يعالج مرض الفصام عادةً بمزيج من العلاج النفسي والتأمل؛ وتختلف مدة علاج مرض الفصام باختلاف شدة الحالة وطرق العلاج المستخدمة.. تعرفوا على المزيد من المعلومات حول هذا المرض وطرق علاجه من خلال المقال الآتي.
علاج مرض الفصام
لا يوجد علاج معروف لمرض انفصام الشخصية، لكن آفاق المصابين بهذا المرض آخذة في التحسن، هناك طرق عديدة لعلاج الفصام، وتشمل طرق العلاج الأدوية، والعلاج النفسي، والعلاج السلوكي، والخدمات الاجتماعية.
وكلما تم طلب العلاج مبكراً، كلما كانت النتيجة أفضل؛ مع العلاج يمكن أن يتعافى كثير من المصابين بالفصام إلى درجة الحصول على وظيفة ومواصلة حياتهم الطبيعية بلا قلق.
إلى متى تستمر مدة علاج مرض الفصام ؟
مع التقدم الحادث في طرق العلاج والأدوية الحديثة، الأطباء يميلون الآن إلى استخدام قاعدة أخرى يطلقون عليها “قاعدة الأرباع” والتي تشير إلى النتائج بعد 10 سنوات من التشخيص.
- يتعافى حوالي 50٪ من المصابين بالفصام إلى درجة أنهم يستطيعون العمل والعيش بمفردهم.
- 25٪ يشعرون أنهم أفضل لكنهم بحاجة إلى مساعدة من شبكة دعم قوية للاستفادة منها.
- 15 ٪ حالهم لا يتحسن؛ معظم هؤلاء في المستشفى.
- 10٪ لا يرون مخرجًا من ألمهم ويفكرون في الانتحار.
وتتشابه الأرقام طويلة المدى لمدة 30 عامًا بعد التشخيص مع تلك الموجودة خلال عشر سنوات، باستثناء أن عددًا أكبر من الناس يتحسن ويمكنهم العيش بمفردهم، لكن عدد حالات الانتحار يرتفع إلى 15٪.
وكما يبدو أن النساء أفضل في البقاء في فترة الشفاء، دون انتكاس، لفترة طويلة الأجل من الرجال.
هل تختلف مدة علاج مرض الفصام باختلاف كل حالة؟
تم إجراء عدد كبير من الدراسات على مر السنين في محاولة لإيجاد طرق للتنبؤ بأنواع مرضى الفصام الذين سيحققون نجاحًا وأيهم لن يتعافى بشكل كامل، وكانت بعض الأدلة متضاربة ولكن يبدو أن هناك إجماعًا الآن يظهر أن هناك عددًا من العوامل التي ستؤثر على النتيجة في رحلة الشخص عبر هذا المرض المعقد.
العوامل التي تؤثر على مدة علاج مرض الفصام تشمل:
- البداية السريعة؛ إذا كان بدأ المرض بداية سريعة خلال فترة زمنية قصيرة بدلاً من بداية بطيئة وخبيثة على مدار عدة أشهر، فإن احتمالات الشفاء أفضل.
- العمر عند البدء؛ إذا أصاب المرض من هم في سن أصغر، فعادةً ما يكون له مسار أكثر خطورة.
- الجنس؛ الفصام يميل إلى أن يكون أكثر خطورة عند الرجال منه في النساء.
- إذا كان المرض ينطوي على أعراض إيجابية في الغالب مثل الهلوسة والأوهام، فإن فرص الشفاء أفضل مما لو كانت الأعراض السلبية أكثر هيمنة.
- تاريخ استهلاك الكحول أو تعاطي المخدرات؛ سيؤدي ذلك إلى نتائج أسوأ بكثير في حال لم يمتنع الشخص عن هذه المواد.
- تاريخ عائلي من مرض الفصام؛ إذا كان الشخص لديه أي علاقات مع الذين عانوا من مرض انفصام الشخصية فمن المرجح أن يكون المسار أسوأ وكلما كان الأقرباء بدرجة أعلى، كلما كانت النتيجة أسوأ، ولكن إذا كان هناك تاريخ عائلي للاكتئاب فإن التكهن يكون أفضل.
- الدعم الاجتماعي؛ إن وجود شبكة دعم اجتماعي جيدة قبل المرض وخلاله سوف يحسن فرص الشفاء والزواج طويل الأمد كما يحسن النتيجة.
- وجود وظيفة طبيعية (مثل العمل المنتظم، وعدم الجنوح وما إلى ذلك) قبل بدء المرض سيشير إلى تشخيص جيد.
ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن هذه العوامل ليست سوى مؤشرات إحصائية، سيكون لدى المرضى الأفراد، في الممارسة العملية، مزيج من العوامل الإيجابية والسلبية وأن كل عامل سيؤثر على كل مريض بطريقة مختلفة.
علامات الشفاء من مرض الفصام
يجب التأكيد على أن فرص الشفاء تتحسن بشكل كبير إذا تم تبني إستراتيجية علاج تهدف إلى إدارة الأعراض وتحسين نوعية الحياة وتقليل الإجهاد والمراقبة الذاتية لتحديد علامات الانتكاس المبكرة ولكذلك مدة علاج مرض الفصام تختلف باختلاف متى تم اكتشاف وتشخيص المرض، فكلما كان التشخيص مبكر كلما قلت مدة العلاج وزادت فرص التعافي.
وفي حين أن أي عملية تعافي يمكن اعتبارها عملية مستمرة، هناك عدد من العلامات التي تساعد على إحراز تقدم على طول الطريق.
علامات الشفاء من مرض الفصام تشمل:
- أولاً يجب عليك قبول تشخيصك بالفصام، لن تكون قادرًا على التعافي من مرض الفصام حتى تقبل أن لديك مشكلة وأن هذه المشكلة هي مرض عقلي؛ سيمكّنك التشخيص من تحديد مشاكلك لتتمكن من شرح كل تجاربك الغريبة والمؤلمة، كما أنه سيوفر نقطة انطلاق لك لاسترداد عافيتك.
- إدارة الأعراض الخاصة بك؛ لا يمكن البدء في التعافي إلا عند التوصل لخطة العلاج المناسبة وجرعات الأدوية الأمثل لك وطريقة العلاج النفسي التي تلائمك حتى تحقق مستوى معقول من الأداء وتشعر بأن أعراضك المتبقية بدأت في التقلص إلى درجة أنها لم تعد تتداخل مع حياتك اليومية.
- استعادة المهارات الاجتماعية الأساسية؛ غالبًا ما تتضمن حلقة من الفصام فقدان المهارات الأساسية التي تنطوي عليها إدارة حياتك مثل النظافة الشخصية وإدارة الوقت، ويعد استرداد هذه المهارات الأساسية مؤشراً على بدء تعافيك.
- الاحتلال أو الانشغال؛ يُعد الاحتلال جزءًا أساسيًا من الشفاء في كل مرحلة، ولكن في وقت لاحق من عملية التعافي؛ ستأتي في وقت تريد فيه احتلال وقتك بأكثر من مجرد الأعمال المنزلية أو الترفيه الخفيف، وفي هذه المرحلة يكون احتمال الدراسة أو العمل التطوعي أو العمل بشكل جزئي سيكون خياراً جيداً.
مدة علاج مرض الفصام دائماً ما ستختلف من حالة لأخرى، وبالتالي الطبيب سيكون الأقدر على تحديد مدة علاج معينة لحالتك، ولكن ما يمكننا التأكيد عليه هو أن علاج الفصام سيكون على عدة مراحل وسيتطلب بعض الصبر في بدايته حتى تبدأ في ملاحظة النتائج؛ لا تنس الحصول على كل مساعدة ممكنة من أفراد عائلتك والمقربين لك، هذه الخطوة تساعد كثيراً في العلاج والتعافي.. وللمزيد من المعلومات حول مرض الفصام والاضطرابات الأخرى يمكنك استشارة أحد أطبائنا من هنا.