كما يوجد مشروبات ضارة على صحتنا توجد أيضا عادات شرب خاطئة نرتكبها عند استهلاك المشروبات والتي تؤثر على صحتنا، بل للأسف تنتشر هذه العادات بشكل كبير دون إدراك منا لأثرها الحقيقي على الصحة معتقدين أنها عادات بسيطة غير مؤثرة! لذلك تابع معنا عزيزي القارئ المقال التالي لتعرف ما هي تلك العادات، وكيف يمكن أن تتجنبها.

عادات شرب خاطئة

تتمثل أهم عادات الشرب الخاطئة في الآتي:

الشرب مع الأكل

من عادات الشرب الشائعة التي نرتكبها هي عادة شرب الماء أو غيره من المشروبات أثناء تناول الطعام، والتي تعتبر من العادات الضارة حيث تقوم المشروبات بتخفيف العصارة الهاضمة للمعدة، وبالتالي تجعل السوائل تغادر المعدة قبل الطعام الصلب لتظل دون أي عصارات هاضمة مما يؤثر على عملية الهضم بشكل عام.

أيضا يتسبب الشرب أثناء الأكل في صعوبة الابتلاع، حيث أنه من الطبيعي أن يكون اللعاب هو المساعد الرئيسي في البلع باختلاطه مع الطعام الممضوغ، لذلك استبدال دور اللعاب بالمشروبات يؤدي إلى السماح بابتلاع نصف الطعام الممضوغ فقط.

هناك أيضا تنافر المشروبات مع عمل الطعام فمثلا شرب عصائر الفاكهة التي تكون غالبا مع الأطعمة النشوية مثل عصير البرتقال الذي يقوم الحمض الموجود فيه بتعليق عمل الهضم مسببا عسر الهضم، هناك الحليب أيضا والذي يعتبر من أكثر المشروبات شيوعا والذي يحتاج لبيئة هضمية خاصة به، فعند شربك للحليب يحدث تخمر في المعدة.

إن قام الناس بأخذ وقتهم بشكل كامل في بلع الطعام لن يقوموا باللجوء للمشروبات أثناء الأكل، فتناول المشروبات مع الطعام يسبب هضم الطعام بشكل جزئي، لذلك إن شعرت بالعطش يمكنك شرب الماء قبل 20 إلى 30 دقيقة من الطعام أو بعد تناول الطعام بـ 30 دقيقة، أيضا يجب أن يمر ساعتين قبل شرب الماء عند تناول وجبة تحتوي على الدهون والبروتينات.

المشروبات الباردة والساخنة

المشروبات الساخنة

إن كنت من محبي المشروبات الساخنة يمكنك أن تقوم بالتجربة الآتية، أحضر ملعقة من مشروبك الساخن المفضل وقم بسكبه على يدك! حسنا ستشعر أكيد بالألم الشديد، الآن قم بسؤال نفسك إن كنت أحسست بالألم بالرغم من أنك سكبت المشروب الساخن على طبقة سميكة من الجلد توجد خارجا، ماذا عن الأنسجة الحساسة التي توجد في معدتك؟

تقوم المشروبات الساخنة بتدمير النهايات العصبية في اللسان، حيث تقوم بتخدير الحواس وبالتالي فقدان حاسة التذوق، بل وتحدث الندوب في المرئ وبطانة المعدة، تتسبب في حدوث الاضطرابات في حرارة الجسم، أي مشروب حرارته أكثر من 140 درجة فهرنهايت يجب أن لا يشرب.

المشروبات الباردة

في المقابل يمكننا التحدث عن المشروبات الباردة التي تؤثر على الهضم أيضا مثل المشروبات الساخنة، في الواقع يمكن لمشروب بارد مثلج أن يتسبب في تعطيل الهضم، حيث تتميز البيئة الموجودة داخل معدتك بالحساسية والتحكم الجيد، وعملية الهضم السليمة تتم إن كانت هذه البيئة مستقرة.

شربك لكوب من الماء المثلج سيكون أشبه بأخذك لطعام مطبوخ للتو من الفرن إلى الفريزر فجأة! بل سيتسبب ذلك في حدوث عسر الهضم، أيضا تسبب المشروبات الباردة الخدر للنهايات في لسانك وتصبها بالخدر، وبالتالي فقدان حاسة التذوق.

تذكر دائما أن داخل جسمك يعتبر أكثر حساسية بكثير من أجزائك الخارجية، لذلك لست مضطر لإدخال تلك المشروبات شديدة البرودة أو الحرارة لمعدتك بهذا الشكل.

المشروبات بدلا من الطعام

من العادات السيئة الأخرى هو تناول المشروبات بدلا من التغذية السليمة المطلوبة للجسم، مثل تناول المشروبات الغازية، فهي توفر القليل من التغذية ولكن الكثير من السعرات الحرارية، بل نجد الأطفال يقومون باستخدام تلك المشروبات بدلا من من التغذية السليمة وتناول الطعام المطلوب، ونفس الوضع مع البالغين أيضا، ومن عاداتنا المنتشرة شرب عصائر الفاكهة المركز بدلا من أكل الفاكهة، أو شرب الحليب أو منتجاته بدلا من التغذية الكاملة، ففي النهاية تعتبر عملية الشرب عملية سهلة لذلك يتخذها البعض بديلا عن القيام بأكل وجبة كاملة.

اقرأ أيضا: أيهما أفضل.. أن تشرب العصير أم أن تتناول الفاكهة ؟

متى يجب شرب الماء؟

هناك بعض الأشخاص الذين يقضون عدة أيام بل وأسابيع دون شرب الماء أو على الأقل بكمية قليلة للغاية، حيث يحصل هؤلاء الناس على احتياجتهم من الماء من خلال تناول خضروات وفواكه غنية بالماء، لكن هذا لا يعني بالطبع الاستغناء عن شرب الماء مباشرة، خاصة عند عدم توافر الأطعمة التي توفر الماء فيكون من الضروري تناول الماء مباشرة لتعويض ذلك النقص.

الخلاصة أن احتياجك للماء سيقل في حال كنت تتناول غذاء صحي يحتوي على الخضروات والفواكه والذي يعوضك عن الماء، بل على العكس قد يتسبب بعض الأطعمة في الرغبة في شرب بالماء بكثرة.

في النهاية عزيزي القارئ حاول دائما أن تحرص على التوازن في غذائك، واجعل من عادات الشرب لديك عامل مساعد على صحة أفضل، كما يمكنك استشارة أحد أطبائنا.. من هنا للإجابة عن استفسارتك الصحية.