انتشر في الآونة الأخيرة مصطلح متغير دلتا أو سلالة دلتا وكثرت الأحاديث عن مدى خطورته وسرعة انتشاره، ولكن لا يعرف العديد ما يكفي من المعلومات عن هذه الطفرة، وكيف ظهر، لذا أعددنا لكم المقال التالي لتتعرفوا على أبرز المعلومات وأشهر الأسئلة المتعلقة بمتغير كورونا وإجاباتها وفقاً لمراكز الصحة والمنظمات الدولية، وأيضاً بعض النصائح لتحمي نفسك وأسرتك من الإصابة.
ما هو متغير دلتا وكيف ظهر؟
متغير دلتا Delta Variant أو B.1.617.2 هو أحد سلالات فيروس كورونا، التي تم اعتبارها من قِبل مراكز التحكم في الأمراض والوقابة منها CDC من أخطر السلالات حتى الآن. وتم اكتشاف أولى الحالات المصابة بهذه السلالة في الهند في شهر ديسمبر الماضي، وأدى هذا لتفشي المرض بشكل سريع للغاية في الدولة، ثم انتشر المتغير بسرعة لدول أخرى، وصل عددها 104 دولة، وفقاً لبيانات CDC.
وبداية من أول يوليو، تم اعتبار طفرة دلتا السلالة السائدة لفيروس كورونا في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة (97% من الحالات الجديدة تم تصنيفها بالإصابة بالمتغير دلتا) وألمانيا ودول أخرى، كما وأشارت البيانات أن انتشار هذه السلالة كان أكبر في الأماكن التي لم يتلقى معظم مواطنيها أي لقاح من لقاحات فيروس كورونا.
هل متغير دلتا معدي؟
وفقاً لمراكز CDC يمكن لمتغير دلتا الانتشار بسهولة بين الأشخاص، حيث تحتوي هذه السلالة على طفرات مختلفة يمكن أن تُصيب الخلايا البشرية بسهولة، مما يعني أنه من الممكن انتقال الفيروس من الشخص المصاب للآخرين. ووجدت الدراسات أن متغير أو سلالة دلتا معدية بنسبة 50% مقارنة بمتغير ألفا،حيث يقدر خبراء الصحة أن الشخص الذي يُصاب بمتغير دلتا ينقل العدوى لثلاث أو أربع أشخاص آخرين، مقارنة بالمتغيرات الأخرى.
ووفقاً لوثيقة داخلية تابعة لمراكز التحكم في الأمراض والوقاية منها، تداولتها الصحف الكبرى، تم وصف متغير دلتا بأنه معدي مثل الجدري، كما وصفه مركز CDC بأنه أكثر قابلية للانتقال من شخص لآخر مثل نزلات البرد والإنفلونزا العادية، بالإضافة للفيروسات التي تتسبب في الإصابة بالجدري والسارس والإيبولا.
أعراض متغير دلتا
تُشير كل البيانات إلا أن أغلب أعراض متغير دلتا متشابهة مع أعراض سلالات كورونا الأخرى، ولكن أشارت بعض البيانات الصادرة عن المملكة المتحدة وجود بعض الاختلافات البسيطة في الأعراض فيما يتعلق بمتغير دلتا (لا ينطبق هذا على جميع الحالات) وتظهر بشكل أعنف، ومن ضمن الأعراض الشائع حدوثها ما يلي:
- الصداع.
- احتقان الحلق.
- سيلان الأنف.
- الحمى.
ولأن هذا المتغير يُعتبر أكثر الأنواع انتشاراً وعدوى، يجب العزل على الفور في حالة ظهور أي أعراض يمكن أن تُشير للإصابة، وعدم التعامل مع الأمر على أنه نزلة برد أو إنفلونزا.
من الأكثر عرضة للإصابة بمتغير دلتا؟
يُعتبر الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح الكامل ضد فيروس كورونا هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمتغير دلتا، فوفقاً لدراسة تم إجراؤها في Imperial College London يُعتبر الأشخاص الذين لم يحصلوا على اللقاح عرضة للإصابة 3 مرات أكثر مقارنة باللذين حصلوا على اللقاح، كما وجدت بعض الدراسات أن الأطفال والبالغين الأقل من 50 عاماً أكثر عرضة للإصابة بمتغير أو سلالة دلتا 2.5 مرة أكثر.
هل يمكن للذين تلقوا لقاح كورونا أن يصابوا بمتغير دلتا؟
من النارد للغاية، وحتى الآن، إصابة الأشخاص الذين تلقوا اللقاح بمتغير دلتا، فوفقاً لتقارير CDC أشارت النتائج أنه منذ 26 يوليو الماضي تم الإبلاغ عن عدد قليل جداً من حالات الإصابة بين متلقي اللقاح، بنسبة 0.01٪ فقط (أقل من 5 آلاف حالة من بين 163 مليون شخص تلقوا اللقاح). وأنه من الهام والضروري الحصول على اللقاح، للحصول على أكبر حماية ممكنة ضد هذا المتغير.
ما مدى فاعلية اللقاحات ضد متغير دلتا؟
أثبتت الدراسات السابقة فاعلية اللقاحات ضد المتغير الأساسي المسبب لفيروس كورونا، ولكن منذ ظهور متغير أو سلالة دلتا، يحاول العلماء إثبات مدى فاعلية اللقاحات الثلاثة ضد هذا المتغير الجديد، وإليكم التفاصيل:
لقاح فايزر
وفقاً لمعظم الدراسات التي تم إجراؤها، أشارات النتائج أن الحصول على جرعتين من لقاح فايزر يقدم فاعلية بنسبة 88% تقريباً ضد الإصابة بمتغير دلتا، وأكدت هذه الدراسات على ضرورة الحصول على الجرعتين للحصول على هذه الفاعلية، فجرعة واحدة فقط تقدم فاعلية بنسبة 33% فقط ضد الإصابة.
لقاح مودرنا
أثبتت بعض الدراسات المعملية أن لقاح مودرنا له القدرة على توفير الوقاية ضد متغير أو سلالة دلتا، ووجدت الدراسات أيضاً أن لقاح مودرنا فعال في إنتاج أجسام مضادة لمتغير دلتا، بنسبة أكبر مقارنة بالأجسام المضادة ضد المتغيرات الأخرى. ومعظم الدراسات لم تذكر نسبة فاعلية لقاح مودرنا ضد هذا المتغير، ولكن عدد قليل من الدراسات أشارت أن لقاح مودرنا فعال بنسبة 72% ضد دلتا بعد جرعة واحدة، ولكن هذه النتائج ما زالت تحتاج لمزيد من التأكيد والمراجعة.
لقاح جونسون آند جونسون
لا تتوفر بيانات كافية لتوضيح مدى فاعلية جرعة واحدة من لقاح جونسون آند جونسون في الوقاية من متغير دلتا، كما أبلغت الشركة المصنعة للقاح أن الأبحاث في مدى دعم الجرعة الثانية للمناعة ضد المتغيرات ما زالت جارية.
ولكن وفقاً لتجربة سريرية تم إجراؤها في جنوب أفريقيا، والتي تم نشر نتائجها الجمعة الماضية، يقدم لقاح جونسون آند جونسون فاعلية تصل لنسبة 71% ضد دخول المشفى نتيجة الإصابة بمتغير دلتا، ولكن تم التصريح أن جميع الدراسات الحالية ما زالت تحتاج للمراجعة والتأكيد.
هل هناك تحليل لتشخيص متغير دلتا؟
لا يوجد حتى الآن اختبار معين للتعرف على الإصابة بمتغير أو سلالة دلتا، ولكن وفقاً لمدى انتشار هذا المتغير في الآونة الأخيرة، صرحت العديد من الجهات المتخصصة أنه من المحتمل أن تُشير نتيجة الاختبار الإيجابية للتحاليل المعتادة إلى احتمال الإصابة بالمتغير دلتا.
هل يمكن أن يُصاب الأطفال بمتغير دلتا؟
عند إصابة الطفل بفيروس كورونا، مهما كان نوع السلالة، تظهر أعراض غير شديدة في أغلب الحالات، وقد لا تظهر أعراض على الإطلاق، وعلى الرغم من مدى سرعة انتشار وعدوى متغير دلتا، إلا أنه لم تظهر أي أدلة حتى الآن تدعم أنه يظهر بنسبة كبيرة أو يتسبب في ظهور أعراض شديدة لدى الأطفال، ولكن على الرغم من هذا يجب مراقبة الأطفال بعناية، فإذا ظهرت أي أعراض مشابهة لأعراض فيروس كورونا على الطفل، يجب التواصل مع طبيب مختص على الفور
كيف تحمي نفسك من متغير دلتا؟
توجد بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في الوقاية من الإصابة بسلالة دلتا من ضمنها ما يلي:
- ضرورة ارتداء الجميع للكمامة، وحتى الأشخاص الذين حصلوا على جرعات اللقاح كاملة في الأماكن المغلقة، وفي حالة المعيشة في منطقة ينتشر فيها الفيروس، وذلك وفقاً لآخر تحديثات مركز CDC فيما يتعلق بالإجراءات الوقائية ضد كورونا.
- ضرورة ارتداء الجمبع للكمامة داخل المدارس، حتى في حالة الحصول على اللقاح.
- الحصول على اللقاح في حالة لم يتم الحصول عليه حتى الآن.
- في حالة عدم القدرة على الحصول على اللقاح، يجب ارتداء الكمامة طوال الوقت والحفاظ على المسافة الآمنة الموصى بها.