انتشر حديثا علاج الحمى الروماتزمية بحقن البنسلين طويل المفعول ، وقلق الآباء حول مضاعفات المرض، ولكن ما حقيقة هذا الأمر ؟؟ هل أي عدوى باللوزتين للأطفال أو التهاب بالحلق يصاحبها شبح الحمى الروماتيزمية؟ وما الذي يؤكد الإصابة بهذه الحمى؟ وهل ظهور اعراض الحمى الروماتيزمية يكفي أم هناك فحوصات ضرورية للتأكد؟
هل التهاب اللوزتين دائما يسبب الحمى الروماتيزمية؟
في واقع الأمر لا، فإن حدوث الحمى الروماتيزمية تتبع نوع واحد من البكتيريا التي تصيب الحلق، وهو ما يسمى ” الميكروب السبحي “، وهناك أنواع كثيرة شائعة من البكتيريا والفيروسات قد تسبب التهاب الحلق ولا تسبب الحمي الروماتزمية.
فالإصابة بالميكروب السبحي قد تحدث مرارا وتكرارا، ولكن عدم العلاج الفعال لالتهاب اللوزتين، هو الذي يؤدي إلى تطور حدوث الحمي الروماتزمية.
لذلك ينصح عند إصابة الطفل بـالتهاب الحلق واللوزتين، بأخذ العلاج المناسب كاملا ولا يتم إيقاف العلاج بمجرد التحسن المبدئي للطفل، فذلك يؤدي إلى عدم التخلص الكامل من الميكروب الذي يصبح كامنا وينتهز أي فرصة قد تضعف بها مناعة الطفل لينشط من جديد.
اعراض الحمى الروماتيزمية
بعد التحاليل الطبية التي يجب القيام بها للتأكد من وجود اعراض الحمى الروماتيزمية كآلام المفاصل، أو الخمول العام الذي يتبعه عدوى الحلق سببها بالفعل الحمى الروماتزمية، فإن الأعراض المميزة لهذه الحمى عبارة عن:
- تورم وألام بالمفاصل وهذه الإصابة تتنقل من مفصل لآخر.
- قد يظهر طفح جلدي.
- حركة غير طبيعة باليد قد تشبه الرعشة.
لابد من إجراء فحص الموجات الصوتية على القلب لملاحظة أي تغير بصمامات القلب، فظهور اعراض الحمى الروماتيزمية والنتائج الإيجابية للفحوصات هو الدليل الوحيد علي تشخيص الحمى الروماتيزمية.
السبب الحقيقي وراء الحمى الروماتيزمية
السبب الحقيقي لهذه الحمى هو رد فعل المناعة تجاه أنسحة الجسم واعتبارها جسم غريب، وذلك لوجود تشابه بين تركيبها وتركيب الميكروب المسبب لالتهاب الحلق، فيبدأ الجسم بصنع أجسام مضادة تهاجم أنسجة الجسم بدلا من الميكروب، ومن أهم مضاعفات هذه الحمى هي إصابة صمامات القلب بالضيق أو الارتجاع.
التحاليل المطلوبة لتشخيص الحمى الروماتيزمية
مسحة الحلق
وهي عبارة عن أخذ عينة من السوائل المحيطة باللوزتين والحلق، وزرعها بطريقة خاصة لعزل الميكروب، والتأكد أنه هو النوع المسئول عن حدوث هذه الحمى.
ومن أهم الاحتياطات، أن يتم أخذ هذه المسحة قبل التعرض لأي علاج، وخصوصا المضادات الحيوية، مما قد يؤثر على دقة النتائج.
وهذا التحليل هو إجراء معملي بسيط يتم عن طريق أخصائي المعمل، ولا يأخد غير بضع ثوان، ويحتاج فقط لاطمئنان الطفل وتثبيته جيدا وفتح فمه لأخد المسحة وهي غير مؤلمة تماما.
أخد عينة من الدم
ويتم بها قياس نسبة مواد معينة تظهر عند الاصابة بالعدوي وهي :
نسبة الأجسام المضادة ASOT
هذا تحليل ASOT يعتمد على قياس نسبة الأجسام المضادة الناتجة لمواجهة سموم يفرزها الميكروب السبحي، حيث تبدأ النسبة في الزيادة بعد حوالي أسبوع أو أسبوعين من بدء الإصابة بالتهاب الحلق، وتستمر في الزيادة لتصل لأعلي معدل في خلال شهر، ثم تبدأ بالانخفاض تدريجيا، وقد يحدث استمرار ارتفاع نسبة هذه الأجسام المضادة لمدة 6 أشهر.
ويتم الأخذ في الاعتبار أن نسبة هذه الأجسام المضادة واستمرار وجودها في الدم، ليس له علاقة بحدة المرض ولا يتم الاعتماد عليها في التبنؤ بحدوث مضاعفات.
فأهمية التحليل الإيجابي هو التأكد من وجود الحمى في وجود أعراض المرض من التهاب المفاصل وتورمهما المتنقل من مفصل لآخر، أو سماع صوت لغط على القلب عند الفحص الاكلينيكي، والنسبة الطبيعة تصل إلى 200 ، ويجب منع الأكل لمدة 6 ساعات قبل أخذ عينة الدم.
بروتين C التفاعلي CRP
هو اختبار عام لإثبات وجود عدوى، وغير مخصص لنوع معين من الميكروبات، ويتم متابعة الاستجابة للعلاج بملاحظة انخفاض نسبته من حين لآخر، ولا يحتاج لاحتياطات أو صيام .
سرعة الترسيب ESR
هو اختبار عام مرتبط بوجود عدوى بالدم، ولكن ليس مرتبط بنوع معين من مسببات العدوى، فالنتائج الإيجابية وارتفاع نسبته تدعم التشخيص فقط، ويجب الوضع في الاعتبار أن بعض الأدوية تغير نسبته الحقيقية، فنجد أن فيتامين A ، والدواء الموسع للشعب الهوائية، قد يسبب ارتفاع كاذب في نسبة الترسيب، في حين أن الأسبرين و الكورتيزون قد يعطي انخفاض كاذب أيضا في النسبة.
في النهاية ، وحتى يتم أخذ عينة الدم بشكل سليم، يجب تهدئة الطفل وإذا كان عمره مناسب يمكن شرح خطوات الاختبار له، ولا داعي للكذب بأنه غير مؤلم، فإخبار الطفل أنه سوف يشعر بألم بسيط، يحافظ على الثقة بينكما، ويمكنك استشارة أحد أطبائنا من هنا عن هذه الفحوصات.
اقرأ أيضا:
- علاج الحمى العادية بأبسط الطرق في المنزل
- حمى الروماتويد والفرق بينها وبين الحمى الروماتزمية
- متى يكون ارتفاع درجة حرارة الطفل خطير؟