قد يستخدم الطبيب اختبارات سيتوكروم P450 للمساعدة في تحديد كيفية معالجة الجسم (التمثيل الغذائي) للدواء، حيث يستخدم جسم الإنسان إنزيمات سيتوكروم P450 لمعالجة الأدوية، وقد تؤثر الأدوية على كل شخص بشكل مختلف، وذلك بسبب السمات الموروثة (الجينية)، والتي تسبب اختلافات في هذه الإنزيمات.
والفحص الجيني الدوائي، ويسمى أيضًا اختبار الجينوم في الصناعات الصيدلانية أو اختبار الدواء الجيني، هو دراسة كيفية تأثير الجينات على استجابة الجسم للأدوية. وتبحث الاختبارات عن التغييرات أو الاختلافات في هذه الجينات التي تحدد إذا ما كان الدواء يمكن أن يكون علاجاً فعالاً بالنسبة لك، أو إذا ما كان يمكن أن تتعرض لآثار جانبية من دواء معين.
ويتضمن إنزيم سيتوكروم P450 إنزيم CYP2D6، الذي يعالج العديد من الأدوية مثل مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للذهان. عن طريق فحص الحمض النووي لدى المريض لمعرفة بعض الاختلافات الجينية. ويمكن أن تقدم اختبارات CYP450 أدلة حول كيفية استجابة الجسم لمضاد اكتئاب معين. ويمكن للاختبارات CYP450 أيضًا تحديد الاختلافات في الإنزيمات الأخرى مثل إنزيم CYP2C19.
وأصبحت اختبارات CYP450 والاختبارات الجينية الأخرى (اختبارات التنميط الجيني) أكثر شيوعًا مع محاولة الأطباء فهم سبب مساعدة مضادات الاكتئاب لبعض الأشخاص دون الآخرين. في حين أن استخدام هذه الاختبارات قد يكون في تزايد، هناك قيود عليه.
فائدة اختبارات سيتوكروم P450
عادة ما توصف أدوية الاكتئاب بناء على الأعراض والتاريخ الطبي. وبالنسبة لبعض الأشخاص، يعمل مضاد للاكتئاب الذي تتم تجربته في البداية على أن يخفف أعراض الاكتئاب وله آثار جانبية مقبولة. ومع ذلك بالنسبة للعديد من الأشخاص الآخرين، فإن العثور على الدواء المناسب يتطلب التجربة والخطأ. وبالنسبة لبعض الأشخاص، قد يستغرق الأمر بضعة أشهر أو أكثر للعثور على مضاد الاكتئاب الصحيح.
واختبارات التنميط الجيني، مثل اختبارات سيتوكروم P450، قد تسرع من تحديد الأدوية التي من المرجح أن يتم معالجتها بشكل أفضل من قبل جسم المريض. وبشكل مثالي، قد يؤدي تحسين المعالجة إلى تقليل الآثار الجانبية وتحسين الفعالية، تستخدم اختبارات سيتوكروم P450 بشكل عام فقط، عندما لا تنجح معالجات مضادات الاكتئاب الأولية.
وتستخدم اختبارات التنميط الجيني في مجالات أخرى من الطب، على سبيل المثال يمكن لاختبار CYP2D6 أن يساعد في تحديد ما إذا كانت بعض أدوية السرطان مثل عقار تاموكسيفين لـ سرطان الثدي أكثر فعالية.
ويمكن أن يساعد اختبار CYP2C9 على تحديد الجرعات المناسبة من دواء الوارفارين المسيل للدم للحد من مخاطر الآثار الجانبية.
وينمو مجال علم الصيدلة الدوائي، وهناك العديد من أنواع اختبارات التنميط الجيني المتاحة. تختلف الاختبارات على نطاق واسع حسب فئات الأدوية التي يتم فحصها وكيفية إجراء الاختبارات.
الاستعداد لاختبارات سيتـوكروم P450
لن تحتاج إلى الصيام أو أن يكون لديك أي استعدادات خاصة قبل الإجراء.
التوقعات من اختبارات سيتوكروم P450
بالنسبة لاختبارات سيتوكروم P450، يتم أخذ عينة من الحمض النووي باستخدام إحدى الطرق التالية:
- مسحة الخد، تفرك مسحة قطنية في جانب الخد الداخلي للحصول على عينة من الخلايا.
- جمع اللعاب، سيُطلب منك بصق اللعاب في أنبوب جمع.
- فحص الدم، يتم سحب الدم من الوريد في الذراع.
بعد إجراء الاختبار
يجب أن يستغرق أخذ عينة الحمض النووي بضع دقائق فقط، ثم يتم إرسال العينة إلى مختبر حيث يتم تحليل الحمض النووي للبحث عن جينات محددة.
نتائج اختبارات سيتوكروم P450
عادة ما يستغرق الأمر عدة أيام إلى أسبوع للحصول على نتائج اختبارات سيتوكروم P450، ويمكنك أنت والطبيب مناقشة النتائج، وكيف يمكن أن تؤثر على خيارات العلاج.
وتعطي اختبارات سيتوكروم P450 أدلة حول مدى كفاءة الجسم في معالجة الدواء عن طريق النظر على إنزيمات معينة. يمكن تصنيف النتائج وفقًا لمدى سرعة الاستقلاب لدواء معين، على سبيل المثال قد تظهر نتائج اختبار CYP2D6 أي من هذه الأنواع الأربعة ينطبق عليك:
- قصور في عملية الأيض، فإذا قمت بمعالجة دواء معين أبطأ من المعتاد بسبب إنزيم مفقود، يمكن أن يتراكم الدواء في الجهاز الهضمي. وهذا التراكم يمكن أن يزيد من احتمال أن يسبب الدواء آثارًا جانبية، قد يمكنك الاستفادة من هذه الأدوية، ولكن بجرعات أقل.
- معدل متوسط لعملية الأيض، فإذا كانت وظيفة الإنزيم قليلة في معالجة الأدوية، فقد لا تقوم بمعالجة بعض الأدوية، وكذلك الأشخاص الذين يتم تصنيفهم في إطار عملية الأيض ذات المعدل الطبيعي.
- معدل طبيعي لعملية الأيض (المعروف أيضاً باسم الأيض الشامل)، إذا أظهر الاختبار أنك تعالج بعض مضادات الاكتئاب بشكل طبيعي، فمن المرجح أن تستفيد من العلاج ويكون لديك آثار جانبية أقل من الأشخاص الذين لا يقومون بمعالجة هذه الأدوية على وجه الخصوص.
- معدل فائق السرعة لعملية الأيض، ففي هذه الحالة تترك الأدوية الجسم بسرعة كبيرة، غالبًا قبل أن تتاح لها الفرصة للعمل بشكل صحيح، ستحتاج على الأرجح لجرعات أعلى من الجرعات المعتادة من هذه الأدوية.
ولا يفيد اختبار CYP450 لجميع مضادات الاكتئاب، ولكنه يمكن أن يوفر معلومات حول كيفية معالجة عدد منها، فمثلا:
- يشارك إنزيم CYP2D6 في عملية تأييض مضادات الاكتئاب مثل فلوكسيتين، وباروكسيتين، وفلوفوكسامين، وفينلافاكسين، وأيضًا مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل نورتريبتيلين، وأميتربتيلين، وكلوميبرامين، وديسيبرامين، وإيميبرامين. ويمكن أن يؤدي تناول بعض مضادات الاكتئاب مثل فلوكسيتين وباروكسيتين إلى إبطاء إنزيم CYP2D6.
- يشارك إنزيم CYP2C19 في عملية تأييض سيتالوبرام وإسيتالوبرام.
قيود اختبارات سيتوكروم P450
على الرغم من أن اختبارات سيتوكروم P450 لديها إمكانيات، إلا أن لها بعض القيود:
- الاختبارات متوفرة لأدوية معينة فقط، وأيضًا كل اختبار خاص بدواء واحد فقط، لذلك قد يتطلب تغيير الدواء اختبار آخر.
- لا يمكن للاختبار التنبؤ بأفضل أدوية بالنسبة لحالتك، حيث أنه يقوم بتقديم أدلة على مدى فاعليتها.
- لا تبحث الاختبارات إلا في بعض الجينات المشاركة في كيفية استخدام الجسم لأدوية معينة، لذلك قد تؤثر العوامل خارج نطاق الاختبار على تأثير مضادات الاكتئاب عليك.
- تركز الاختبارات على كيفية قيام الجسم باستقلاب الدواء، وليس ما يفعله الدواء للجسم مثل كيفية تغيير العقار لمستقبلات الدماغ لتحسين الأعراض.
- ليس من الواضح تمامًا مدى فائدة الاختبارات في اختيار مضاد للاكتئاب المناسب، حتى إذا خضعت للاختبارات، فقد تحتاج إلى تجربة مضادات مختلفة للاكتئاب وجرعات مختلفة لتحديد أفضل ما يناسبك.
وعلى الرغم من القيود، يستخدم بعض الأطباء اختبارات سيتوكروم P450 ويعتقدون أنها مفيدة. ومع ذلك لا يقصد من هذه الاختبارات أن تكون هي الطريقة الوحيدة لتحديد مضادات الاكتئاب التي يجب تجربتها، حيث إنها مجرد أداة واحدة قد تساعد، لا تزال تجربة تناول مضادات الاكتئاب بناءً على تاريخك وأعراضك الطبية، تُعد هي الطريقة القياسية لتحديد أفضل علاج يناسب احتياجاتك.