العيش مع الإصابة بالقولون العصبي من أكبر التحديات التي قد يواجهها البعض، وطرق التحكم في الأعراض متنوعة ومختلفة، فالبعض يفضل اتباع الطرق الطبيعية، والبعض الآخر يعتمدون على الأدوية لتساعدهم، ولكن ما هي ادوية القولون العصبي الآمنة التي يمكن أن يستخدمها مريض القولون العصبي؟ تعرفوا معنا من خلال السطور القادمة على أفضل أدوية القولون العصبي التي يمكن أن يصفها لك الطبيب وبعض النصائح الأخرى التي يمكن أن تساعدك:
ادوية القولون العصبي
إذا كنت من مصابي القولون العصبي فتوجد بعض الأدوية التي يصفها لك الطبيب لتساعدك على تقليل حدة آلام الأعراض المصاحبة للإصابة بالقولون العصبي، وقبل أن تتعرف على بعض أبرز ادوية القولون العصبي ، يجب أن نذكرك أنه يجب استشارة الطبيب أولاً قبل تناول أياً من هذه الأدوية، وتتضمن تلك الأدوية ما يلي:
1- ألوسيترون
يساعد هذا الدواء على تخفيف آلام القولون وإبطاء حركة بقايا الطعام من خلال الأمعاء في الجزء السفلي، ولكن لا يمكن وصف هذه الأدوية إلا من قِبل الطبيب، ولا يتم تناولها إلا بعد فشل العلاجات الأخرى، لأنها قد تؤدي إلى بعض الآثار الجانبية الخطيرة.
وأيضاً يُعتبر هذا الدواء مخصص لحالات الإسهال الشديدة عند النساء اللاتي لم يستجبن للعلاجات الأخرى، لكن لم يتم الموافقة عليها للاستخدام بخصوص الرجال.
2- دواء الوكسادولين
دواء الوكسادولين من ادوية القولون العصبي التي يتم وصفها لتخفيف الإسهال من خلال الحد من تقلصات العضلات وإفراز السوائل في الأمعاء، مع زيادة قوة العضلات في المستقيم، ويمكن أن تشمل الآثار الجانبية الغثيان، وآلام البطن، والإمساك الخفيف، وقد ارتبط أيضاً مع التهاب البنكرياس، والذي يمكن أن يكون خطيراً وأكثر شيوعاً لدى بعض الأشخاص.
3- ليناكلوتيد
يمكن لدواء ليناكلوتيد زيادة إفراز السوائل في الأمعاء الدقيقة للمساعدة على تمرير البراز، ويمكن أيضاً أن يُسبب الإسهال، ولكن تناول الدواء من 30 إلى 60 دقيقة قبل تناول الطعام قد يساعد في العلاج.
4- ريفاكسيمين
ريفاكسيمين من ادوية القولون العصبي وهو مضاد حيوي يمكن أن يقلل من فرط نمو البكتيريا في الأمعاء، كما أنه يعالج الإسهال.
5- لوبيبروستون
هذا الدواء يمكن أن يزيد إفراز السائل في الأمعاء الدقيقة للمساعدة في مرور البراز، ويتم اعتماده للنساء اللواتي يعانين من الإمساك، وعادة ما يتم وصفه فقط للنساء ذوات الأعراض الشديدة التي لم تستجب للعلاجات الأخرى.
خيارات طبية أخرى تساعد في تخفيف أعراض القولون العصبي
توجد بعض الخيارات الأخرى إلى جانب ادوية القولون العصبي التي تم ذكرها سابقاً،التي يمكن الاعتماد عليها لتخفيف أعراض القولون العصبي وتقليل الإزعاج المصاحب له، وتتضمن تلك الخيارات ما يلي:
- مكملات الألياف: مثل السيلليوم، فعند استخدامها مع السوائل، يمكن أن تساعد في السيطرة على الإمساك.
- الأدوية المسهلة أو الملينات: إذا لم تساعد الألياف في الأعراض، قد يصف لك الطبيب هيدروكسيد المغنيسيوم عن طريق الفم، أو البولي إيثيلين جلايكول.
- الأدوية المضادة للإسهال: يمكن أن تساعد الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل اللوبيراميد في السيطرة على الإسهال.
- مضادات الكولين: يمكن أن تساعد الأدوية مثل ديسيكلومين في تخفيف تشنجات الأمعاء المؤلمة، ويتم وصفها في بعض الأحيان للأشخاص الذين لديهم نوبات من الإسهال، وهذه الأدوية آمنة بشكل عام ولكن يمكن أن تسبب الإمساك، أو جفاف الفم، أو عدم وضوح الرؤية.
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: هذا النوع من الأدوية يمكن أن يساعد في تخفيف الاكتئاب، وكذلك منع نشاط الخلايا العصبية التي تتحكم في الأمعاء للمساعدة في تقليل الألم، ومن أمثلة هذه الأدوية الإيميبرامين، أو الديسيبرامين. ويمكن أن تشمل الآثار الجانبية النعاس، وعدم وضوح الرؤية، والدوخة، وجفاف الفم، ولكن يمكن أن تقل هذه الآثار في حالة تناول هذه الأدوية في وقت النوم.
- المسكنات: مثل بريجابلين، وجابابنتين، حيث تساعد هذه الأدوية في تخفيف الألم الشديد والانتفاخ.
تنويه هام: يجب عدم أخذ أي من هذه الأدوية بدون استشارة الطبيب، وتحديد الجرعات المناسبة.
علاج القولون العصبي بالمضادات الحيوية
لا يصف الأطباء عادة المضادات الحيوية لمرضى القولون العصبي، فهذه ليست ادوية القولون العصبي المقترحة لعلاج الأعراض، لأن المضادات الحيوية يمكن أن تؤثر على توازن البكتيريا الجيدة في الأمعاء، وبالتالي قد يتسبب هذا في زيادة حدة الأعراض.
ويميل الأطباء عادة إلى اقتراح عمل تغيرات في النظام الغذائي وتقليل التوتر، ويمكن أن يصف الاطباء المضادات الحيوية ولكن في حالة مرضى القولون العصبي الذين يعانون من ألم البطن والإسهال أو الإمساك في نفس الوقت.
ويُعتبر ريفاكسيمين هو المضاد الحيوي الوحيد التي تمت الموافقة عليه لعلاج بعض أعراض القولون العصبي مثل الإسهال والانتفاخ ووجع البطن،
وعادة ما يتم استخدامه لمدة 14 أو 15 يوم لتخفيف الأعراض، ولكن إذا تم وصفه لك من الطبيب ولم تشعر بأي تحسن يجب مراجعة الطبيب. ولكن استخدام المضادات الحيوية الأخرى بشكل عام للقولون العصبي ما زال يحتاج للمزيد من الدراسات.
علاج القولون العصبي بالبروبيوتيك
بحثت العديد من الدراسات الحالية في إمكانية واحتمال استخدام البروبيوتيك في التحكم في أعراض القولون العصبي وعلاجها، والبروبيوتيك هي نوع من البكتيريا الحية أو الخميرة موجودة في بعض أنواع الأطعمة والمكملات، تُشبه بكتيريا المعدة وتقدم فوائد صحية عديدة مثل خسارة الوزن وتعزيز صحة القلب وتقوية الجهاز المناعي.
واقترحت الدراسات التي تم إجراؤها أن البروبيوتيك يمكن أن تُحسن أعراض القولون العصبي بالطرق التالية:
- تقلل من نمو البكتيريا المسببة لمرض القولون العصبي.
- تُحسن من وظائف الجهاز المناعي ضد المرض.
- تساعد في محاربة الالتهابات.
- تقلل أيضاً من حركات الأمعاء المزعجة.
- تقلل من كمية غازات البطن الناتجة عن المرض.
ولكن جدير بالذكر أنه توجد أنواع للبروبيوتيك، وليست كل الأنواع مشابهة لبعضها، والفوائد الصحية تعتمد على نوع البكتيريا، لذا ما زال الأمر في حاجة لمزيد من الدراسات والإثباتات.
نصائح يمكنك تجربتها لتهدئة آلام القولون العصبي
بعد أن ذكرنا أبرز ادوية القولون العصبي التي قد يصفها لك الطبيب، يجب أن نذكر أن علاج القولون العصبي يركز على تخفيف الأعراض، حتى يتمكن المريض من العيش بشكل طبيعي قدر الإمكان، ويمكن التحكم في كثير من الأحيان في الأعراض الخفيفة، عن طريق إدارة الإجهاد، وعن طريق إجراء تغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة، ومن أهم النصائح التي تساعد على العلاج، القيام بهذه الخطوات:
- تجنب الأطعمة التي تسبب الأعراض.
- تناول الأطعمة الغنية بالألياف.
- شرب الكثير من السوائل.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- الحصول على قسط كاف من النوم.
وفي النهاية، تذكر عزيزي القارئ أن التعرض للتوتر والضغط يساهم بشكل كبير في تهيج القولون العصبي لديك، لذا حاول بقدر الإمكان التعامل مع المواقف بهدوء وتذكر أن صحتك أهم دائماً ونتمنى لكم دوام الصحة والعافية.