Rye grass extract.
- مستخلص نبات القراص Stinging nettle extract.
- زيت بذور اليقطين pumpkin seed oil.
3- الجراحة
تتضمن الخيارات الجراحية، والتي عادة ما يتم اللجوء إليها كحل أخير، لتخفيف تضخم البروستاتا ما يلي:
- جراحة إزالة أنسجة البروستاتا الضاغطة على مجرى البول.
- جراحة شق البروستاتا عبر مجرى البول.
- جراحة استئصال البروستاتا.
- علاج تضخم البروستاتا الحميد بالليزر.
- كي أنسجة البروستاتا المتضخمة.
متى يتم اللجوء لعملية استئصال البروستاتا؟
يتم اللجوء لجراحة استئصال البروستاتا في الحالات المتقدمة من تضخم البروستاتا، و التي لا يمكن الاعتماد فيها على باقي أنواع الجراحات، كما يتم اللجوء لها في حالة وجود مضاعفات متقدمة على المثانة ومجرى البول، والتعافي من هذه الجراحة يتطلب عدة أسابيع.
الوقاية من تضخم البروستاتا الحميد
على الرغم من أن تضخم البروستاتا الحميد أو انتفاخ البروستاتا هو جزء من عملية الشيخوخة الطبيعية، إلا أن هناك بعض الأشياء التي تساعد في تخفيف حدة المشكلة، ومن أهمها:
- الانتظام على ممارسة الرياضة.
- شرب كميات كافية من السوائل على مدار اليوم دون إسراف.
- التعود على دخول الحمام للتبول كل 3 ساعات.
- عدم الإسراف في تناول المشروبات المحتوية على كافيين مثل القهوة.
- الحفاظ على وزن صحي وتجنب السمنة.
- التدفئة الجيدة وتجنب التعرض المستمر للبرودة بدون داعي.
- ممارسة تمارين تقوية عضلات الحوض يمنع مشاكل نزول نقط من البول بشكل مفاجئ.
- التغذية الصحية التي تحتوي على خضروات وفواكه طازجة.
- المتابعة الدورية المنتظمة مع الطبيب تساعد على الاكتشاف المبكر والعلاج بسهولة.
تضخم البروستاتا الحميد والضعف الجنسي
يمكن أن تؤثر الإصابة بتضخم البروستاتا على حياة الرجل الجنسية بالشكل التالي:
- الشعور المستمر بالألم في منطقة المثانة والبروستاتا يؤثر على الاستمتاع بالعلاقة الجنسية.
- الإصابة بضعف الانتصاب.
- بعض أدوية علاج تضخم البروستاتا الهرمونية تؤثر سلباً على الرغبة الجنسية.
- بعض عمليات علاج تضخم البروستاتا الحميد يكون لها انعكاس سلبي على القدرة الجنسية لبضعة أسابيع بعد العملية.
تضخم البروستاتا والإنجاب
تُعتبر البروستاتا هدف لعدد من الأمراض التي يمكن أن تؤثر على خصوبة الرجل في أعمار مختلفة، فالإصابة بمرض في البروستاتا أو وجود مشكلة بها قد يؤثر على كفاءة الحيوانات المنوية، وبالتالي يؤثر هذا على خصوبة الرجل.
وأثبتت الدراسات أنه في حالة تضخم البروستاتا، وباستمرار تضخمها تضغط على الإحليل، مسببة منع وانسداد سوائل القذف التي تحتوي على الحيوانات المنوية، إلى جانب البول، ويمكن أن يتسبب هذا في مشاكل في الخصوبة، وخاصة للرجال في عمر الخامسة والأربعين.
هل تعود البروستاتا لحجمها الطبيعي؟
تهدف العلاجات المختلفة، وخاصة الأدوية، لتقليص حجم البروستاتا المتضخمة وعودتها لطبيعتها، مثل أدوية مثبطات ألفا 5 التي تعمل على تقليص حجم البروستاتا بعد مرور فترة تتراوح من 6 إلى 12 شهر منذ بداية العلاج، وعادة ما تتطلب هذه الأدوية على الأقل 6 أشهر ليظهر تأثيرها بالكامل، ولكنها تساعد على تحسين الأعراض على المدى البعيد.