لماذا يُصاب البعض بتقوس الأصابع؟ ما أسباب حدوث هذه المشكلة؟ وهل يمكن علاجها؟ تعرفوا من خلال المقال التالي على الأسباب المحتملة لتقوس أو اعوجاج الاصابع وكيف يتم تشخيص وعلاج هذه الحالة ومعلومات أخرى هامة يجب معرفتها.
اسباب تقوس الأصابع
المقصود بتقوس الأصابع هو انحناء في عدة أصابع من أصابع اليد واختلاف شكلها عن الشكل المعتاد، مما يؤثر على القدرة على استخدام اليد بشكل طبيعي. ويمكن أن يحدث تقوس الأصابع أو اعوجاج الأصابع لعدة أسباب نعرضها في التالي:
1- تقفع دوبويتران Dupuytren’s contracture
تقفع دوبويتران أو انكماش دوبويتران أو ما يُعرف بشكل شائع باسم مرض تقوس الأصابع يُعتبر من أبرز الأسباب لحدوث مشكلة تقوس الأصابع، وهذه الحالة يمكن أن تؤثر على إصبع واحد أو عدة أصابع وتجعلهم في وضع انحناء تجاه راحة اليد، ويمكن أن يحدث في يد واحدة أو يحدث في كلتا اليدين في نفس الوقت. وفي بعض الحالات الحادة يمكن أن يؤثر هذا المرض بشكل كبير على القدرة على استخدام اليد وتأدية الأنشطة اليومية.
2- إصابة في اليد أو الإصبع
التعرض لإصابة في اليد أو أصابع اليد يمكن أن يتسبب في انحناء أو تقوس شكل الأصابع، وقد تتراوح هذه الإصابات ما بين كسور في العظام أو تمزق في الأربطة أو التهابات شديدة أو تضرر في الأنسجة.
كما يمكن أن تتسبب الإصابات التي تحدث من فترة لأخرى في المنزل أو في مكان العمل في انحناء الأصابع أو ثباتها في وضعية معينة لحين شفاء الإصابة، وهذا النوع من الإصابات يتطلب زيارة طبيب مختص وأحياناً عمل فحوصات وأشعة.
3- التهاب المفاصل الروماتويدي Rheumatoid arthritis
يؤثر التهاب المفاصل الروماتويدي بشكل رئيسي على المفاصل، ويمكن أن يؤثر على أي مفاصل في الجسم وعادة ما تتأثر المفاصل الصغيرة أولاً مثل مفاصل اليدين والقدمين. وعندما تتأثر مفاصل اليدين بهذا المرض يمكن أن تُصبح متصلبة ويفقد الشخص القدرة على ثنيها أو ثني الأصابع بشكل كامل.
4- الإصبع الزنادية Trigger finger
إلى جانب الأسباب السابق ذكرها يوجد سبب آخر يمكن أن يتسبب في تقوس الأصابع، وهي حالة تُعرف باسم الإصبع الزنادية Trigger finger، ولكن هذه الحالة عادة على إصبع واحد فقطـ ويمكن إعادة الإصبع لوضعه عن طريق طرقعته أو فرقعته مثل ما يحدث عند سحب زناد المسدس.
5- انحراف الأصابع Clinodactyly
هي حالة أو عيب خلقي يُصيب الأطفال عند الولادة، حيث يعاني الطفل من إصبع منحرف أو مقوس بشكل غير طبيعي وأحياناً قد يكون مقوس لدرجة أنه يتداخل مع الأصابع الأخرى. وهذه الحالة نادرة وسبب حدوثها غير معروف كلياً ولكنها عادة ما تكون مرتبطة بوجود اضطرابات وحالات أخرى مثل:
- متلازمة داون Down syndrome.
- متلازمة كلاينفلتر Klinefelter syndrome.
- متلازمة تيرنر Turner syndrome.
- أنيميا فانكوني Fanconi anemia.
من أكثر عرضة للإصابة بتقوس الأصابع؟
كما ذكرنا سابقاً يُعتبر تقفع دوبويتران هو أشهر الأسباب التي تؤدي للإصابة بتقوس الأصابع، وسبب هذه الحالة غير معروف كلياً وتتضمن قائمة الأشخاص الأكثر عرضة لهذه المشكلة ما يلي:
- كبار السن، أكبر من 50 عام.
- النساء، فالسيدات معرضات بشكل أكبر للإصابة بهذه المشكلة مقارنة بالرجال.
- الأشخاص الذين لديهم أقارب أصيبوا بهذه الحالة من قبل.
- الأشخاص الذين يعملون في أماكن تقوم باستخدام أجهزة وأدوات تهتز.
- الأشخاص المدخنون والذين يتناولون الكحوليات.
- الأشخاص الذين يتناولون أدوية الصرع.
- الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري.
أعراض أخرى مصاحبة لتقوس الأصابع
يجب الإشارة إلى أن هناك بعض الأعراض الأخرى التي تظهر مع هذه المشكلة والتي يجب الانتباه لها بعناية، وتتضمن ما يلي:
- عدم القدرة على فرد اليد بشكل مسطح عند وضعها على أي مكان مسطح مثل الطاولة أو غيرها.
- وجود كتلة أو أكثر رقيقة على كف اليد، وقد تختفي رقة هذه الكتل بمرور الوقت وتُصبح متصلبة.
- ظهور ما يُشبه حفر جلدية مضغوطة نحدث بسبب الإصبع المتقوس، وأماكن ظهور هذه الحفر يمكن أن تُصبح متقرحة وتؤدي لخسارة الجلد في حالة عدم علاجها وشفاؤها بشكل مناسب.
- عدم قدرة اليد على العمل بشكل ملائم.
- أحياناً تُصبح الأصابع مسحوبة للأمام.
كيف يتم تشخيص تقوس الأصابع؟
في العديد من الحالات يستطيع الطبيب تشخيص حالة تقوس أو اعوجاج الاصابع والسبب وراء حدوثها بمجرد النظر ليد المريض وقد لا يتطلب الأمر عمل أي فحوصات إضافية.
وفي أحيان أخرى يقوم الطبيب بفحص أو قياس المرونة والشعور في أصابع اليد، وأيضاً يقوم بتقييم مدى قوة القبضة وقدرة الشخص على القرص. كما يقوم الطبيب بقياس الكتل وأماكنها في حال ظهورها على راحة اليد ومدى تقلص أو تقوس الأصابع، ويقوم بتسجيل القياسات والملاحظات، لمقارنتها في موعد المعاينة التالي لمعرفة هل زادت حدة الحالة ومدى نجاح العلاج.
ويوجد فحص تشخيصي آخر يتضمن وضع راحة اليد بشكل مسطح على طاولة أو أي سطح مستوي آخر، وعدم القدرة على فرد الأصابع بشكل تام يعني عادة ضرورة الحصول على علاج.
علاج تقوس أصابع اليد
تتوقف خطة العلاج عادة على عمر المريض وصحته بشكل عام وتاريخه المرضي ومدة شدة الحالة، ويجب التنويه إلى أنه لا يوجد علاج قاطع لمشكلة تقفع دوبويتران والتي تُعتبر أبرز أسباب حدوث تقوس الأصابع، ولكن تتوفر بعض العلاجات التي يمكن أن تقلل من تقدم المرض وتخفف من الأعراض المصاحبة. وتتضمن بعض خيارات العلاج المحتملة المتاحة ما يلي:
علاجات غير جراحية:
تتضمن بعض الخيارات ما يلي:
- حقن الستيرويد: الستيرويدات القشرية هو أدوية مضادة للالتهابات قوية التأثير يمكن أن يتم حقنها داخل الكتل أو العقد المؤلمة، وفي بعض الحالات يمكن أن تبطئ من تقدم الحالة المسببة لتقوس الأصابع.
- حقن إنزيم الكولاجيناز: عند حقن هذا الإنزيم في العقد أو الكتلة الصلبة وأحبال اليد يمكن أن يساعد في إضعافهم وتنعيم هذه الكتل، ثم بعد هذا يقوم الطبيب بتحريك اليد بطريقة معينة تسمح بتكسير الحبال وتقوية الإصبع مرة أخرى.
- عمل جبيرة (التجبير): لا يمنع تجبير الإصبع من تقدم حدة حالة التقوس، ولكن يمكن أن يساعد في حالة استخدامه بعد الجراحة لحماية مكان الشق الجراحي، ويجب أن يحدد الطبيب هذا القرار.
علاجات جراحية:
في بعض الأحيان يمكن أن يقترح الطبيب بعض العلاجات الجراحية، وهدف الجراحة هو تقليل حدة التقوس وتحسين الحركة في الأصابع المصابة. وتتضمن الخيارات الجراحية المحتملة ما يلي:
- بضع اللفافة Fasciotomy: يقوم الطبيب بعمل شق في راحة اليد ثم يقوم بتقسيم الحبل السميك من الأنسجة المسببة للحالة، حيث يمكن أن يقلل هذا التقسيم من حدوث التقوس ويزيد من حركة الإصبع المصاب.
- الاستئصال الجزئي للفافة راحة اليد Subtotal palmar fasciectomy: يقوم الطبيب بعمل شق جراحي ثم يقوم بإزالة ما يمكن من الأنسجة غير الطبيعية والمتضررة بهدف تقوية الإصبع.
وقد تحدث بعض المضاعفات والمخاطر عند اللجوء لخيارات العلاج الجراحية منها:
- الألم.
- وجود ندبات.
- إصابة في الأعصاب أو الأوعية الدموية.
- التهاب الجُرح.
- التصلب.
- فقدان مؤقت في الإحساس.
- فقدان الإصبع (نادر الحدوث).
وقد توجد خيارات علاجية أخرى غير السابق ذكرها، ويتوقف هذا على سبب حدوث اعوجاج الأصابع الذي يحدده الطبيب.