لا حديث لمواقع التواصل الاجتماعي الأيام الماضية، إلا عن حكاية “لازم اعيش” في مسلسل “إلا أنا” الاجتماعي، والذي مازالت تعرض حلقاته، ويتناول قصة فتاة مصابة بـ البهاق ومعاناتها مع المجتمع حولها منذ الطفولة، وتجسد البطولة الفنانة جميلة عوض.
الحقيقة أن هذه الحكاية تحديدا من المسلسل، حققت نجاح كبير ظهر بشكل واضح في تصدر المسلسل محركات البحث، وتعليقات المتابعين، الذي شارك بعضهم حكاياته الشخصية التي مر بها بسبب إصابته بالبهاق.
ولكن ليس المتابعين وحدهم، بل يبدو أن نجاح هذه الحكاية التي لامست قلوب المشاهدين، دفع بعض من المشاهير أيضا مشاركة “حكايتهم” الشخصية مع المرض، وأبرز من تصدر المواقع كانت حكاية المذيعة وخبيرة التجميل “لوجينا صلاح“.
لوجينا واحدة من كثير من الفتيات اللاتي كتب لهن القدر، أن يكن مميزات في حياتهن وأن يكن مختلفات، لكن المجتمع الذي يرفض تقبل كل هو مختلف عنه، تسبب في جعل هذا الاختلاف بمثابة عائق أو حمل ثقيل، لدرجة دفع بعضهم لمحاولة إخفائه عن الآخرين.
ذكرت لوجينا كيف أنها كانت تقوم باستخدام “مستحضرات التجميل” لإخفاء “اختلافها”، وهو ما شاهدناه تقوم به البطلة “جميلة عوض” في المسلسل أيضا، بعد تنمر صديقاتها في المدرسة المتواصل ضدها، لدرجة أن قام أهلها بتغيير المدرسة أكثر من مرة.
الحقيقة أن هذا المشهد المؤلم ليس من نسيج الخيال، بل للأسف كثير من الأشخاص تعرضوا لمثل هذا النبذ من الآخرين سواء بسبب “البهاق” أو غيره، ليأثر نفسيا بشكل كبير عليهم، ومنهم من استطاع تخطي هذا الأمر ومنهم من أثر الضغط عليهم بشكل سلبي.
“رامي جمال“.. مغني معروف كان له قصة مشابهة مع البهاق في وقت سابق، حيث شارك العالم معاناته بعد ظهور بقع البهاق، وابتعاد البعض عنه ظنا منهم أن المرض معدي! الأمر الذي دفعه إلى التفكير جديا في الاعتزال عن ما يحب وترك عمله، إلا أن الدعم الذي حصل عليه من الأشخاص المتفهمين والمتابعين له، جعله يتراجع عن ذلك، وساعده كثيرا على تقبل نفسه.
حقائق يجب أن يعلمها الجميع عن البهاق
إذا كان مسلسل “لازم أعيش” قدم عمل درامي يحكي معاناة المصابين بالبهاق، يأتي دورنا هنا في القيام بتقديم التوعية اللازمة عن بعض الحقائق الطبية الخاصة بالمرض التي يجب أن يعرفها الجميع، حتى لا نساهم بشكل أو آخر في زيادة أي أعباء على المصابين بالبهاق، ومن أهم هذه الحقائق:
- البهاق يتسبب في فقدان الجلد لونه الطبيعي بسبب توقف خلايا الميلانين عن عملها، ويظهر ذلك في شكل بقع في أنحاء مختلفة من الجسم.
- البهاق ليس معدي.
- البهاق قد يكون أكثر ظهورا عند الأشخاص من أصحاب البشرة الداكنة.
- يشكل الأطفال تقريبا ما يعادل 25 إلى 38% من مرضى البهاق.
- لا يمكن تحديد مسار معين لتطور البهاق، فقد يختلف مظهر البقع بمرور الوقت.
- بالرغم من عدم تحديد السبب وراء توقف خلايا الميلانين عن عملها، إلا أن ذلك يمكن أن يكون بسبب عوامل وراثية، أو اضطرابات في جهاز المناعة، أو الضغط النفسي أو حروق الشمس.
من المهم جدا معرفة أن الأشخاص المصابين بالبهاق، قد يكونون أكثر عرضة للمشاكل الاجتماعية أو النفسية مثل التوتر والخجل والشعور بالحزن! وذلك بسبب تعامل المجتمع حولهم بشكل خاطئ تماما، لذلك من المهم جدا أن نعلم أطفالنا منذ الصغر كيفية احترام الآخر وتقبله، وعدم إيذاء مشاعر الآخرين.
عموما العائلة هي المصدر الرئيسي لكل دعم يمكن تقديمه، سواء كان بالمشاعر أو من خلال البحث عن طبيب متفهم ومدرك للحالة، أو مجموعات الأشخاص الداعمين الذين يمرون بنفس الحالة “العلاج الجماعي”، كما يمكنكم معرفة المزيد من التفاصيل عن كل ما يخص البهاق .
في النهاية لنذكر أنفسنا دائما.. لا يجب أن نكون سببا في ألم الآخرين، فكلنا نحتاج الدعم في وقت من الأوقات من حياتنا..