قد تشعر بالاستغراب حينما تسمع عن وجود نوع من التقنيات تعرضك للبرد في درجات حرارة منخفضة جدا لعلاج بعض الأمراض! العلاج بالتبريد أصبح شائع جدا ومتداول حول العالم وأصبح تقنية يلجأ بها الكثيرون هذه الأيام، فما هو؟ وما الأمراض التي يعالجها تحديدا؟ وهل له مخاطر صحية؟ تابع معنا.
ما هو العلاج بالتبريد Cryotherapy؟
هو تقنية تستخدم درجات حرارة منخفضة جدا تقترب من التجميد ويتعرض لها الجسم لعدة دقائق، ويمكن تعريض الجسم كله لهذا البرد أو يمكن استهداف منطقة معينة من الجسم، ويمكن اعتبار هذه التقنية من تقنيات الطب الحديثة الآمنة نسبيا والتي يمكن أن تساعد على علاج عدة أمراض خلال جلسة واحدة أو خلال عدة جلسات.
أنواع العلاج بالتبريد
هناك في الحقيقة عدة أنواع من هذا العلاج ولكنها تتبع نفس آلية العمل، وتشمل هذه الأنواع ما يلي:
التبريد للجسم بالكامل
وهي أحدث تقنية حيث يتم استخدام غرفة مغلقة مثل غرف الساونا (وتسمى هذا النوع أيضا الساونا المثلجة) حيث يتم تبريد هذه الغرفة باستخدام النيتروجين السائل والذي تتراوح درجة حرارته السالبة من 93 – 143 درجة تحت الصفر، ويتم وضع المريض في هذه الغرفة من دقيقتين لـ 4 دقائق.
وحتى يتم حماية المريض من قضمة الصقيع يجب أن يرتدي قفازات وملابس السباحة وجوارب وحافظات للأذن والفم، هذا النوع يعتبر أكثر شيوعا بين الرياضيين للمساعدة على تخفيف تشنج العضلات والحفاظ على نشاط الدورة الدموية.
التبريد الجزئي
هذا النوع يستخدم جهاز يسمى الساونا الباردة أو الساونا المثلجة، وهي عبارة عن جهاز يشبه الغرفة الصغيرة المغلقة مع وجود فتحة في الأعلى تسمح ببقاء الرأس خارج الجهاز، هذا النوع يختلف عن غرف التبريد للجسم بالكامل في أنه يستخدم بخار النيتروجين السائل.
العلاج بالتبريد الداخلي
وهذا النوع يستخدمه الجراحون لاستهداف أجزاء الجسم الداخلية وهو شائع لعلاج بعض أنواع السرطان، وأعضاء الجسم التي يمكن استخدام المعالجة بالبرد عليها هي القلب والرئتين والبروستاتا والمبايض.
العلاج الموضعي بالتجميد
يستخدم في هذا النوع بخاخ يحتوي على نيتروجين سائل يستهدف أجزاء خارجية من الجسم وهو النوع الأكثر شيوعا مؤخرا لعلاج الأورام الحميدة السطحية على الجلد مثل الشامات الحميدة أو الزوائد الجلدية، ويسمى أيضا الكي بالتبريد.
فوائد العلاج بالتبريد
هناك العديد من الأبحاث التي تمت على هذه التقنية ومازالت هناك العديد من الدراسات الجارية أيضا لبحث فوائد المعالجة بالتبريد، وهذه بعض الفوائد المقترحة:
- علاج العضلات وتخفيف الألم.
- فقدان الوزن.
- تخفيف الالتهابات في الجسم.
- الوقاية من الخرف وألزهايمر.
- الوقاية من السرطان وعلاجه.
- بعض الأبحاث اقترحت فوائده للوقاية من الاكتئاب والقلق وعلاجه وتحسين الحالة المزاجية.
- تحسين أعراض الإكزيما.
- علاج الصداع النصفي.
- علاج ألم الأعصاب.
- تخفيف آلام المفاصل.
- علاج الأورام السرطانية الأقل خطورة.
- علاج التهاب الجلد التأتبي ومشاكل الجلد الأخرى.
- تحسين أداء الرياضيين.
اقرأ المزيد عن فوائد علاج التبريد بالتفصيل والأمراض التي يعالجها
محاذير العلاج بالتبريد
بعض الأشخاص لا يجب عليهم أبدا تجربة المعالجة بالبرد وهم الذين يعانون من:
- أمراض الجهاز التنفسي.
- الأزمة القلبية.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الذبحة الصدرية.
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- اضطرابات الدورة الدموية مثل أمراض الأوعية الدموية الطرفية.
- الإصابة السابقة بسكتة دماغية أو نزيف الدماغ.
- الإصابة السابقة بالنوبات التشنجية.
- ظاهرة رينود.
- اضطربات النزيف.
- مرض الكلى المزمن أو الحاد.
- وجود أجزاء معدنية داخل الجسم مثل الأطراف أو المفاصل الصناعية.
- الأطفال أقل من 18 سنة.
- الحساسية من البرد.
- السكري أو أي مرض يؤثر على الأعصاب.
الآثار الجانبية للعلاج بالتبريد
حتى الآن تعتبر هذه التقنية آمنة بشكل عام، إلا أنها قد تشمل بعض الآثار الجانبية المؤقتة بعد العلاج والتي من المفترض أن تختفي خلال 24 ساعة، وتشمل هذه الآثار الوخز والتنميل، والاحمرار، وتهيج الجلد.
ولكن يجب أن تلتزم بالجلسات المحددة ومدتها التي يحددها الطبيب ويجب أن تبحث عن مركز موثوق يتم اتباع التوصيات العالمية في لتطبيق هذا النوع من العلاج.
مخاطر العلاج بالتبريد
يمكن تقسيم هذه المخاطر المقترحة لـ 3 أنواع: المضاعفات الحادة أو الفورية وتشمل الصداع والألم وتكوين البثور على الجلد، والمضاعفات المتأخرة وتشمل النزيف والعدوى، ومضاعفات على المدى الطويل وتشمل حبوب صغيرة تشبه التكيسات تحت الجلد، وفرط التصبغ في الجلد، وتغيرات في الإحساس.
وأخيرا ما يجب أن تعرفه هو أن العلاج بالتبريد تعتبر تقنية حديثة نسبيا خاصة تقنية علاج الجسم بالكامل، فحتى الآن لم يتم الإبلاغ عن مشاكل أو مخاطر تخص الأشخاص الأصحاء، إلا أنه لازال هناك الكثير من الأبحاث والدراسات التي يجب أن تتم لإثبات فعالية هذه التقنية ونجاحها التام لعلاج بعض الأمراض، ونذكرك بضرورة استشارة الطبيب قبل القيام بتجربة هذه التقنية.