يعد الإلكتروليت أساسيًا للجسم لتوازن العمليات الحيوية مثل التفاعلات الكيميائية في الجسم والحفاظ على توازن السوائل داخل الخلايا وخارجها، وقد تكون أحد الأساليب التشخيصية للعديد من الأمراض والحالات الصحية، وسنتعرف في السطور الآتية على أهم التفاصيل عنها.
ما هو الإلكتروليت؟
معنى electrolyte بالعربي هو الكهرل، والكهارل هي مواد تعطي شحنات موجبة أو سالبة عند إذابتها في الماء، وهي أساسية للحياة نظرًا لأهميتها في عمليات الجسم الحيوية؛ إذ لها دور رئيسي في وظائف الأعصاب والعضلات، والمحافظة على رطوبة الجسم، وتوازن حموضة وضغط الدم، وكذلك تساعد في إصلاح الأنسجة التالفة.
يحتوي جسم الإنسان البالغ على حوالي 60% من الماء، ويشير ذلك إلى أن كل خلية أو سائل في الجسم يحتوي على الإليكتروليت، كما أننا نحصل عليها من المواد الغذائية التي نتناولها يوميًا، وتعمل الكلى على فلترة الزائد منها عن حاجة الجسم وطرده عن طريق البول. ومن أمثلة الكهارل في جسم الإنسان الصوديوم، والكالسيوم والبيكربونات والمغنسيوم والكلور والفوسفات.
وظائف الإلكتروليت
فيما يلي أهم الوظائف الحيوية للكهارل في الجسم:
- وظائف الأعصاب، إذ يتحرك الصوديوم بداخل الخلايا العصبية لتوليد الإشارات العصبية التي تتحرك من الدماغ إلى باقي أعضاء الجسم.
- انقباض وانبساط العضلات، إذ يعد الكالسيوم ضروريًا لانقباض العضلات، بينما يسمح المغنسيوم بانبساطها.
- الحفاظ على مستويات السوائل، فيلعب الصوديوم دورًا حاسمًا في مساعدة الخلايا على الحفاظ على التوازن المناسب للسوائل، ويساعد الخلايا في امتصاص العناصر الغذائية، بل يعد الصوديوم أكثر العناصر المتوفرة في الجسم.
- توازن معدل pH الداخلي للجسم، والـ pH هو مقياس لدرجة حموضة أو قلوية الجسم من 0 إلى 14، ويشير الرقم 7 إلى وسطية هذا المعدل، فلا يكون السائل قلويًا أو حامضيًا، وعادة ما يكون المستوى الطبيعي لهذا المقياس في الجسم ما بين 7.35 و7.45، أما إن زاد أو نقص عن ذلك فإنه قد يشير إلى وجود مشكلة صحية.
اختلال توازن الإلكتروليت
يحدث اختلال توازن الإلكتروليت عند ارتفاع أو انخفاض مستويات الإليكتروليتات عن المعدلات الطبيعية في الجسم، وترتبط مستوياته بمستويات الماء، فعلى سبيل المثال، قد يفقد الجسم الصوديوم والبوتاسيوم في العرق الغزير مع التمارين الرياضية، وكذلك قد يحدث اختلال في توازن الإليكتروليت بعد أعراض مثل القيء أو الإسهال الشديد، وبالطبع ينبغي تعويض المفقود لاستعادة هذا التوازن مجددًا.
أعراض اختلال توازن الإلكتروليت
تعتمد الأعراض على نوع الكهرل الذي تأثرت مستوياته في الجسم، وما إذا كانت مرتفعة أم منخفضة، وفيما يلي بعض الأعراض العامة التي قد يعانيها المريض:
- الصداع الشديد.
- الارتباك والاضطراب.
- الغثيان والقيء.
- الإسهال أو الإمساك.
- تسارع ضربات القلب.
- تشنجات العضلات.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- الخدر أو الوخز في الأطراف والأصابع.
أسباب اختلال توازن الإلكتروليت
يوجد العديد من الأسباب المحتملة لاختلال توازن الكهارل مثل:
- العرق الشديد والجفاف بعد التمارين الرياضية.
- سوء التغذية.
- القيء أو الإسهال الشديدين.
- فشل القلب الاحتقاني.
- العلاج الكيماوي.
- أدوية مثل مدرات البول.
- أمراض الكلى.
- الجفاف الشديد.
تحليل electrolytes لتبين اختلال التوازن
يمكن اكتشاف اختلال توازن الكهارل عن طريق العديد من الفحوصات، إذ قد يُطلب هذا التحليل كتحليل روتيني في أثناء الفحوصات الطبيعية، أو إذا كان المريض في المستشفى، أو يعاني المريض من مشكلات صحية معينة، أو يتناول المريض أنواع معينة من الأدوية.
وتقاس مستويات الكهارل بمللي مول لكل لتر، وفي حال تبين هذه المستويات عالية أو منخفضة، تتم متابعتها بصفة دورية لحين عودتها إلى طبيعتها، وفي حال ارتاب الطبيب في وجود اختلال في التوازن الحمضي القلوي فقد يطلب تحليل مستويات الغازات في الدم كمستوى الأكسجين وثاني أكسيد الكربون. وبناء على حالة المريض قد يطلب تحاليل أخرى مثل:
- تحليل الألدوستيرون في الدم أو البول.
- تحليل مستويات الكلور في الدم والبول.
- تحليل مستويات المغنيسيوم في الدم.
- اختبار الأسمولية في البول.
- تحليل الفسفور في الدم والبول.
- تحليل الصوديوم في الدم والبول.
- تحليل تركيز البول.
وإضافة إلى ما سبق، قد يطلب الطبيب أيضًا بعض التحاليل الأخرى التي قد تشير إلى وجود خلل في توازن الكهارل مثل تحليل نسبة نيتروجين اليوريا، وتحليل مستويات السكر، وتحليل الألبيومين، ونسبة الصفراء، وبروتينات الدم.
علاج اختلال توازن الإلكتروليت
يهدف العلاج بصفة عامة إلى استعادة مستويات الكهارل إلى طبيعتها، فإذا كانت المستويات مرتفعة، يتم علاج السبب الأساسي، أما إذا فقد الجسم الكثير من السوائل فقد يكون العلاج المحاليل الوريدية، وتعويض العناصر المفقودة في الجسم، وبصفة عامة، إذا كانت الأعراض شديدة، فإن ذلك يتطلب نقل المريض للمستشفى.