في حدث كان ينتظره الآلاف ليلة أمس تم الإعلان في مؤتمر نظمه رجل الأعمال إيلون ماسك مع شركته Neuralink عن اختراع شريحة إلكترونية متناهية الصغر يتم زراعتها في المخ والتي ستقوم بإحداث ثورة في عالم الطب ومجالات علمية أخرى، والتي تمت الموافقة على بدء تصنيعها من قبل منظمة الغذاء والدواء الامريكية FDA بحسب تصريح ماسك.
بدأ المؤتمر بإعلان إيلون ماسك عن إتمام تصنيع الإصدار الأول من الشريحة وهي عبارة عن خيوط متناهية الصغر (أقل بمراحل من سمك الشعرة الواحدة) والتي يتم زراعتها في القشرة المخية (وهي الطبقة السطحية من المخ) وسيتم إيصالها خارجيا بجهاز ضئيل بحجم العملة المعدنية يوضع على فروة الرأس تحت الشعر تكاد لا تراه العين، حيث قال ماسك “يمكنني أن أكون واضعا له الآن وأنتم لا ترونه” تعبيرا عن مدى صغر حجمه.
وسيتم زراعة هذه الشريحة بعملية بسيطة جدا (قد تكون أبسط من عملية الليزك) باستخدام روبوت وبدون تخدير عام، وتستغرق حوالي الساعة بجرح بسيط في فروة الرأس، يمكنك بعدها الذهاب لمنزلك في نفس اليوم، كما أوضح ماسك أنه يمكن للشخص إزالتها أيضا بعملية بسيطة إذا لم يعد يريدها بدون أي مضاعفات صحية.
بعد استعراض شكل وحجم الجهاز، صرح ماسك أن الهدف المبدأي للشريحة هو هدف طبي بحت، حيث تم تصميم أول نسخة أو إصدار من الجهاز ليقوم بقراءة نشاط المخ في القشرة الخارجية وهي المسئولة عن عمليات كثيرة مثل السمع والإبصار.
وعن إمكانيات الشريحة الحالية والتي مازالت في مرحلة التطوير يقول ماسك “من خلال الشريحة نهدف لعلاج الأمراض والمشاكل المرتبطة بالقشرة المخية، مثل الصمم وفقدان البصر، وعلاج إصابات الحبل الشوكي والشلل بأنواعه ونوبات الصرع والسكتة الدماغية والأرق والإدمان والألم الشديد، كما ستتيح علاج فقدان الذاكرة والاكتئاب ومشاكل عقلية ونفسية أخرى”، وحتى سيمكنها التنبؤ بوجود مشكلة صحية على وشك الحدوث مثل الأزمات القلبية.
ومن خلال قراءة نشاط المخ يمكن معرفة الحالة المزاجية والتغيرات الكيميائية التي تتم في المخ والكشف عن وجود أي خلل وإرسال إشارة به، مثل ما يحدث الآن مع الهواتف والساعات الذكية التي يمكنها تتبع نبضات قلبك وضغط دمك بتطبيقات بسيطة، كما سيمكنها تخزين المعلومات وإعادة استرجاعها في أي وقت.
صرح ماسك أيضا وفريقه البحثي والتقني أن الهدف من هذه شريحة Neuralink أيضا هو محاولة الوصول لكيفية عمل وعي الإنسان وإدراكه وما الذي يميزه عن الآلات، وبذلك نستطيع التغلب على الذكاء الاصطناعي وتطوره المخيف.
هناك أيضا عدة إمكانيات أوضحها الفريق التقني أنه من خلال الشريحة سيكون لديك القدرة على التحكم في الأجهزة الإلكترونية مثل الكومبيوتر والموبايل وأيضا تشغيل وتحريك سيارات تسلا (السيارات الكهربية التي طورتها شركة تسلا المملوكة لإيلون ماسك أيضا)، كما سيمكنك التحكم في الشريحة نفسها من خلال تطبيقات يتم تحميلها على الموبايل أو الكومبيوتر والتي سيكون لديها حماية عالية المستوى لمنع اختراقها وسرقة البيانات الشخصية منها.
من الجدير بالذكر أن تجارب الشريحة تمت على الخنازير وستتم التجارب على البشر قريبا جدا خلال العام الجاري، حيث استعرض ماسك في المؤتمر الخنازير التي تم تركيب الشريحة لها منذ شهرين ومراقبتها على الهواء مباشرة، وإحداهما تم تركيب الشريحة لها وإزالتها ومازالت في حالة صحية جيدة.
لا تتوقف طموحات ماسك وفريقه عند هذا الحد فقط، بل يطمح الفريق في المستقبل لتطوير عدة إصدارات من شريحة Neuralink والتي سيكون لها القدرة على إتاحة التخاطر عن بعد بين الأشخاص الذين يضعون نفس الشريحة برضاء الطرفين، كما يمكن التحكم في المشاعر مثل الغضب والفرح والحزن.. تخيل أن يكون لك القدرة على استبعاد مشاعر الحزن لديك للأبد!!
على قدر عظمة ما يمكن لهذه التكنولوجيا أن تحققه للبشرية، فقد تكون مخيفة بنفس القدر كما نشاهده في مسلسلات وأفلام الخيال العلمي، لا يسعنا إلا أن ننتظر ونرى ما يخبئه لنا المستقبل والتطور العلمي بكل ما يحمله.
فيديو البث المباشر لمؤتمر إيلون ماسك وشركة Neuralink