يعتبر الاسبرين للاطفال من الأدوية ذات الوضع الخاص للمرضى من الأطفال؛ ويرجع ذلك إلى أن اضرار الاسبرين للاطفال ليست بالضرورة مقتصرة على تناول الطفل لجرعة زائدة، ولكن المشكلة الأكبر أنه حتى مع تناول الطفل لجرعة منخفضة فقد يحدث مضاعفات خطيرة في حال تزامن تناول الاسبرين للاطفال مع وجود عدوى فيروسية كالانفلونزا لدى الطفل.
هذه المجموعة من المضاعفات يطلق عليها متلازمة راي، و التي تسبب تدهور حاد وسريع في وظائف الكبد ينتهي بدخول الطفل في غيبوبة.
هكذا يتضح أن الاسبرين للاطفال غير مرغوب فيه كثيرا بسبب هذه المخاطر الكبيرة، و الاستثناءات التي يكون فيها استخدام الاسبرين لعلاج الأطفال مرجح هي حالات مرضية قليلة جدا وجميعها حالات تحتاج تشخيص طبي مباشر، في هذا المقال تعرفي على مخاطر تناول الاسبرين للاطفال بجرعات عالية والإسعافات الأولية والعلاج اللازم لهذه الحالة.
الفئة العمرية المسموح لها باستخدام الاسبرين
ينصح بعدم استخدام الأسبرين كمسكن أو خافض للحرارة في الأطفال، وحتى سن 18 سنة.
جرعة الاسبرين للاطفال الآمنة
تتمثل أهمية معرفة الأم بالجرعة الصحيحة للدواء في كونها تساعد على اكتشاف الحالات التي يتناول فيها الطفل جرعة زائدة بشكل سريع، حيث أن انتباه الأم في هذه الحالات قد ينقذ حياة طفلها، ويوجد نطاق واسع من جرعات الاسبرين للاطفال ، وفق الهدف العلاجي من استخدام الأسبرين، و ذلك يشمل:
- 10 – 15 مجم/كجم/جرعة في حالات تسكين الألم و خفض الحرارة.
- 60 مجم/كجم/يوم في حالات التهابات المفاصل المزمنة في الأطفال.
- 80-100 مجم/كجم/يوم في حالات مرض كاواساكي.
- 1-5 مجم/كجم في حالات الوقاية من الجلطات.
لكن هذه الجرعات تستخدم في ظروف طبية معينة وفق تقييم الطبيب، حيث يكون الخطر على حياة الطفل من عدم تناول الأسبرين أكبر من الخطر المحتمل من مضاعفات تناول الأسبرين.
خطورة الجرعة الزائدة من الاسبرين للاطفال
تعتمد خطورة الجرعة الزائدة على الكمية التي تناولها الطفل وسرعة حصوله على رعاية طبية متخصصة، فبعض حالات الجرعات الأقل من 150 مجم/كجم تكون طفيفة ولا تتطور لديها أعراض، وكل ما تحتاجه وضعها تحت الملاحظة لمدة ١٢ ساعة.
على الجانب الأخر فإن الجرعات التي تزيد عن 300 مجم/كجم قد ينتج عنها خلل شديد في وظائف الجسم يشمل الكبد و الكلى و الجهاز العصبي.
أعراض الجرعة الزائدة من الاسبرين للاطفال
قد تظهر أعراض الجرعة الزائدة من الأسبرين ببطء على الطفل، لكن بمجرد ظهورها يبدأ تدهور حالة الطفل بشكل سريع، ويمكن تقسيم الأعراض التي تظهر من جرعة الاسبرين الزائدة وفق نوعية وجرحة الاسبرين.
- الجرعات أقل من 150 مجم/كجم : قد لا يظهر لها أعراض تسمم بجرعة زائدة من الاسبرين ، لكن في حالة ظهور الأعراض فإنها تكون أعراض غير ملحوظة على الطفل مثل عدم التركيز.
- الجرعات بين 150-300 مجم/كجم : الأعراض تشمل تسارع معدل التنفس بشكل ملحوظ وغير معتاد، طنين الاذن ، القيء و الغثيان.
- الجرعات أعلى من 300 مجم/كجم : ترتبط بحدوث تسمم حاد يؤدي لحدوث تشنجات، ارتفاع غير طبيعي في حرارة الجسم ، و كذلك خلل حاد في النسب الطبيعية لحموضة الدم.
كما يمكن تقسيم أعراض تسمم الاسبرين حسب المدة الزمنية بما يمكننا من التنبؤ بتوقيت تناول الجرعة:
- أول ١٢ ساعة بعد تناول الجرعة الزائدة يحدث فيها تسارع معدل التنفس بشكل كبير.
- بين ١٢-٢٤ ساعة يبدأ الجسم بفقدان محتوى البوتاسيوم و يظهر ذلك بتحاليل الدم.
- بعد ٢٤ ساعة يبدأ ظهور جفاف ويتزايد خلل نسب حمضية الدم الطبيعية.
مع الوضع في الاعتبار أن تسلسل الأعراض الذي يأخذ ٢٤ ساعة في المراهقين والأطفال الأكبر سنا قد لا يستغرق أكثر من ٤-٦ ساعات في الأطفال الأصغر سنا.
الإسعافات الأولية لجرعة زائدة من الاسبرين للاطفال
بمجرد شك الأم في تناول طفلها لجرعة زائدة من دواء اسبرين يجب أن تقوم بالآتي قبل الانتقال بالطفل للمستشفى:
- إبعاد مصدر التسمم عن يد الطفل المصاب، وإبعاد العبوة عن باقي الأطفال في المنزل فوراً.
- التأكد من سلامة المجرى التنفسي للطفل، وانتظام معدل تنفسه، وانتظام ضربات قلبه، و في حالة وجود خلل في أي من هذه المؤشرات يجب على الأم البدء فوراً في إجراءات الإنعاش ودعم الحياة الأساسية للطفل.
- لا داعي لمحاولة إجبار الطفل على التقيؤ أو اعطائه مشروبات منزلية بكميات كبيرة؛ حيث أن هذه الإجراءات ذات فاعلية و تأثير منخفض، واستغلال هذا الوقت الحرج في التحرك نحو المستشفى و الحصول على رعاية طبية له فائدة أكبر.
مع تحرك الأم مع طفلها للمستشفى ينبغي عليها أن تحتفظ بأكبر قدر ممكن من المعلومات التي تساعد طبيب الأطفال في الطوارئ على توقع الجرعة التي تناولها الطفل و نوعية الدواء؛ لذا ينصح ان تأخذ الأم عبوة الدواء التي تناولها الطفل معها لكي يتمكن الأطباء من معرفتها بشكل أسرع، و تجنباً لحدوث أي خطأ ؛ إذ أن بعض الأمهات تحت الضغط و التوتر الشديد الناتج عن القلق يعطين معلومات خاطئة عن اسم الدواء الذي تناوله الطفل.
علاج الجرعة الزائدة من الاسبرين للاطفال في المستشفى
- أولا: يتم إجراء غسيل معدة واستخدام أقراص فحم نشط في حالة وصول الطفل خلال أول أربع ساعات من تناول الجرعة الزائدة، كما قد يتم اللجوء لعمل غسيل أمعاء كامل باستخدام مركب بولي ايثيلين جليكول، وذلك في حالة تناول جرعة كبيرة من أقراص الاسبرين ممتدة المفعول.
- ثانيا : يتم عمل تحاليل لقياس وظائف الكبد و وظائف الكلى، وتحليل غازات الدم ونسب حمضية الدم.
- ثالثا : يتم استخدام دواء بيكربونات الصوديوم بهدف تغيير درجة حمضية البول مما يساعد الكلى على التخلص من جرعة الاسبرين الزائدة بشكل أسرع.
- رابعا : يتم اعطاء محاليل وريدية مناسبة في حالة انخفاض ضغط الدم.
- خامسا : يتم قياس نسبة الجلوكوز في الدم بانتظام بهدف الاكتشاف المبكر لانخفاض السكر في الدم والذي يعتبر من مضاعفات الجرعة الزائدة، بما يجعل التدخل العلاجي المبكر ممكن قبل حدوث مضاعفات انخفاض السكر.
- سادسا : بعض حالات تسمم جرعات الاسبرين العالية قد تحتاج جلسة غسيل كلوي طارئة.
هل يوجد مضاد للسمية لجرعات الاسبرين الزائدة ؟
لا يوجد مضاد سمية لجرعات الاسبرين الزائدة، والعلاج يعتمد بالأساس على التعامل مع الأعراض و العلامات التي تظهر على الطفل.
في النهاية يجب أن تبعدي طفلك عن أدوية والاحتفاظ بأي دواء في المنزل بعيدا عن متناول يده، كما يجب أن تعرفي الجرعات المناسبة لكل دواء قبل إعطائه لطفلك، ولا تنسي أن تستشيري أحد أطبائنا من هنا عن أي شيء يقلقك عن صحة طفلك.