إليكم دليل شامل يحتوي على كل المعلومات الخاصة بمرض الصدفية Psoriasis وعلاماتها وأنواعها المختلفة ومضاعفاتها وطرق العلاج وطرق التكيف، وتساؤلات عديدة وشائعة وإجاباتها المفصلة والمدعمة علمياً، والفرق بينها وبين مرض الإكزيما ومعلومات أخرى هامة يجب معرفتها، فاحرصوا على متابعة السطور التالية.
ما هي الصدفية؟
مرض الصدفية هو مرض جلدي شائع، يتسبب في زيادة سرعة دورة حياة الخلايا الجلدية، مما يتسبب في تراكمها على الجلد من الخارج، ويظهر في هيئة قشور وبقع حمراء تُسبب الحكة والألم. وهو مرض مزمن، تساعد العلاجات المتوفرة ونصائح التكيف في تخفيف أعراضه وحدته ومرات ظهوره، ويوجد عدة أنواع مختلفة لهذا المرض.
أنواع الصدفية
تتضمن أبرز أنواع هذا المرض ما يلي:
- الصدفية القشرية Plaque psoriasis: أشهر الأنواع وتتسبب في ظهور نتوءات جلدية جافة وحمراء ومرتفعة على سطح الجلد، مغطاة بقشور فضية اللون.
- صدفية الأظافر Nail psoriasis: هذا النوع يؤثر على أظافر اليدين والقدمين، ويتسبب في ظهور نقر وتغير في لون الأظافر.
- الصدفية النقطية Guttate psoriasis: عادة ما يظهر بسبب عدوى أو التهاب بكتيري. ويتسبب في ظهور بقع أو نتوءات صغيرة مشابهة للنقط على الجذع والذراعين والساقين.
- الصدفية البثرية Pustular psoriasis: نوع نادر يتسبب في ظهور آفات أو بثور مليئة بالصديد منتشرة ومتفرقة على هيئة بقع.
- الصدفية المعكوسة Inverse psoriasis: يؤثر هذا النوع على طيات أو ثنيات الجلد في أماكن مختلفة مثل الفخذ أو الأرداف أو الثدي، ويظهر على هيئة بقع جلدية حمراء ناعمة الملمس.
- صدفية محمرة للجلد Erythrodermic psoriasis: أقل الأنواع انتشاراً، وتتسبب في تغطية الجسم بأكمله بطفح أحمر متقشر، بتسبب في الحكة والشعور الشديد بالحرقان.
- التهاب المفاصل الصدفي Psoriatic arthritis: يتسبب في تورم والشعور بالألم في المفاصل، وأحياناً تحدث أيضاً تغيرات للأظافر.
أخف أنواع الصدفية
المقصود بمصطلح الصدفية الخفيفة، هي النوع الذي يؤثر على نسبة 3% فقط من الجسم، ويعني هذا وجود بعض البقع المنفصلة على الأطراف وعلى فروة الرأس. ووفقاً لهذه الشروط، تُعتبر الصدفية القشرية هي أخف أنواع هذا المرض، حيث في أغلب الحالات تؤثر الحالة الخفيفة من هذا النوع على 3% فقط من الجسم، والحالة امتوسطة تؤثر على 3-10% من الجسم، وفي الحالات الشديدة والحادة، تؤثر على 10% أو أكثر من الجسم.
مرض الصدفية بالصور
اعراض الصدفية وعلاماتها
تتضمن أبرز علامات وأعراض هذا المرض ما يلي:
- انتشار البقع الحمراء المغطاة بالقشورة على الجلد، وعادة ما تكون هذه القشور فضية اللون.
- تشقق الجلد وجفافه، مع احتمال حدوث نزيف من هذا الجلد.
- الشعور بالحكة.
- الشعور بالألم والحرقان.
- زيادة سمك الأظافر وظهور بعض الثقوب بها أو تكون مسطحة.
- الشعور بتورم وتصلب في المفاصل.
والجدير بالذكر أن البقع المصاحبة لهذا المرض قد تتراوح ما بين بقع متقشرة قليلة (تُشبة قشرة الشعر أحياناً) وبين بقع كبيرة تغطي أماكن كبيرة من الجسم. ونوبات هذا المرض قد تحدث لعدة أسابيع أو شهور، ثم تهدأ.
أسباب مرض الصدفية
سبب الإصابة بهذا المرض غير مفهوم كلياً، ولكن يُعتقد أنه يحدث نتيجة وجود مشكلة في الجهاز المناعي، مع بعض أنواع خلايا الدم البيضاء، فعادة ما تقوم هذه الخلايا بالدفاع عن الجسم ضد أي أجسام غريبة، ولكن عند الإصابة بالصدفية، تقوم هذه الخلايا بمهاجمة الخلايا الجلدية الصحية عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج المزيد والمزيد من هذه الخلايا السليمة والصحية.
وتتراكم هذه الخلايا وتنتقل لسطح الجلد، مما يتسبب في احمرار الجلد وظهور القشور وأحياناً طفح وقروح جلدية. وسبب الخلل في خلايا الدم البيضاء غير معروف، ولكن يعتقد أغلب الباحثين أن من الممكن أن يحدث هذا نتيجة بعض العوامل الوراثية والبيئية.
وتتضمن بعض العوامل والمسببات المحتملة لهذا المرض ما يلي:
- الإصابة بعدوى.
- حدوث إصابة في الجلد مثل، قطع أو خدش.
- التعرض للضغط والتوتر.
- التدخين وتناول الكحوليات.
- الإصابة بنقص في نسبة فيتاميد د في الجسم.
- تناول بعض أنواع الأدوية المعنية مثل، الليثيوم.
تشخيص الصدفية
لتشخيص هذا المرض، يقوم طبيب الأمراض الجلدية بالتالي:
- فحص الجلد والأظافر وفروة الرأس للبحث عن هذه الحالة أو أي علامات للإصابة.
- سوف يسأل الطبيب عن وجود بعض الأعراض المعينة مثل الحكة الجلدية.
- سوف يسأل الطبيب عن وجود أي مشاكل في المفاصل مثل، الألم أو التصلب عند الاستيقاظ.
- سوف يتحقق عن وجود أي أقارب مصابين بالصدفية.
- سوف يتحقق أيضاً من وجود أي تغيرات كبيرة حديثة، مثل الإصابة بمرض ما أو التعرض لضغط كبير.
- أحياناً، يقوم الطبيب بإزالة القليل من الجلد (خزعة) لفحصها معملياً، للتأكد من وجود المرض.
مضاعفات الصدفية
الإصابة بهذا المرض يجعلك أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات صحية أخرى، أبرزها ما يلي:
- التهاب المفاصل الصدفية.
- مشاكل واضطرابات في العين مثل، التهاب الملتحمة والقزحية.
- الإصابة بالسمنة.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الإصابة بمرض السكري النوع الثاني.
- الإصابة بمتلازمة الأيض (متلازمة التمثيل الغذائي).
- ظهور بعض أمراض القلب والأوعية الدموية.
- الإصابة ببعض أمراض المناعة الذاتية الأخرى مثل، مرض سيلياك ومرض كرون.
- الإصابة باضطرابات نفسية مثل الاكتئاب، نتيجة التغيرات الجسدية التي تظهر، وقد يترتب على هذا العزلة الإجتماعية.
ما هو علاج الصدفية؟
تتضمن أبرز الطرق العلاجية التي يتم اللجوء إليها لتخفيف أعراض هذا المرض ما يلي:
- العلاج الموضعي عن طريق المرطبات والمراهم والكريمات.
- العلاج بالضوء، ويتضمن استخدام أنواع معينة من الموجات واستهداف المناطق المتأثرة بالمرض.
- استخدام أدوية يمتد تأثيرها على جميع أجزاء الجسم، وليست المناطق المصابة فقط.
- استخدام بعض الأعشاب لتخفيف أعراض الصدفية، وبعض المكونات الطبيعية الأخرى مثل الملح والثوم.
طرق التكيف مع مرض الصدفية
توجد بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في التكيف والتعامل مع التغيرات الناتجة عن الإصابة بهذا المرض، وتخفيف المشاكل الجلدية المصاحبة له. وتتضمن ما يلي:
- الاستحمام يومياً، حيث يمكن أن يساعد هذا في إزالة القشور الجلدية وتهدئة التهاب الجلد، ويُفضل إضافة زيوت الاستحمام المرطبة.
- يجب تجنب استخدام الماء الساخن والصابون الصلب، لتجنب تهيج وتفاقم الأعراض.
- استخدام المرطبات الدهنية سميكة القوام، يُفضل بعد الاستحمام، حيث لا يزال الجلد رطباً. وفي الجو البارد يجب وضع المرطبات عدة مرات خلال اليوم.
- الحرص على تعريض الجسم لأشعة الشمس، ولكن بكميات صغيرة، ولكن في بعض الحالات وبسبب العلاجات المتسخدمة لا يُنصح بهذا، لذا يُفضل استشارة الطبيب أولاً قبل تجربة هذه النصيحة.
- الابتعاد عن أي عوامل أو مهيجات قد تزيد من حدة الأعراض، مثل الإصابة بالعدوى أو التعرض لأي إصابة في الجلد أو التوتر.
- الإقلاع عن التدخين وشرب الكحوليات أثناء العلاج، لمنع زيادة حدة الأعراض.
كيفية اختيار الملابس لمرضى الصدفية
نتيجة الأعراض الجلدية المصاحبة لهذا المرض، توجد بعض النصائح التي يُفصل اتباعها عند اختيار الملابس والأقمشة لتجنب زيادة هذه الأعراض، وأبرزها ما يلي:
- يجب اختيار الأقمشة والملابس الناعمة على البشرة مثل، الملابس القطنية أو الحرير أو الكشمير، ويجب تجنب الصوف، حيث يمكن أن يزيد من الحكة والالتهابات.
- في حالة الرغية في ارتداء الصوف، يجب الفصل بينه وبين الجلد عن طريق ارتداء بعض طبقات الملابس الخفيفة المصنوعة من القطن أو الحرير، لمنع أي احتكاك.
- اختيار الملابس التي تمتص العرق والرطوبة من على البشرة مثل القطن أو الكتان.
- عند ممارسة الرياضة، يجب تذكر أن العرق يزيد من حدة أعراض المرض، لذا يجب الحرص على اختيار ملابس مصممة لامتصاص العرق.
- يمكن أن يساعد ارتداء الملابس الملونة على إخفاء البقع المتقشرة الموجودة في الرأس والعنق، على عكس الملابس الداكنة.
- يمكن استخدام الأوشحة لتغطية أعراض صدفية الجلد التي تظهر على الكتفين والعنق، ولكن يجب استخدام وشاح مصنوع من القطن.
- يُفضل الاعتماد على الملابس الفضفاضة، حيث تميل الملابس الضيقة إلى الضغط على الجلد مما قد يزيد من تهيج البشرة.
- يجب الابتعاد عن الأحذية الضيقة، وخاصة عند أصابع القدم، واختيار الأحذية المريحة، كما يجب الحرص على ارتداء جوارب رقيقة لمنع الاحتكاك بين جلد القدم والحذاء.
مرض الصدفية والزواج
على الرغم من عدم وجود أدلة علمية كافية تُشير لتأثير الصدفية على الحياة الزوجية والعلاقة الجنسية، إلا أن الإصابة بهذا المرض يمكن أن يؤثر على العلاقة العاطفية بين الشريكين بشكل عام بشكل كبير، بسبب التغيرات الجلدية المصاحبة للمرض والتي يمكن أن تُسبب الإحراج.
ووفقاً للأبحاث المتوفرة، صرح ما يقرب من 40% من مصابي هذا المرض، المشاركين في هذه التجارب، بأن مرض الصدفية أثر على حياتهم الزوجية وأدى إلى الشعور بالاكتئاب والنفور من الطرف الآخر، مما ساهم في زيادة المشاكل الزوجية.
كما أن هناك عامل آخر قد يساهم في حدة هذه المشاكل، وهو أنه في بعض الحالات قد تظهر بعض أعراض الصدفية على الأعضاء التناسلية. والضغط النفسي الناتج عن الإصابة وبعض هذه الأعراض تجعل الشخص المصاب عديم الثقة بمظهره الخارجي، ويؤثر هذا على الرغبة في العلاقة الجنسية ويؤدي لظهور مشاكل حميمية وعاطفية بين الشريكين.
وحرصاً منا على صحكتم النفسية، نقدم لكن بعض النصائح التي قد تساعدكم في التعامل مع هذه المشكلة، وتتضمن ما يلي:
- يجب التحدث مع الشريك بشفافية وصراحة، عن جميع الأعراض التي تظهر والأماكن المحتملة لظهورها، وطمئنته أن هذا المرض لا ينتقل عن طريق العلاقة الجنسية.
- يجب إخبار الشريك أيضاً عن الأمور التي يمكن أن تُسبب الألم، واختبار وضعيات مختلفة.
- يجب اختيار ملابس داخلية مصنوعة من الحرير أو القطن أو السليكون لمنع زيادة حدة القشور أو تهيج الجلد، مما قد يؤثر على الحميمية.
- يجب الحرص أيضاً على اختيار أغطية للسرير مصنوعة من الألياف الطبيعية، وذات الألوان الفاتحة، حتى لا تظهر القشور في حالة تساقطها.
- يمكن أيضاً تخفيف الإضاءة لتقليل التركيز على البشرة، كما يمكن الاستعانة بموسيقى هادئة وروائح طبيعية لتلطيف الجو العام.
- استخدام المزلقات يمكن أن يساعد في تخفيف الاحتكاك والألم الذي يجعل العلاقة الجنسية مؤلمة، ويجب الابتعاد عن الأنواع التي تحتوي على مكونات حارة، حتى لا تتسبب في تهيج الأعراض.
- يجب تنظيف الجسم والجلد جيداً بعد العلاقة ووضع المرطبات الموصوفة، لتقليل حدوث أي تهيج للأعراض.
وتُعتبر أفضل نصيحة يمكن تقديمها، هي تقبل أن هذا المرض جزء من حياتك ويجب التعامل والتكيف مع متغيراته خطوة بخطوة، ولا يجب وضع أي ضغط نفسي زائدة، فلا يوجد أي حرج من التحدث مع الشريك بكل صراحة، والاستعانة بمختص لو تطلب الأمر هذا.
هل الصدفية معديه؟
تُعتبر الصدفية مرض جلدي شائع، والعديد من الأمراض الجلدية تكونة معدية، لذا يتساءل العديد هل نفس الأمر ينطبق على هذا المرض؟ حسناً، الإجابة هي لا، فالصدفية ليست معدية، ولا تنتقل من شخص لآخر، ووفقاُ للأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، لا تنتقل عن طريق التقبيل أو العلاقة الجنسية أو السباحة في نفس المكان مع شخص مصاب.
فهذا المرض يحث نتيجة بعض التغيرات الجينية والعوامل الوراثية أو بسبب عدوى معينة، ولكن نتيجة التغيرات الجسدية المصاحبة للمرض، يعتقد أغلب الأشخاص أن هذا المرض معدي، لذا وجب التوضيح.
شاهد أكثر الشائعات انتشاراً عن مرض الصدفية وحقيقتها من هذا الفيديو:
الفرق بين الصدفية والاكزيما
يتساءل العديد عن الاختلاف بين الصدفية والإكزيما، وعلى الرغم من أن كلتا الحالتين أمراض جلدية شائعة، ويوجد بينهما تشابهات كثيرة، توجد أيضاً بعض الاختلافات، لذا إليكم الفرق بين الحالتين في النقاط التالية:
- تتسبب الإكزيما حكة شديدة قد تجعل المصاب يحك جلده حتى النزيف، بينما حكة الصدفية لا تكون شديدة لهذه الدرجة وأيضاً تكون مصاحبة بشعور بالحرقة أو اللسعة.
- تتسبب الإكزيما في احمرار والتهاب الجلد، وقد يظهر قشور أو صديد، وتكون البقع الجلدية الناتجة صلبة وداكنة ومتورمة، بينما صدفية الجلد تتسبب في تكون بقع حمراء مصحوبة بقشورة فضية اللون عالية ومرتفعة، وعند النظر عن قرب يمكن ملاحظة أن الجلد أكثر التهاباً من الإكزيما.
- تظهر الإكزيما على أجزاء الجسم التي يمكن ثنيها، مثل الكوع وخلف الركبتين، ويمكن أن تظهر على الرقبة والمعصم والكاحلين، بينما تظهر الصدفية على فروة الرأس والوجه وأسفل الظهر وراحتي اليد والكوعين والركبيتن وأظافر اليدين والقدمين وخلف الأذنين.
- تزيد حدة الإكزيما نتيجة أي مهيجات للجلد مثل الصابون والمنظفات والمواد المطهرة وبعض السوائل الناتجة عن الأطعمة ومهيجات الحساسية مثل الأتربة والحيوانات الأليفة، ولكن تزداد حدة الصدفية نتيجة العدوى أو الضغط أو التعرق والرطوبة والتغيرات الهرمونية وتناول بعض الأدوية المعينة.
- عادة ما تبدأ أعراض الإكزيما في عمر صغير (لدى الرضع والأطفال الصغار)، بينما الصدفية عادة ما تظهر بين عمري 15 إلى 35 عام، وأحياناً قد تحدث للأطفال الصغار، ولكن نادراً ما تظهر لدى الرضع.