هل تختلف أعراض هجمة التصلب اللويحي عن أعراض مرض التصلب اللويحي نفسه؟ هل توجد طرق للعلاج والوقاية من تلك الهجمة؟ تعرفوا معنا من الفقرات التالية على أبرز ما تحتاجون لمعرفته عن هجمة التصلب اللويحي وعلاماتها وأسباب حدوثها وكم تستمر وكيف يمكن التعامل معها ومعلومات أخرى عديدة.
ما هي هجمة التصلب اللويحي؟
هجمة التصلب اللويحي (بالإنجليزية Flare up – Relapse – Attack) هي حدوث أو ظهور أعراض جديدة أو تفاقم للأعراض القديمة المصاحبة لمرض التصلب المتعدد أو التصلب اللويحي، ويمكن أن تكون هذه الهجمة بسيطة أو شديدة لدرجة تجعلها تتداخل مع قدرة الشخص على العمل أو الأداء بشكل عام.
وتختلف كل هجمة عن الأخرى، ويمكن أن تتراوح أعراضها من شخص لآخر وتختلف من مرة لأخرى، فمرة يمكن أن تظهر أعراض مرتبطة بالتهاب العصب البصري ومرة أخرى قد تؤثر على التوازن. وبعض الهجمات قد ينتج عنها عرض واحد فقط، بينما في بعض الحالات قد تظهر عدة أعراض خلال الهجمة الواحدة في نفس الوقت.
أعراض هجمة التصلب اللويحي
لفهم هجمة التصلب اللويحي بشكل صحيح، يجب أولاً معرفة أعراض مرض التصلب اللويحي أو التصلب المتعدد بشكل سريع:
- الشعور بالتنميل أو الوخز في الذراعين أو القدمين (أبرز أعراض هذا المرض).
- ألم وضعف في الأطراف.
- مشاكل في الرؤية (أحياناً فقدان الرؤية في عين واحدة).
- فقدان التوزان وقدرات التنسيق.
- الدوار والتعب.
كما ذكرنا سابقاً، تختلف هجمة التصلب اللويحي من شخص لآخر، لذا قد تختلف الأعراض المصاحبة من شخص لآخر، وأحياناً قد تكون الأعراض بسيطة وأحياناً تكون شديدة، وفقاً لمدى تأثر الجهاز العصبي المركزي. وتتضمن أعراض هجمة التصلب اللويحي ما يلي:
- ألم في الذراعين والساقين.
- رؤية ضبابية أو ألم في العين نتيجة التهاب العصب البصري.
- مشاكل في التوزان أو الشعور بالدوخة.
- تعب شديد.
- مشاكل متعلقة بالذاكرة والتركيز.
- التنميل.
- شعور بتنميل أو وخز مشابه لوخز الإبر.
- تلعثم في الكلام أو صعوبة في البلع.
- مشاكل في المثانة مثل سلس البول.
كم تستمر هجمة التصلب اللويحي؟
تستمر هجمة التصلب اللويحي الشديدة عادة 24 ساعة، وفي العديد من الحالات تستمر الهجمة أو يستمر تفاقم الأعراض عدة أيام ووصولاً لعدة أسابيع أو أشهر. وعادة ما تكون الهجمة الحالية منفصلة عن الهجمة السابقة بمدة 30 يوم على الأقل.
أسباب هجمة التصلب اللويحي
تحدث هجمة التصلب المتعدد عندما يقوم الالتهاب في الجهاز العصبي بإحداث ضرر في الطبقة التي تغطي وتحمي الخلايا العصبية، ويترتب على هذا بطء أو توقف وصول الإشارات العصبية إلى أجزاء الجسم التي يجب أن تصل إليها.
وإذا كنت تعاني من التصلب العصبي المتعدد الانتكاسي، فقد تتعرض لهجمة التصلب اللويحي، وبعدها فترة خالية من ظهور أي أعراض تُعرف باسم فترة الهدوء أو السكون.
والآلية الدقيقة أو السبب المحدد الذي يؤدي لحدوث هذه الهجمة غير معروف، ولكن يُعتقد أنه متعلق بزيادة الاستجابة المناعية. وتوجد بعض الأدلة إلى أن العوامل التالية يمكن أن تؤدي لحدوث الهجمة:
- العدوى الجهازية، سواء فيروسية أو بكتيرية.
- فترة ما بعد الولادة (فترة النفاس).
- التوتر.
- الخضوع لعلاج العقم.
وجدير بالذكر، ووفقاً للجمعية الوطنية لمرض التصلب المتعدد، يجب التمييز بين هجمة التصلب اللويحي الشديدة، وبين ما يُعرف بالتفاقم الكاذب، والذي عادة ما يستمر لأقل من 24 ساعة. ويحدث التفاقم الكاذب نتيجة بعض المحفزات مثل:
- ارتفاع حرارة الجسم، نتيجة العدوى أو الالتهاب أو نشاط زائد.
- دورة الحيض.
- استخدام أدوية جديدة.
- التوتر.
وعادة ما يمكن علاج هذا التفاقم الكاذب عن طريق التخلص من السبب أو العامل المؤدي لحدوثه. وفي العديد من الحالات يكون من الصعب التفرقة بين هجمة التصلب المتعدد وبين هذا التفاقم الكاذب، لذا ننصح بشدة وفي حالة ظهور أي أعراض جديدة أو تفاقم الأعراض القديمة بضرورة التحدث مع الطبيب المتابع.
علاج هجمة التصلب اللويحي
يمكن أن تختفي الأعراض من تلقاء نفسها في حالة كانت بسيطة، ولكن يجب التحدث مع الطبيب في كل الأحوال. وعلاج أعراض مرض MS يمكن أن يقلل من الهجمات ويساعد في التعافي أسرع. والهدف من العلاج هو تخفيف الالتهاب الذي تسبب في حدوث الأعراض.
وعلى الأرجح يقوم الطبيب بوصف دواء ستيرويد (مثل ميثيل بريدنيزولون Methyleprednisolone)، حيث تساعد هذه الأدوية في تقييد أو كبح الالتهاب وتسريع انتهاء الهجمة، ولكن لا يمكن أن تعالج الضرر الذي حدث أو تقلل من تقدم المرض.
وفي بعض الحالات لا يمكن وصف أدوية الستيرويد، نتيجة الآثار الجانبية له مثل زيادة الوزن وتقلبات المزاج واضطرابات النوم، لذا يُعتبر جل ACTH خيار آخر، ويتم حقنه في العضلات تحت الجلد، حيث يحفز الغدة الكظرية لإفراز الهرمونات التي تقلل من الالتهاب.
ومن ضمن خيارات العلاج المتاحة أيضاً، تغيير البلازما وأثناء هذا الخيار يتم استبدال بلازما الدم ببلازما جديدة، ويتم اللجوء لهذا الخيار في الهجمات الشديدة والحادة، وفي حالة عدم نجاح العلاجات الأخرى.
كما يمكن أن يقترح الطبيب في حالات الهجمات الحادة، وعند بدء استعادة قوة الجسم مرة أخرى، إعادة التأهيل الإصلاحية، وتتضمن الطرق التالية:
- العلاج النفسي.
- العلاج الوظيفي.
- علاج مشاكل التحدث والبلع أو التفكير.
كيفية الوقاية من هجمة التصلب المتعدد
إليكم بعض النصائح أو الطرق التي يمكن أن تساعد في الوقاية من هجمة التصلب المتعدد:
- تناول الأدوية الموصوفة: تساعد هذه الأدوية في منع تفاقم مرض التصلب اللويحي والمساعدة في الوقاية من الهجمات، وفي حالة التعرض لآثار جانبية لا يجب التوقف عن تناولهم والرجوع للطبيب أولاً.
- الحفاظ على الصحة: التعرض لأي مشاكل صحية بداية من البرد أو عدوى في المثانة يمكن أن يساعد في ظهور أعراض الهجمة، لذا يجب الحرص على غسل اليدين جيداً خلال اليوم والتأكد من الحصول على لقاح الإنفلونزا السنوي وتجنب الأشخاص المرضى وتجنب الجفاف.
- الإقلاع عن التدخين: يمكن أن يزيد التدخين من حدة أعراض مرض التصلب اللويحي، كما يمكن أن يضر الجسم من نواحي أخرى، ويمكن التحدث مع الطبيب لمساعدتك في معرفة طرق مناسبة للإقلاع.
- الاسترخاء: التوتر من العوامل التي قد تؤدي لحدوث الهجمة، ويمكن تجربة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوجا وأي تقنية أخرى مفضلة.
- الحصول على عدد ساعات كافية من النوم: مشاكل النوم شائعة بين مرضى التصلب اللويحي، نتيجة الأعراض التي يمكن أن يتعرض لها المريض مثل الألم وتشنجات العضلات، لذا يمكن التحدث مع الطبيب في الأمر وتعديل الأدوية للتعامل مع هذا الأمر.