يعاني مرضى الفشل الكلوي أوقاتًا عصيبة بمجرد تعرضهم للصدمة الأولى بضرورة خضوعهم لغسل الكلى للأبد للبقاء على قيد الحياة. وفي زماننا الحالي، ظهرت العديد من الأساليب العلاجية التي تساعدهم على المُضي قدمًا في حياتهم وتحسين جودتها مثل إمكانية غسيل الكلى في المنزل؛ إذ توفرت أجهزة مثل جهاز غسيل الكلى المنزلي، بما فيها أجهزة قابلة للحمل للقيام بهذه الوظيفة، ولكن هل غسيل الكلى المنزلي مناسب للجميع؟ هذا ما سنعرفه في السطور التالية.
الفرق بين غسيل الكلى في المنزل وفي المركز المتخصص
تشبه خطوات غسيل الدم في المنزل الخطوات المُتبعة في مراكز غسيل الكلى المتخصصة، إذ يُسحب الدم عبر أنابيب خاصة من الأوعية الدموية للمريض إلى الجهاز الذي يُصفّي الدم من الفضلات، ثم يعيده مرة أخرى إلى الجسم، وفيما يلي خصائص كل منهما:
غسيل الدم في المركز المتخصص
- تُكرر الزيارة حوالي ثلاث مرات أسبوعيًا، وتستغرق كل مرة ثلاث أو أربع ساعات تقريبًا.
- يجب الحصول على موعد مُسبق.
- يُجرى تحت إشراف فريق طبي متخصص.
غسيل الكلى في المنزل
- مرونة في اختيار مواعيد الجلسات بناء على جدول المريض اليومي ونمط حياته.
- يخضع المريض والشخص الذي يساعده في المنزل لتدريبات مكثفة لمعرفة خطوات الاستخدام بالتفصيل.
- يمارس المريض أنشطته الطبيعية في المنزل في أثناء جلسة الغسيل الكلوي.
- المزيد من الخصوصية للمريض.
هل غسيل الكلى المنزلي مناسب لكل الأشخاص؟
رغم إمكانية خضوع معظم مرضى الفشل الكلوي للغسيل الكلوي المنزلي، فإنه غير مناسب لبعض الأشخاص؛ إذ يتطلب وجود شريك في المنزل يساعد المريض في القيام بخطوات الإجراء، ويتطلب خضوع كل من المريض وشريكه لتدريبات مكثفة لمعرفة خطوات الإجراء ومحاذير الأمان والسلامة.
أنواع غسيل الكلى المنزلي
يوجد خياران لغسيل الكلى ألا وهما الغسيل الدموي Hemodialysis وغسيل الكلى البريتوني peritoneal dialysis، ولكلا النوعان نفس التأثير، وتندرج العديد من الأجهزة لشركات مختلفة تحت كل نوع من هذه الأنواع، ولكل مميزاته وعيوبه.
غسيل الكلى البريتوني
يستخدم غسيل الكلى البريتوني القسطرة من أجل تصفية الدم عن طريق منطقة البطن، ومن أهم مميزته أنه لا يتطلب إدخال إبر، ويمكن حمل الجهاز في أي وقت، وتجد مرونة في تحديد موعد الجلسة، بينما من عيوبه أنه يحد من بعض الأنشطة مثل السباحة لتجنب تفادي العدوى، ويجب الخضوع له يوميًا.
الغسيل الدموي في المنزل
الغسيل الدموي عبارة عن توصيل جهاز غسيل الكلى المنزلي القائم بوظائف الكليتين بجسم المريض عن طريق إبرتين واحدة لسحب الدم للجهاز، والأخرى لإعادته مرة أخرى بعد تصفيته.
ويمكن اختيار النوع المناسب اعتمادًا على تفضيلات المريض، ولكن من المحتمل كون أحد الأنواع مناسبًا دونًا عن الآخر، حيث يعد غسيل الكلى البريتوني مناسبًا لمن يلي:
- بعض الأطفال.
- المرضى ذوو الكليتين اللتين ما زالتا تعملان بنسبة بسيطة.
- المرضى الذين لا يعانون أمراض أخرى مثل أمراض القلب أو السرطان.
ولكن لا يعد هذا النوع مناسبًا، ويفضل الخضوع للغسيل الدموي لمن يلي:
- المرضى الذين يعانون ضعف الإبصار.
- مرضى الخرف.
- من يعانون سوء الحالة الصحية.
أنواع جهاز غسيل الكلى الدموي المنزلي
يوضح أحد المصادر وجود ثلاثة أنواع للغسيل الدموي في المنزل وهم:
- جهاز الغسيل الدموي المنزلي التقليدي: وهو يشبه جهاز الغسيل الدموي في المراكز، ولكنه يُجرى في المنزل بمساعدة أحد أقارب أو أصدقاء المريض، ويُجرى ثلاث أو أربع مرات أسبوعيًا، وتستغرق المرة بضعة ساعات.
- جهاز الغسيل الدموي اليومي: وهو جهاز غسيل كلى منزلي يُستخدم بصورة شبه يومية، أي 5 أو 6 أيام في الأسبوع، وتستغرق المرة الواحدة ما بين ساعتين ونصف إلى 4 ساعات.
- جهاز غسيل الكلى المنزلي الليلي: وهو عبارة عن جهاز يعمل لمدة ثماني ساعات متواصلة، وبالتالي فإن عملية سحب الدم بطيئة وهادئة، ويمكنك الخضوع له في فترة النوم في أثناء الليل.
مميزات جهاز غسيل الكلى المنزلي
يتمتع كل نوع من الأنواع المذكورة بمميزات خاصة به، ويتم الاختيار فيما بينها حسب حاجة المريض، وفيما يلي بعض المميزات:
- مرونة في اختيار التوقيت المناسب للخضوع للجلسة، وبالتالي اختيار توقيتات بعيدة عن مواعيد العمل.
- عدم تكرار زيارة مركز غسيل الكلى باستمرار إلا في مواعيد محددة من الطبيب.
- يتميز كل من الغسيل الدموي اليومي والليلي عن الغسيل التقليدي في كونهما خفيفين على القلب؛ نظرًا لحفاظهما على ضغط الدم في مستويات آمنة.
- يمكن السباحة أو استخدام الجاكوزي والحمامات الدافئة أو الباردة.
- يمكن حمل جهاز غسيل الكلى المنزلي اليومي، وهو ما يميزه عن النوعين الآخرين.
عيوب جهاز الغسيل الدموي المنزلي
- يتطلب وجود أحد الأقارب أو الأصدقاء للمساعدة.
- بعض الأجهزة لا يمكن حملها، وبالتالي يلتزم المريض بمواعيد الإجراء في المنزل، ويجد بعض الصعوبات في السفر.
- كل الأنواع تتطلب الحقن بالإبر.
- يتطلب جهاز غسيل الكلى المنزلي اليومي الخضوع للجلسة يوميًا.
كيف يتم غسيل الكلى في المنزل؟
يعد التدريب على استخدام جهاز غسيل الكلى في المنزل أولى الخطوات الأساسية بعد تحديد النوع المُستخدم، وتستغرق فترة التدريب عدة أسابيع، وفي أثناء فترة التدريب، يتعلم المريض وشريكه كل ما يخص استخدام هذه الأجهزة، وكيفية إدخال الإبر عبر الجلد، أو توصيل الجهاز بالقسطرة (في جهاز غسل الكلى البريتوني)، وطرق الأمن والسلامة، فيما يلي بعض ما يتضمنه التدريب:
- كيفية تجهيز الغرفة.
- العناية بموضع إدخال الإبر، أو القسطرة.
- قياس الضغط.
- تشغيل جهاز غسيل الكلى المنزلي.
- الحفاظ على المعدات وتعقيمها.
- النظام الغذائي ومعرفة الممنوعات.
- التعرف على مشاكل الجهاز وإبلاغ الطبيب بها فورًا.