انتشر مؤخرًا ما يعرف بالعلاج باستخدام الخلايا الجذعية وهي عبارة عن خلايا غير ناضجة تتحول وتنضج إلى أي نوع من الخلايا وفقًا لحاجة الجسم، وانتشرت دراسات كثيرة عن مفهوم استخدامها في علاج الكثير من الأمراض بما فيها علاج السرطان بالخلايا الجذعية، سنتعرف في السطور الآتية على بعض المعلومات حول هذا الموضوع.
كيفية حدوث السرطان
يحدث السرطان بسبب تغيرات في الجينات المتحكمة في وظائف الخلايا، وتحديدًا كيفية النمو والانقسام، وتحدث هذه التغيرات بسبب أخطاء في أثناء انقسام الخلايا، أو تعرض الجسم لمواد ضارة تسببت في تلف الحمض النووي للخلية، ما يؤدي لحدوث طفرات وتطور خلايا سرطانية تنقسم بصورة سريعة وغير مسيطر عليها.
ويشير أحد المصادر إلى وجود ما يعرف بالخلايا الجذعية السرطانية Cancer Stem Cells، وهي الخلايا التي ينشأ منها السرطان، وتتضاعف بشدة، ويُعتقد أنها السبب في الانتكاس بعد العلاج، إذ يوضح مصدر آخر أنها قد تكون مقاومة للعلاج الكيماوي، ويؤدي فهم طبيعة هذه الخلايا بصورة أعمق إلى استخدام أفضل لعلاجات السرطان المطروحة وتجنب عودته مجددًا.
هل الخلايا الجذعية تعالج السرطان؟
تشير المصادر إلى أن علاج السرطان بالخلايا الجذعية يتم بطريقتين:
استبدال خلايا نخاع العظام المُدمَرة
وهذه طريقة غير مباشرة، إذ يتم استبدال الخلايا الموجودة في نخاع العظم التي تدمرت بسبب السرطان نفسه، أو نتيجة الحصول على العلاج الكيماوي أو الإشعاعي بجرعات عالية للغاية ما يسبب توقف نخاع العظام على إنتاج كرات دم حمراء لفترة من الوقت، ويتم زراعة الخلايا الجذعية الصحيحة والتي تعد بمثابة المُنقذ لنخاع العظم.
ويشير أحد المصادر إلى أن هذه الطريقة قد تمكّن الأطباء من استخدام جرعات أعلى من العلاج الكيماوي لقتل الخلايا السرطانية، ثم زراعة الخلايا الجذعية كي تنضج إلى خلايا دم طبيعية خالية من السرطان.
استخدام الخلايا الجذعية في علاج السرطان مباشرة
يوضح أحد المصادر إمكانية استخدام الخلايا الجذعية لعلاج السرطان مباشرة إذا تم الحصول عليها من متبرع (شخص آخر غير مصاب بالسرطان)، وقد تساعد هذه الطريقة أيضًا في قتل الخلايا السرطانية مباشرة بصورة أفضل من الخلايا المناعية للمريض نفسه -إضافة إلى استبدال الخلايا الجذعية التالفة كما أوضحنا في الفقرة السابقة-، وتُستخدم هذه الطريقة في علاج بعض أنواع السرطان مثل أنواع معينة من اللوكيميا leukemia والورم النخاعي المتعدد multiple myeloma.
ويُسمى هذا التأثير بالطُعم مقابل السرطان graft-versus-cancer أو الطُعم مقابل اللوكيميا graft-versus-leukemia، حيث يُشير مصطلح “الطعم Graft” إلى الخلايا الجذعية التي تم الحصول عليها من المتبرع. وبحسب ما وُرد في المصادر، يساعد هذا التأثير على تعويض الخلايا الجذعية التالفة للمريض وقتل الخلايا السرطانية كما ذكرنا، ويُستخدم مع العلاجات الأخرى للسرطان لتحسين فرص نجاحها.
من يمكنه الخضوع لعلاج السرطان بالخلايا الجذعية؟
يشير أحد المصادر إلى أن علاج السرطان بالخلايا الجذعية عادة ما يُستخدم لمرضى سرطان الدم (اللوكيميا leukemia)، وسرطان الغدد الليمفاوية lymphoma، والورم الأرومي العصبي neuroblastoma، والورم النخاعي المتعدد multiple myeloma.
وما زالت الدرسات والتجارب السريرية قائمة لمعرفة تأثير العلاج بالخلايا الجذعية للسرطان بأنواعه الأخرى.
الأعراض الجانبية المحتملة
قبل الخضوع لعملية نقل الخلايا الجذعية، يخضع المريض للعلاج الكيماوي أولًا والذي يسبب العديد من الأعراض الجانبية مثل الشعور بالغثيان والقيء والإرهاق والنزيف والإصابة بالعدوى.
وقد يُصاب المريض بمرض يسمى داء الطعم حيال المضيف graft-versus-host disease، حيث تهاجم الخلايا البيضاء التي تم نقلها من المتبرع خلايا الجسم خطئًا، ما يؤثر بالسلب في الأعضاء المختلفة مثل الجلد والكبد والأمعاء، ويمكن علاج هذا المرض بالكورتيزون أو الأدوية الأخرى المثبطة للمناعة.
ويوضح أحد المصادر أنه كلما وافقت خلايا المتبرع خلايا المريض، كان المريض أقل عُرضة للإصابة بهذا الألم، وقد يصف الطبيب بعض الأدوية المثبطة للمناعة لتجنب هذا المرض قبل البدء في العلاج بالخلايا الجذعية.
كيف يؤثر علاج السرطان بالخلايا الجذعية في المريض؟
يختلف تأثير علاج السرطان بالخلايا الجذعية في المرضى بطرق مختلفة تعتمد بصورة كبيرة على العديد من العوامل وأهمها:
- نوع عملية زراعة الخلايا الجذعية.
- الجرعات العلاجية التي حصل المريض عليها قبل علاج السرطان بالخلايا الجذعية.
- مدى استجابة المريض للجرعات العلاجية العالية.
- درجة تقدم السرطان.
- صحة المريض العامة قبل الخضوع للعلاج.
ونظرًا لهذه العوامل، لا يستطيع الفريق الطبي الجزم بما سوف يشعر به المريض في أثناء خضوعه للعلاج بالخلايا الجذعية.
قرار علاج السرطان بالخلايا الجذعية
لا يعد قرار علاج السرطان بالخلايا الجذعية أمرًا سهلًا وبسيطًا رغم نجاحه عند بعض المرضى، إذ يتم توعية المريض أولًا بكافة التفاصيل اللازمة عن هذا النوع من العلاج بما فيه مخاطره ومضاعفاته، ولذلك يتم تقييم الحالة جيدًا ومقارنة مخاطره بمخاطر السرطان نفسه، إضافة إلى تحديد العوامل التي تؤثر في قرار العلاج مثل نوع السرطان ومرحلته وعمر المريض وصحته العامة.