يستخدم بعض الأشخاص المنشطات الرياضية لتعزيز قدرات الأداء الرياضي، غير مدركين خطورة ما يتعاطونه على صحتهم، وإضافة إلى ذلك فإنها ممنوعة في معظم الرياضات تقريبًا، وتعتبر من أساليب الغش والطرق الملتوية للحصول على المراكز الأولى في المسابقات الرياضية، وهي من الممنوعات ويُستبعد من يتعاطاها من هذه المسابقات. وفي هذا المقال سنسرد أهم التفاصيل عن تعريف المنشطات وانواعها واضرارها.
ما هي المنشطات الرياضية؟
يمكننا تعريف المنشطات بأنها مواد تُستخدم لتحسين الأداء الرياضي، وتعرف بالإنجليزية باسم Performance-enhancing drugs، وترجمتها الحرفية الأدوية المعززة للأداء، وتُستخدم هذه الأدوية لتقوية القوة الجسدية والسرعة وقوة التحمل والأداء الرياضي العام.
ويعتبر استخدام هذه المنشطات ممنوعًا وغير أخلاقيًا في معظم الرياضات، ويعتبر من الغش الرياضي الذي قد يسبب استبعاد متعاطي تلك المواد من المسابقات الرياضية، وقد يخضع لعقوبات أخرى مثل الحرمان من المشاركة في المسابقات.
وإضافة إلى ما سبق، تتعدد أضرار المنشطات، إذ تؤثر سلبًا في الصحة سواء أكانت صحة الجسم والأعضاء، أو الصحة النفسية والعقلية، وتوجد العديد من الأبحاث والدراسات المشيرة إلى أضرارها قصيرة وطويلة الأمد، بل وكثيرًا ما سمعنا عن حالات وفاة لرياضيين من لاعبي كمال الأجسام، وارتبطت المنشطات بأسباب الوفاة.
أنواع المنشطات الرياضية
توجد العديد من أنواع المنشطات المُستخدمة من قبل بعض الرياضيين متضمنة الستيرويدات البنّاءة، والهرمونات، وبعض الأدوية مثل ناهضات البيتا ومدرات البول، والمنبهات، وسنتطرق لبعض التفاصيل عن كل نوع فيما يلي:
الستيرويدات البناءة Anabolic steroids
من الستيرويدات البنّاءة هرمون الذكورة التستوستيرون الطبيعي، أو أدوية أخرى صناعية شبيهة به لتعطي نفس المهام، وتُستخدم هذه الأدوية طبيًا لعلاج نقص هرمون الذكورة عند الرجال، لكن يعد التستوستيرون هرمون منشط يستخدمه الرياضيون وخصوصا لاعبي كمال الاجسام أيضًا، وعادة ما تُستخدم النسخ الصناعية منه، إذ يُساعد في تعزيز القوة البدنية والكتلة العضلية، ورفع كفاءة التمارين الرياضية ويحد من التلف الذي يحدث للعضلات في أثناء التمارين.
ومن تلك الستيرويدات أيضًا هرمون ومنشط يستخدمه الرياضيون يسمى أندروستينديون Androstenedione، وهو هرمون طبيعي أيضًا يُفرز في الجسم، وكذلك يُصنّع في المعامل، ويحوله الجسم إلى هرموني التستوستيرون والأستروجين.
هرمون النمو Growth Hormone
يستخدم بعض الرياضيين، خاصة لاعبي كمال الأجسام، هذا الهرمون لزيادة الحجم العضلي وتعزيز القوة البدنية.
الإريثروبويتين Erythropoietin
وهو نوع من الهرمونات المُستخدمة لعلاج الأنيميا عند مصابي أمراض الكلى الشديدة، ويساعد في زيادة عدد كرات الدم الحمراء والهيموجلوبين، ويستخدمه الرياضيون لتعزيز نقل الأكسجين إلى العضلات.
الأدوية مدرات البول
تُستخدم هذه الأدوية في علاج الكثير من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والفشل الكلوي، ويُسِيء الرياضيون استخدامها لفقدان المياه في الجسم وبالتالي فقدان الوزن.
المنبهات
تساعد المنبهات على تعزيز مستويات بعض المواد الكيميائية في الدماغ، وتزيد من ضربات القلب وترفع ضغط الدم، ويستخدمها الرياضيون لإطالة مدة التمرين، والشعور الأقل بالتعب واليقظة والانتباه، ومن المنبهات الشائعة الكافيين ومشروبات الطاقة، وقد تُستخدم عقاقير أخرى بما فيها الممنوعات كالكوكايين.
ما هي المنشطات الرياضية الممنوعة؟
يُمنع استخدام كل المنشطات الرياضية المذكورة تقريبًا باستثناء الكافيين، وتصدر الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات World Anti-Doping Agency (الجهة المعنية لهذا الشأن عالميًا) قائمة سنوية بفئة المنشطات وقائمة بما تحتويه كل فئة من مواد متعاطاه كما هو موضح في المصادر.
أضرار المنشطات الرياضية
لا تخلو المنشطات المستخدمة من قبل الرياضيين من الأضرار الجسيمة سواء على المدى القريب أو البعيد، وفيما يلي قائمة بأبرز أضرار المنشطات المذكورة في المصادر:
أضرار الستيرويدات البناءة
قد تسبب تلك المنشطات أضرارًا مثل:
- حب الشباب.
- الصلع.
- تلف الكبد والسرطان.
- العقم.
- ضمور الخصيتين عند الرجال.
- التثدي عند الرجال.
- تضخم البروستاتا.
- ظهور الصفات الذكورية عند الإناث مثل عمق الصوت ونمو الشعر في مناطق متفرقة من الجسم.
- عدم انتظام الدورة الشهرية عند الإناث، وتضخم أجزاء من الأعضاء التناسلية.
- ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار وانخفاض مستويات النوع النافع.
- ارتفاع ضغط الدم.
- أمراض القلب وتدفق الدم.
- الاكتئاب.
- الإدمان.
- أمراض منقولة عن طريق الدم عند مشاركة الحقن.
- العصبية والعنف.
- تورم وتمزق في الأوتار.
أضرار هرمون النمو كمنشط
من أضرار تعاطيه كمنشط رياضي ما يلي:
- تراكم السوائل في الجسم.
- آلام المفاصل.
- ضعف في العضلات.
- السكري.
- صعوبات في الرؤية.
- تضخم في عضلة القلب.
- متلازمة النفق الرسغي.
- ارتفاع ضغط الدم.
أضرار الإريثروبويتين
قد يزيد هذا الهرمون من زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بما فيها النوبة القلبية، وكذلك السكتات الدماغية وانسداد الشرايين الرئوية.
أضرار مدرات البول كمنشطات
من الأعراض الجانبية لهذه الأدوية ما يلي:
- فقدان سوائل الجسم ما قد يؤدي إلى الجفاف.
- التقلصات العضلية.
- الشعور بالضعف والإغماء.
- انخفاض مستويات البوتاسيوم.
- انخفاض ضغط الدم.
أضرار المنبهات كمنشطات
من المحتمل أن تسبب المنبهات آثارًا جابية عكسية تؤثر سلبًا في أداء الشخص الرياضي مثل:
- فقدان التركيز بسبب الشعور بالعصبية.
- صعوبات النوم.
- الجفاف.
- ضربة الشمس، وتحدث عندما يسخن الجسم بصورة بالغة ولا يستطيع تبريد نفسه.
- الإدمان للحصول على نفس التأثير.
- تسارع ضربات القلب.
- الارتعاش.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الهلوسة.
- النوبة القلبية والسكتة الدماغية.
الفرق بين المنشطات الرياضية والمكملات الغذائية
المنشطات الرياضية -كما ذكرنا في هذا المقال- هي مواد يساء استخدامها لتعزيز الأداء الرياضي، وهي ممنوعة في كل الرياضات تقريبًا، أما المكملات الغذائية فهي خليط من المواد الغذائية مثل البروتين والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن تهدف إلى رفع مستوى مركب ما في الجسم، وتوصف طبيًا لتعويض نقص هذه العناصر الغذائية في الجسم، ويستخدمها لاعبو كمال الأجسام لتحقيق أهدافهم من التمرين كزيادة الكتلة العضلية وزيادة الطاقة، وضررها أخف من المنشطات.
لكن رغم ذلك، فقد تسبب الجرعات الزائدة عن الحد من المكملات خطورة على الجسم مثل مشكلات الكلى والكبد وارتفاع مستويات المعادن والفيتامينات في الجسم، ويجب استخدام المكملات الغذائية تحت الإشراف الطبي كمتخصصي التغذية الحاصلين على شهادات علمية في هذا المجال، كما أنه لا داعى للجوء إليها ما دام الشخص يحصل على ما يكفيه من الطعام يوميًا.
باختصار تزداد أضرار المنشطات الرياضية عن منافعها، ولذلك لا يجب الانسياق ورائها لمجرد تحسين شكل الجسم وابتغاء النتائج السريعة والاعتقاد بتعزيز الأداء الرياضي بصورة دائمة، ولا يجب استخدامها في غير استخداماتها الطبية المتعارف عليها، وتحت إشراف الفريق الطبي بالكامل.