يجب أن نعرف جميعًا أن مرض عدوى المسالك البولية (UTI) من أكثر الأمراض البكتيرية خطورة على صحة أطفالنا، وبالتالي فهو يتطلب منا فحصًا جيدًا دقيقَا للبول، وهذا هو موضوعنا في المقال عن فحص البول للطفل بطريقة سليمة والاحتياطات الواجب اتباعها.
كيفية جمع عينة عند فحص البول للطفل
تفيد بعض الدراسات القديمة أن كل طرق فحص البول تؤدي إلى الاختلاط مع البكتيريا خارج المثانة، وبالتالي الإصابة بأي عدوي بكتيرية محتملة، كما أثبتت دراسات أخرى أن عند إجراء فحص البول خارج الحمام سواء في البيت أو المعمل، فمن الصعب أن يتم التحكم في عملية جمع عينة البولن ولهذا لكي نحصل على عينة بول سليمة للطفل علينا اتباع الآتي:
- تنظيف وتجفيف جلد العضو التناسلي والمنطقة حوله جيدًا قبل البدء في عملية الجمع.
- يُعطي لمرافق الطفل وسيلة معينة لجمع البول غالبًا ستكون عبوة أو كوب مغطاه ومعقمة.
- يتم وضع الكوب بعد فتح الغطاء بحيث يكون فتحتها لأعلى في اتجاه مسار البول.
- يتم التخلص من القطرات الأولى من البول والتي تستغرق مدة ثانيتين أو ثلاث ثوان، ثم يتم حبس البول لتبدأ في عملية أخذ العينة داخل الكأس من مرحلة تسمى عينة منتصف الجريان (Midstream)، وذلك لأنها أكثر نظافة وتعطي نتائجًا أدق.
- تغطى الكأس جيدًا ثم تُعطى للمسئول داخل المعمل لبدء عملية فحص البول .
ما هي طرق جمع عينة البول ؟
هناك طرق عديدة يلجأ لها الآباء عند جمع عينة البول وتنقسم لطريقتين:
- وسائل غير اجتياحية للجسم (Non-invasive)
- وسائل اجتياحية للجسم (Invasive)
تلك الوسائل تعتمد على مدى تأثيرها من حيث تجنب الاختلاط بالبكتيريا والعدوى، بالإضافة إلى استجابة الطفل والطريقة الأسهل والأدق لأخذ العينة منه.
لا يجب جمع عينة البول من خلال عصر الحفاض، أو بواسطة فوطة حيث ستكون النتائج غير دقيقة، وتُعد الوسيلة الأكثر استخدامًا هي الزجاجات أو الأكواب المعقمة المغطاه، وهي من الوسائل غير المخترقة أو الاجتياحية للطفل.
قد يلجأ الطبيب للوسائل الاجتياحية أو المخترقة لجلد الطفل كالقسطرة، وهي عبارة عن أنبوبة رفيعة ناعمة والتي تعتبر الوسيلة الأكثر دقة للحصول علي عينة سليمة خالية من أي بكتيريا سواء خارجية أو داخلية للطفل، حيث يمكنها اختراق المثانة للحصول على البول، وتستخدم في حالات معينة كعدم قدرة الطبيب أو الوالدين على أخذ عينة البول بالوسائل الأخرى، أو بسبب المرض الشديد للطفل الذي يتطلب فحص سريع دون تأخير.
إرشادات مع أخذ عينة البول
قبل عملية أخذ عينة البول، يدور في أذهاننا سؤالًا هامًا، هل هناك تعليمات أو إرشادات محددة يجب الأخذ بها قبل المجيء لمعمل التحاليل كصيام الطفل أو ما شابه؟ والإجابة ستكون أنه لا يوجد صيام كامل للطفل، ولكن يجب الامتناع عن تناول بعض الأطعمة التي قد تؤثر على لون البول، كما يجب عدم القيام بأي مجهود عضلي حتى لا تظهر بروتينات زائدة في العينة، ودائمًا يجب الحرص على نظافة المنطقة حول فتحة الشرج أو فتحة البول.
قد يظن البعض أن ذلك الأمر معقد، ويصعب السيطرة على الطفل، مع أن تلك العملية غير مؤلمة أبدًا، ولكن مع ذلك قد تسبب له المشاكل اذا لم نتوخى الحذر أثناء جمع البول، فقد يصاب بعض الأطفال بحالة من الخوف والبكاء، ويجب علينا في البداية تهدئة الطفل واللعب معه ومحاولة إشغاله بشيء آخر إذا كان لا يزال في مرحلة عدم الإدراك لما سيحدث.
أما إذا كان الطفل مدرك فيجب علينا أن نشرح له كيف سنقوم بتلك العملية ولماذا، ونتأكد أيضا من تفهم الطفل لنظافة منطقة إخراج البول، وأنه يجب تجميع البول في مرحلة منتصف جريان البول.
أشياء تؤثر على عملية فحص البول
قد تتساءل هل هناك أشياء تؤثر على دقة الفحص والنتائج؟ فعلى الرغم من سهولة الوسائل المستخدمة في جمع عينة البول كوضعها أو تفريغها في كيس او عبوة، إلا أن ذلك قد يسبب ظهور نتائج إيجابية خاطئة بسبب اختلاط البول مع بكتيريا الجلد.
حيث أوضحت الدراسات أن النسبة قد تصل إلى 63% من التحاليل خاطئة نتيجة كيس عينة البول، ولكي نتغلب على تلك المشكلة يجب علينا تنظيف الجلد جيدًا، أو اللجوء للوسيلة الأكثر أمانًا ودقة وهي القسطرة للحصول على نتائج أفضل.
بالإضافة إلى احتمالية إصابة الطفل بالعدوى نتيجة اختلاط البكتيريا، وبالتالي تصبح وسيلة الفحص هي نفسها وسيلة الإصابة، لهذا يجب الحرص أثناء الجمع على التعقيم الدائم لجسم الطفل والوسيلة المستخدمة.
وفي النهاية، الأمر أبسط من أن يقلقك إذا قمت بالخطوات التي ذكرناها بشكل سليم، ويمكنك استشارة أحد اطبائنا من هنا عن أي شيء يقلقك.
اقرأ أيضا: