اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع Antisocial Personality Disorder هو أحد الاضطرابات النفسية، التي يتسم المصاب بها بالعديد من السلوكيات السلبية، مثل عدم احترام حقوق الآخرين ومشاعرهم، وعدم الالتزام بالقانون والخداع والاحتيال، وغيرها من السلوكيات السلبية، التي قد تصل لارتكاب الجرائم، فتابعوا معنا القراءة لمعرفة المزيد من المعلومات الضرورية عن هذا الاضطراب.
أسباب اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
لا يوجد سببًا محددًا للإصابة بهذا الاضطراب، لكن تلعب العوامل الوراثية والبيئية دورًا رئيسيًا في زيادة خطر الإصابة بهذا الاضطراب، وفيما يلي نوضح بعض العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بهذا الاضطراب:
- التعرض للعنف أو الإساءة أثناء الطفولة.
- النشأة مع أحد الوالدين المصاب بهذا الاضطراب، أو أحد الوالدين أو كليهما المدمنين للكحول.
- معدلات غير طبيعية لنسبة السيروتونين بالمخ، وهي مادة كيميائية تساعد على تحسين المزاج والشعور بالسعادة، وفي حالة حدوث تغيرات لنسبة السيروتونين بالمخ، قد تحدث الإصابة بهذا الاضطراب.
مع العلم أن الذكور أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب عن الإناث.
أعراض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
تظهر بوادر الإصابة بهذا الاضطراب، عند الأطفال الذين يميلون لتعنيف الحيوانات وإشعال الحرائق، وفيما يلي نوضح بعض أعراض هذا الاضطراب عند الكبار:
- العصبية الدائمة.
- الغرور.
- التلاعب بالآخرين.
- السرقة.
- عدم الشعور بالذنب أو تأنيب الضمير، عند فعل السلوكيات السلبية.
- التصرف بعنف، والميل للشجار دائمًا.
- عدم الاهتمام بالسلامة الشخصية، أو سلامة الآخرين.
- ادعاء اللطافة والجاذبية للحصول على ما يرغبون.
- مخالفة القانون.
- الكذب باستمرار.
تشخيص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
لا يمكن تشخيص الإصابة بهذا الاضطراب لمن هم أقل من 18 سنة، لأن أعراض هذا الاضطراب قد يتم تشخيصها بأنها اضطراب سلوكي، وفيما يلي نوضح بعض شروط تشخيص هذا الاضطراب:
- تشخيص اضطراب السلوك قبل عمر 15 سنة.
- ملاحظة وجود على الأقل 3 علامات للإصابة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع منذ عمر 15 سنة.
- أن تكون علامات الإصابة بهذا الاضطراب جزء من السلوك اليومي، وليست من علامات الإصابة بنوبات الهوس أو انفصام الشخصية.
مضاعفات اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
قد ينتج عن الإصابة بهذا الاضطراب بعض المضاعفات والمشكلات مثل:
- إهمال أو إيذاء الشريك أو الأبناء.
- دخول السجن.
- محاولة الانتحار، أو قتل شخص آخر.
- مشكلات مادية واجتماعية وتعليمية.
- التعرض لمشكلات أخرى متعلقة بالصحة العقلية، مثل القلق أو الاكتئاب.
- شرب الكحول أو تعاطي المخدرات.
علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
يعتبر هذا الاضطراب من أصعب الاضطرابات التي يمكن علاجها، لأن المريض لا يطلب العلاج، وإنما يتم حثه على العلاج سواء قانونًا أو من خلال الدائرة المقربة، وفيما يلي سنوضح بعض طرق علاج هذا الاضطراب:
1) العلاج النفسي
يحدد الطبيب الطريقة المناسبة لعلاج المريض، من خلال الطرق المتنوعة للعلاج النفسي، حسب ما يتطلبه المريض، ومن أمثلة العلاج النفسي ما يلي:
- العلاج السلوكي المعرفي الذي قد يساعد على علاج الأفكار والسلوكيات السلبية، وأيضًا استبدال هذه الأفكار والسلوكيات بأفكار وسلوكيات إيجابية.
- العلاج النفسي الديناميكي الذي يزيد من الوعي بالأفكار والسلوكيات السلبية واللاواعية، وقد يساعد المصاب بهذا الاضطراب على تغيير هذه الأفكار والسلوكيات.
2) الأدوية
لا يوجد أدوية موصوفة لعلاج هذا الاضطراب بالتحديد، ولكن قد يصف الطبيب بعض الأدوية للحد من السلوك العدواني والاكتئاب وتقلب المزاج، مثل مضادات الاكتئاب ومثبتات المزاج، ومضادات القلق والأدوية المضادة للذهان.
وفي النهاية يعتبر اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع من الاضطرابات النفسية المرتبطة بفعل العديد من السلوكيات السلبية والعدوانية، دون الشعور بالذنب وتأنيب الضمير، كما أنه من أصعب الاضطرابات التي يمكن علاجها، لأن المصاب به لا يشعر بأنه يحتاج للعلاج، وإنما يتم إرغامه على العلاج من خلال المحيطين المتضررين أو من خلال القانون.