كيف يؤثر الصيام على الجسم؟ كيف يكون تأثيره على كل من الكبد و الكلى و المعدة و الوزن؟ هل سيكون بالسلب أو بالايجاب ؟ اكتشف بنفسك لتتمتع بصوم صحي.
ما هي أول إجراءات الكبد للتغلب على نقص الطاقة ؟
يتمثل دور الكبد الأساسي خلال فترة الصيام في العمل على حفظ مستويات الجلوكوز –مصدر طاقة الخلايا– في الدم و ذلك من خلال عدة مسارات :
1 – زيادة معدل تكسير الجلايكوجين : و هو عبارة عن مادة تخزن بكميات محددة في الكبد ، و ينتج عن تكسيرها جزيئات جلوكوز . و في المتوسط يمكن لمخزون الجلايكوجين في الكبد حفظ مستويات الجلوكوز في الدم لفترة في حدود 12 ساعة .
2 – صنع جلوكوز جديد : للكبد أيضا القدرة على تصنيع جزيئات الجلوكوز من بعض المواد الخام التي تتوافر لديه مثل بعض أنواع الأحماض الامينية و المركبات الأولية الأخرى . و تبدأ هذه الخطوة إذا استمرت ساعات الصيام لفترة أطول مما يمكن للجلايكوجين وحده مسايرتها .
هل صحيح أن الصيام في رمضان يرتبط بانخفاض معدل حدوث نزيف بسبب دوالي المريء لدى مرضى الكبد ؟
وجدت بعض الدراسات التي استهدفت اكتشاف تأثير الصيام على مرضى الكبد أن نسبة كبيرة من الحالات المستقرة في فترة ما قبل رمضان لا يحدث لها أي آثار سلبية بسبب الصيام في رمضان .
و في دراسة على تأثير الصيام على مرضى الكبد وجد الآتي :
1 –التزام المرضى بالعلاج كان أفضل في المجموعة الغير صائمة مقارنة بالمجموعة الصائمة .
2 – الصيام ارتبط به زيادة في معدل أعراض عسر الهضم .
3 – لكن على عكس النتائج السابقة وجد أن معدل حدوث نزيف بسبب دوالي المريء كان أقل في المجموعة الصائمة مقارنة بالمجموعة الغير صائمة .
أي من هذه العوامل ترتبط بتأثير الصيام في رمضان على المرارة ؟
التأثير الايجابي للصيام على صحة المرارة مشروط بـتقليل الوجبات الدهنية الدسمة في رمضان ، و استبدالها بوجبات صحية غنية بالخضروات الطازجة . و هو ما سينعكس إيجابا على الوزن . و بالتالي سوف نتمكن من ضبط العوامل التي ترتبط بآثار سلبية على المرارة لتصبح متناغمة مع تأثير الصيام الايجابي على نسب الكولسترول بما يضمن فرص اكبر للحفاظ على صحة المرارة .
كيف يؤثر الصيام على نسب الكولسترول في الدم ؟
من الأخبار السعيدة أن هناك العديد من الدراسات التي تشير إلى أن صيام رمضان يرتبط بتغير ايجابي في نسب الكولسترول في الدم ؛ حيث ترتفع نسبة الأحماض الدهنية المفيدة للجسم في مقابل انخفاض نسبة الأحماض الدهنية الضارة . و هذا ينعكس على عمل القلب و الأوعية الدموية بكفاءة اكبر و تقليل احتمالات تصلب الشرايين و انسدادها .
صيام رمضان يؤدي لإذابة الأملاح المتراكمة في الجسم
الصيام بطبيعته يرتبط بنقص كميات السوائل في الجسم و التي يفترض بها تخفيف و إذابة الأملاح –تعبير مبسط لعمليات حيوية معقدة- ، لذا فإن أول انعكاسات الصيام تتمثل في زيادة نسبية في نسبة أملاح الصوديوم في الدم .
لكن في نفس الوقت فإن هناك بعض الآليات الدفاعية التي يلجأ لها الجسم خلال فترة الصيام لضبط التوازن بين نسب السوائل في الجسم و نسب الأملاح و يتمثل أهمها في زيادة الهرمون المضاد لإدرار البول بما يساعد على الاحتفاظ بالسوائل في الجسم لوقت إضافي .
ما هو العامل المؤثر على الوزن في رمضان ؟
لاشك في أن هناك العديد من العوامل التي ينبغي وضعها في الاعتبار من اجل تنبؤ تأثير الصيام على الوزن ، و من اجل الدقة فإننا يجب أن نفكر في تأثير رمضان بشكل عام على الوزن بما يشمل أوقات الصيام و أوقات الإفطار أيضا .
و من أهم هذه العوامل :
- توقيت رمضان و عدد ساعات الصيام .
- الحالة الصحية العامة للفرد و وزنه قبل رمضان .
- نمط التغذية خلال رمضان و معدل السعرات الحرارية اليومية .
- نمط ممارسة الرياضة في رمضان .
الصيام يسبب زيادة قرحة المعدة
رغم أن هناك بعض المعتقدات الشائعة بارتباط الصيام بزيادة قرحة المعدة ، إلا أن هذا الأمر غير مؤكد من ناحية الدراسات الطبية و يختلف وفقاً لتفاصيل الحالة الصحية لكل حالة على حدة ، و يتوقف بشكل خاص على نمط التغذية الخاص بكل حالة و انتظامها على خطتها العلاجية في رمضان .
كيف يؤثر الصيام على هرمون الجلوكاجون ؟
هناك العديد من التغيرات الهرمونية المصاحبة للصيام و التي يعتمد أغلبها على نظرية تعرض الجسم لضغط نتيجة انخفاض مستويات الجلوكوز و الجوع لفترات طويلة ، و من أهم هذه التغيرات الهرمونية
زيادة معدلات إفراز هرمون الجلوكاجون و الذي يعطي إشارات لزيادة نسبة الجلوكوز في الدم .
ليس للصيام أي تأثير على المفاصل و أمراضها
في كثير من حالات أمراض المفاصل ينعكس الصيام بتأثير ايجابي على الوضع العام للحالة من خلال عدة محاور غير مباشرة ، و أهمها :
1 – فقدان الوزن : يمثل فقدان الوزن لدى نسبة كبيرة من الصائمين عامل ايجابي على تحسن ألام المفاصل خاصة الركبة و القدمين .
2 – التغيرات المناعية : تمثل التغيرات المناعية التي تشمل انخفاض حدة المركبات المناعية المسببة للالتهابات عامل مساعد على تخفيف مشاكل المفاصل في الأشخاص الذي يعانون من أمراض المناعة الذاتية .
3 – الحالة النفسية : يمثل تحسن الحالة النفسية نتيجة الأجواء الرمضانية عامل مساعد على تخفيف الشعور بالألم لدى كثير من مرضى المفاصل خاصة كبار السن ، و الذين تكون لديهم نسبة من الأعراض الناتجة عن العوامل النفسية بجانب المشاكل العضوية للشيخوخة .
كيف تحافظ على صحة جهاز الهضمي في رمضان
بشكل عام فإن استفادة الجهاز الهضمي من شهر رمضان مشروطة بتبني بعض مبادئ نمط التغذية الصحية و تشمل :
- تنظيم مواعيد الوجبات :
من المعروف في رمضان أن وجبة الإفطار لها موعد ثابت بعد غروب الشمس و كذلك وجبة السحور قبل الفجر ، و بعض الناس يضيف وجبة ثالثة في منتصف فترة ما بعد الإفطار . و انتظام مواعيد هذه الوجبات يومياً يساعد الجهاز الهضمي على التكيف سريعاً مع نمط التغذية خلال رمضان بما يقي الإنسان من مشاكل الإمساك و عسر الهضم و الانتفاخ .
على جانب أخر فإن تناول الوجبات و المأكولات المتفرقة بشكل عشوائي طوال فترة ما بعد الإفطار يسبب عبء كبير على الجهاز الهضمي و يصعب من تنظيم عمله مما قد ينعكس في صورة عسر هضم أو إمساك .
- الحرص على الألياف الغذائية :
الحرص على تناول كميات كافية من الألياف الغذائية خلال فترة ما بعد الإفطار متمثلة في الفواكه و الخضروات الطازجة يضمن تسهيل عمل الجهاز الهضمي و انتظامه . على عكس الإكثار من الوجبات الدسمة و الدهنية .
- تناول كميات كافية من السوائل :
الحرص على شرب المياه بشكل منتظم و متوازن طوال فترة ما بعد الإفطار بجانب الحصول على سوائل إضافية من العصائر الطازجة و الفواكه يمثل عنصر إضافي لضمان عمل الجهاز الهضمي بكفاءة خلال رمضان .