على الرغم من أن خراج الكبد من الأمراض النادرة إلا أنه يكون خطيرًا إذا لم تتم معالجته. في هذا المقال سنتناول بعض التفاصيل عنه.
ما هو خراج الكبد ؟
كلمة خراج تعني بؤرة صديدية على الكبد (تكوّن كيس مليء بالصديد Pus)، وهو حالة نادرة، إلا أنه قد يكون من الأمراض المهددة للحياة إذا لم يتم علاجها. عادة ما ينتج الخراج نتيجة العدوى أو الإصابة، ومعظم حالات الخراج تنتج من خراج الكبد القيحي أو الزحاري (الأميبي).
يحدث الخراج القيحي نتيجة أنواع متعددة من الميكروبات، وينتج الخراج الزحاري عادة بسبب الأميبا، وفي الفقرة التالية أهم التفاصيل عن هذه الأنواع.
أنواع خراج الكبد
ينقسم هذا المرض لثلاث أنواع رئيسية وتشمل ما يلي:
1. خراج الكبد القيحي Pyogenic Liver Abscess
هو النوع الأكثر شيوعًا، ويحدث نتيجة أنواع مختلفة من البكتيريا، وأشهرها بكتيريا الإيكولاي وبكتيريا ستاف والبكتيريا اللاهوائية. في هذا النوع يتجمع الصديد في كيس بداخل الكبد بدلًا من التصريف من مكان حدوث العدوى، ويصاحبه تورم والتهابات في الأنسجة المحيطة، كما ينتج عنه ألم وتورم في منطقة البطن، وقد يكون مميتًا إذا لم يتم لحاقه وعلاجه.
2. خراج الكبد الأميبي Amebic Liver Abscess
ينتج هذا النوع من الخراج نتيجة العدوى بالأميبا، وهي عدوى طفيلية، وتتسبب هذه العدوى في داء الزحار Dysentery، وهي عدوى معوية إذ تسمى بالزحار الأميبي Amoebic Dysentery، وينتقل هذا الطفيل عن طريق مجرى الدم من الأمعاء إلى الكبد مسببًا الخراج.
3. خراج الكبد الفطري Fungal Liver Abscess
وهو الحالة الأقل شيوعًا من أنواع الخراج في الكبد، وعادة ما يحدث بسبب انتقال العدوى الفطرية إلى الكبد (فطر الكانديدا في أغلب الحالات).
ما هي أسباب الخراج في الكبد ؟
ترجع أسباب الخراج إلى ما يلي:
- التهابات الزائدة الدودية، وتعتبر السبب الرئيسي، حيث تنتقل البكتيريا من الزائدة المتمزقة إلى الكبد.
- أمراض القناة الصفراوية مثل الانسداد والحصوات والالتهابات والأورام من الأسباب الأكثر شهرة للخراج القيحي.
- مضاعفات عدوى الأميبا التي تنتقل عن طريق تناول الأطعمة والمشروبات الملوثة.
- تسمم الدم septicemia.
- أمراض ضعف المناعة.
- الحوادث التي تسبب ضرر للكبد.
أعراض خراج الكبد
إن الأعراض الأكثر شيوعًا للخراج الكبدي تتضمن ما يلي:
- الحمى وارتفاع درجة الحرارة.
- الرعشة، والتعرق الليلي بصورة غير طبيعية.
- ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن.
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن الفجائي.
- تغير في لون البول.
- تحول لون البراز للون الطيني الأسود.
- الشعور بالضعف العام والإعياء.
- تغير لون الجلد وبياض العينين للون الأصفر.
- أحيانًا ينتشر الألم إلى الكتف الأيمن.
طرق التشخيص
هناك العديد من الأساليب التشخيصية التي يعتمد عليها الأطباء لتشخيص تلك الحالة وتحديد الفرق بين الخراج والورم في الكبد، إذ وأهمها ما يلي:
- الفحص البدني: تعتبر الحمى وتضخم الكبد من العلامات الرئيسية الدالة على وجود خراج في الكبد.
- إجراء تحليل الدم: للكشف عن إنزيمات الكبد وتحليل وظائفه، وكذلك إجراء تحليل صورة الدم كاملة، وتحليل زراعة الدم للكشف عن وجود بكتيريا أو فطريات.
- أشعة مقطعية على الكبد.
- موجات فوق الصوتية على منطقة البطن.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- أخذ خزعات من الكبد.
خطورة خراج الكبد
كما ذكرنا في فقرة سابقة، في حال عدم علاج الخراج الموجود في الكبد، قد يكون حالة مميتة، إذ قد يتسبب فيما يلي:
- تعفن الدم الذي يؤدي لهبوط فجائي وخطير في ضغط الدم، ولابد حينها من العلاج بالأدوية الحيوية والسوائل الوريدية.
- تمزق الخراج في منطقة البطن مؤديًا لعدوى في الأجهزة والأنسجة المحيطة.
- قد تصل العدوى للرئتين، والقلب.
- خراج المخ ويسبب تلف أعصاب دائم.
- عدوى في باطن المقلة، وقد تسبب العمى.
كيف يعالج خراج الكبد ؟
على الرغم من أنه قد يتم علاج خراج الكبد بالمضادات الحيوية فقط في بعض الحالات، إلا أن بعض الحالات الأخرى قد تحتاج تصريف للخراج، وفيما يلي الأساليب العلاجية المستخدمة.
1. العلاج الدوائي
يتم وصف المضادات الحيوية التي تعتبر الخط العلاجي الأول للتخلص من الخراج، ومن أمثلتها الميترونيدازول والتينيدازول، كما أن البارومومايسن فعال ضد الأميبا، ويصف الطبيب المضادات الحيوية الأخرى.
2. عملية خراج الكبد
في حال فشل العلاج بالمضادات الحيوية، يكون العلاج الجراحي هو الحل الأمثل لعلاج الخراج، إذ يتم تصريفه بإبرة خاصة أو بالقسطرة حيث يتم إدخالها بالمنظار عبر شق صغير في منطقة البطن، وبعدها يتم استكمال العلاج بالمضادات الحيوية.