يُعتبر التهاب البروستاتا من أشهر الأمراض التي تُصيب الرجال، لذا وحرصاً منا على صحتكم أعددنا لكم دليل شامل ومفصل لتتعرفوا على كل المعلومات الهامة عن مرض التهاب البروستاتا وأعراضه وأسباب حدوثه ومن هم أكثر عرضة للإصابة به، بالإضافة إلى طرق تشخيصه ومدى خطورته وتأثيره على الحمل ومعلومات أخرى عديدة وهامة، فاحرصوا على المتابعة وقراءة الفقرات التالية.
ما هو التهاب البروستاتا؟
التهاب البروستاتا (بالإنجليزية Prostatitis) هو اضطراب يُصيب غدة البروستاتا يتسبب في التهابها، وعادة ما ينتج عن هذه الحالة صعوبة وألم عند التبول، وأيضاً الشعور بالألم في منطقة الحوض والأعضاء التناسلية. ويمكن أن تتسبب الالتهابات أو العدوى البكتيرية في بعض حالات التهاب البروستاتا، ولكن ليس جميع الحالات.
أنواع التهاب البروستاتا
تتضمن أنواع التهاب البروستاتا ما يلي:
- التهاب البروستاتا المزمن Chronic prostatitis: يُعتبر أشهر أنواع حالة الالتهاب في البروستاتا وعادة ما يستمر لعدة أشهر.
- التهاب البروستاتا البكتيري الحاد Acute bacterial prostatitis: يُعتبر أخطر وأشد الأنواع ولكنه أيضاً أقل الأنواع شيوعاً، ويحدث نتيجة عدوى بكتيرية. ويظهر بشكل مفاجئ مصحوب بأعراض حادة مثل الحمى والسائل المنوي الدموي، ويحتاج هذا النوع للعلاج على الفور.
- التهاب البروستاتا البكتيري المزمن Chronic bacterial prostatitis: هو نوع أقل حدة وأقل شيوعاً ويمكن أن يظهر ويختفي مع مرور الوقت، وأعراضه مشابهة لأعراض النوع الحاد ولكنها تكون أقل حدة.
- التهاب بروستاتا بدون أعراض Asymptomatic prostatitis: هو نوع عادة ما يتم اكتشافه أثناء عمل فحوصات غير متعلقة أو مرتبطة بالتهاب البروستاتا، وكما يوحي الاسم يكون هذا النوع غير مصحوب بأي أعراض تدل عليه. وهذا النوع عادة لا يتطلب علاج نظراً لاختفاء الأعراض.
اعراض التهاب البروستاتا
يطرح العديد من الرجال سؤال كيف أعرف أن عندي التهاب البروستاتا؟ وما هي علامات الإصابة به؟ حسناً يجب التنويه إلى أن أعراض وعلامات التهاب البروستاتا تتوقف على نوع الالتهاب وحدته، وتتضمن أبرز الأعراض الشائعة والمشتركة ما يلي:
- الشعور بالألم أو الحرقان أثناء التبول.
- مواجهة صعوبة في التبول (نزول قطرات بمعدل بطيء أو تردد).
- التبول بكثرة أثناء الليل.
- وجود رغبة ملحة في التبول.
- نزول بول غائم.
- وجود دم في البول.
- ألم في البطن.
- ألم في الفخذ وأسفل الظهر.
- ألم في المنطقة ما بين كيس الصفن والمستقيم.
- ألم أو شعور بعدم الراحة في القضيب أو الخصيتين.
- ألم عند القذف.
- فقدان الدافع أو الرغبة الجنسية.
- حمى ورعشة وآلام في العضلات.
- أعراض أخرى مشابهة لأعراض الإنفلونزا.
- إفرازات أو خراج من مجرى البول.
- التهاب المسالك البولية بشكل متكرر.
ويُنصح باستشارة الطبيب على الفور عند ظهور أيٍ من الأعراض التالية:
- عدم القدرة على التبول.
- صعوبة وألم عند التبول مصحوب بجمى.
- وجود دم في البول.
- ألم وعدم راحة في منطقة الحوض أو الأعضاء التناسلية.
أسباب التهاب البروستاتا عند الرجال
تتضمن أبرز أسباب حدوث التهاب في البروستات وجود بكتيريا، والتي يمكن أن تتسبب أيضاً في الإصابة بالتهاب في المثانة والمسالك البولية. ومن أشهر أنواع البكتيريا التي قد تتسبب في حدوث العديد من حالات التهاب البروستاتا لدى الرجال ما بعد عمر الخامسة والثلاثين هي بكتيريا إي كولاي.
ويمكن أن تتسبب بعض الأمراض المنقولة جنسياً مثل السيلان والكلاميديا في حدوث بعض أنواع التهاب البروستات البكتيري. وفي العديد من الحالات المصابة بالتهاب البروستاتا المزمن لا يتم معرفة سبب الإصابة، ولكن يُعتقد أنها مرتبطة بحدوث إصابات في البروستاتا أو وجود مشاكل صحية في الجهاز المناعي.
عوامل خطر الإصابة بالتهاب البروستات
جدير بالذكر أن التهاب البروستاتا يمكن أن يحدث في أي عمر، ولكن تزداد حالات الإصابة به ما بين عمري 20 و40 عام وفي الأشخاص أكبر من 70 عام. ويُعتبر التهاب البروستات أشهر مشاكل المسالك البولية التي تُصيب الرجال تحت عمر الخمسين.
كما توجد عوامل أخرى يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بهذا الالتهاب منها:
- تركيب قسطرة بولية.
- وجود التهاب أو عدوى في المثانة.
- وجود إصابة في الحوض.
- الإصابة من قبل بالتهاب في البروستاتا.
- تضخم البروستاتا.
- ممارسة العلاقة الجنسية بدون واقي ذكري أو طريق أخرى لمنع الحمل.
- أن يكون الشخص إيجابي (حامل) لفيروس نقص المناعة البشري HIV.
- وجود حصوات في البروستاتا.
- احتباس البول.
كيف يتم تشخيص التهاب البروستاتا؟
في حالة الشك بالإصابة بالتهاب في البروستاتا قم بحجز موعد مع الطبيب، حيث يقوم الطبيب باستبعاد أي أسباب أخرى يمكن أن تتسبب في ظهور الأعراض الموجودة مثل حالات تضخم البروستاتا والتهاب المثانة. ويقوم الطبيب بتقييم الأعراض وعمل فحص جسدي. وتتضمن الفحوصات التشخيصية ما يلي:
- فحص المستقيم الرقمي: يقوم الطبيب بإدخال إصبع مشحم (مغطى بقفاز) داخل المستقيم لفحص غدة البروستاتا للتأكد من الألم والتورم. وقد يتضمن هذا الفحص عمل مساج للبروستاتا لجمع عينة من السائل المنوي.
- فحوصات الدم: يتم القيام بفحص الدم لقياس مستوى بروتين PSA (بروتين يتم صنع بواسطة غدة البروستاتا)، حيث أن ارتفاع مستويات هذا البروتين يُشير إلى احتمال الإصابة بالتهاب في البروستاتا أو تصخم البروستاتا أو سرطان البروستاتا.
- منظار المثانة Cystoscopy: عادة ما يُستخدم منظار المثانة للبحث عن مشاكل المسالك البولية الأخرى، وليس لتشخيص حالة الالتهاب. وعادة ما يستخدم الطبيب المنظار للنظر داخل المثانة والإحليل لتكوين نظرة عن المشكلة.
- الموجات فوق الصوتية عبر المستقيم Transrectal ultrasound: يخضع الرجال الذين يعانون من الالتهاب البكتيري الحاد أو المزمن الذي لا يتحسن بالأدوية لهذا الفحص، حيث يُستخدم لإظهار التغيرات غير الطبيعية والخراجات والحصوات في البروستاتا.
- الأشعة المقطعية CT والتصوير بالرنين المغناطيسي MRI: فحوصات تشخيصية إضافية.
هل تحليل البول يكشف التهاب البروستاتا؟
عادة ما يوصي الطبيب بعمل فحوصات البول مثل تحليل البول Urinalysis ومزرعة البول Urine culture لفحص وجود البكتيريا وخلايا الدم البيضاء في البول التي يمكن أن تتسبب في الإصابة بحالة الالتهاب في البروستاتا.
هل التهاب البروستاتا خطير؟
قد تتسبب هذه الحالة بأنواعها المختلفة في حدوث بعض المضاعفات الصحية، وتتضمن مضاعفات التهاب البروستاتا ما يلي:
- تحول التهاب البروستاتا الحاد إلى مزمن.
- انسداد مخرج المثانة واحتباس البول.
- خراج أو إفرازات من غدة البروستاتا.
- تعفن الدم، في حالة الإصابة بالتهاب البروستات البكتيري الحاد.
- مقاومة المضادات الحيوية، نتيجة استخدام الكثير من المضادات الحيوية للعلاج، خاصة في حالة الالتهاب البكتيري المزمن، مما يجعل العلاج غير فعال ويُسبب مشاكل مستقبلية.
- انخفاض عدد الحيوانات المنوية، فالتهاب البروستات بدون أعراض قد يؤدي إلى قلة عدد الحيوانات المنوية وبالتالي التأثير على الخصوبة.
- العقم في بعض الأحيان.
- التهاب البربخ Epididymitis.
- التهاب ينتشر إلى عظام الحوض العلوية أو أسفل العمود الفقري.
- الاكتئاب والتوتر.
- مشاكل جنسية مثل ضعف الانتصاب.
وجدير بالذكر أنه لا توجد أدلة مباشرة تؤكد احتمال تحول التهاب غدة البروستاتا إلى سرطان البروستاتا، وما زال الباحثون يدرسوا احتمال أن يكون النوع المزمن من هذا الالتهاب أحد عوامل خطر السرطان أم لا.
هل يمكن الوقاية من التهاب البروستاتا؟
لا يوجد طريقة واحدة مؤكدة يمكن أن تساعد في الوقاية من الإصابة بالتهاب البروستاتا، ولكن عمل بعض التغيرات الحياتية يمكن أن يساعد في البقاء على صحة البروستاتا واحتمال تقليل الإصابة بأي أمراض بها مثل التهاب البروستاتا، وتتضمن تلك التغيرات ما يلي:
- الحفاظ على نظافة القضيب والمنطقة المحيطة به لمنع حدوث أي عدوى أو التهاب.
- الوقوف كلما أتاحت الفرصة، فالجلوس لفترات طويلة يمكن أن يضع ضغط على غدة البروستاتا ويتسبب في التهابها بمرور الوقت، ويُنصح بتجنب ركوب الدراجات لفترة طويلة أيضاً.
- تخصيص بعض الوقت لممارسة التمارين الرياضية، 3 مرات في الأسبوع على الأقل، ويمكن تجربة المشي أو تمارين التمدد، حيث أن النشاط الجسدي يمكن أن يقلل من التوتر المرتبط بحدوث بعض أنواع هذا الالتهاب.
- يجب الحفاظ على رطوبة الجسم للتأكد من أن يكون البول مخفف والتأكد من إفراغ المثانة باستمرار، لمنع وجود أي بكتيريا.
- تناول المزيد من الفاكهة والخضروات، حيث أنهما غنيان بالعناصر الغذائية التي تحافظ على صحة الجسم وتزيد من قدرته على محاربة العدوى والالتهاب.
- التقليل أو الحد من تناول الكافيين والكحوليات وأي مشروبات مماثلة.
- التأكد من ممارسة علاقة جنسية آمنة (استخدام الواقي الذكري) لمنع الإصابة بأي أمراض منقولة جنسياً.
ويجب الحرص على زيارة الطبيب عند الشعور بأي أعراض غير طبيعية وغير معتادة مرتبطة بالتبول أو بالجهاز التناسلي، ليقوم بوصف افضل علاج لالتهاب البروستات في حالة تشخيص الإصابة به.
هل التهاب البروستاتا يمنع الحمل؟
بعض أنواع التهاب غدة البروستاتا مثل الالتهاب البكتيري يمكن أن يؤثر على الخصوبة، فالبكتيريا الموجودة في البروستاتا الملتهبة يمكن أن تنتقل إلى رحم الأنثى وتتسبب في حدوث ضرر للجهاز التناسلي الخاص بها، مما قد يتداخل مع مجرى الحمل الطبيعي. كما أن بعض أنواع الالتهاب في البروستات قد تؤثر على عدد الحيوانات المنوية لدى الرجل وتُسبب بعض المشاكل الجنسية الأخرى.
الفرق بين التهاب البروستاتا وتضخم البروستاتا
يُشير التهاب البروستات إلى حدوث التهاب في غدة البروستاتا المسئولة عن سيولة السائل المنوي وقد يحدث نتيجة إصابة في البروستاتا أو نتيجة دخول بكتيريا داخل البروستاتا من البول أو خلال العلاقة الجنسية. ويمكن أن يكون هذا الالتهاب حاد أو مزمن، وتختلف طرق علاجه وفقاً لنوعه. وعادة ما يُصيب الرجال في عمر الخمسين أو أصغر.
بينما تضخم البروستاتا أو ما يُعرف علمياً باسم ورم البروستاتا الحميد Benign prostatic hyperplasia هو حالة تتسبب في وجود بروستاتا متضخمة وتحدث بشكل شائع للرجال كبار السن، وعند حدوث تضخم للبروستاتا يحدث ضغط وسد في الإحليل مما يجعل من الصعب إفراغ المثانة بشكل كامل. وعادة ما تحدث هذه الحالة للرجال الأكبر من 50 عام.