بالرغم من كل التحذيرات حول أهمية الحجر الصحي للوقاية من فيروس كورونا وعدم نشر العدوى، إلا أن الكثير من الأشخاص للأسف لم يستيجبوا لكل تلك التحذيرات، بل ونجد التجمعات كما هي في الشوارع وكأن ليس هناك أزمة يمر بها العالم الآن!
الحقيقة أن عدم استجابة الناس للبقاء في منازلهم رغم خطورة فيروس كورونا، أثار التساؤلات عن الأسباب وراء تلك اللامبالاة! يمكن للسطور التالية أن تخبرنا بعضا منها.
لماذا يرفض الناس الحجر الصحي رغم خطورة فيروس كورونا؟
هذا السؤال يثير فضول الكثير من الأشخاص عن التجمعات التي نراها في الشارع بالرغم من كل هذه التحذيرات! لماذا يرفض الناس ما هو أفضل لصحتهم؟ حسنا بالبحث عن الأسباب قد تكون العوامل النفسية هنا هي السبب الأبرز لذلك، لنتعرف عليها.
الممنوع مرغوب
يرى بعض الباحثين أن الإنسان بطبعه يحب ويرغب بشدة في الأشياء الممنوع منها! فهو يشعر أن حريته محدودة هنا ولا يكف عقله عن التفكير في الشئ الذي حرم منه، كحرمان من نوع معين من الطعام مثلا لأن فيه ضرر لك، والبعض هنا يرى في الحجر الصحي ، تقييد لحريته وقد يرفض القيام بالأمر حتى لو فيه صالحه!
الشعور بالتميز
البعض يعتقد في رفضه للأوامر بأنه مميز عن كل أولئك الذين اتبعوا التعليمات! وهو شعور رائع ولكن ليس في كل وقت وليس مع هذا التهديد الذي قد يصل إلى الأب أو الأم أو أي شخص تعرفه يعاني من مناعة ضعيفة!
وزير الداخلية الفرنسي كريستوفر كاستانر صرح قائلا “البعض يعتقد أنهم أبطال برفضهم القواعد، حسنا أنت لست كذلك.. أنت غبي وتشكل تهديدا لنفسك”
يبدو أن العلم يدعم تصريحات وزير داخلية فرنسا، حيث كشفت دراسة أجريت في جامعة هارفرد أن الأشخاص الذين يعتقدون أنهم مميزون بشكل ما، هم الأقل تقبلا للأوامر، حيث يرون في أنفسهم أنه لا يجب أن يفرض عليهم شئ، بل قد يفضلون خسارة شئ ما في مقابل عدم الخضوع للأوامر! حسنا يبدو أنهم قرروا هنا خسارة صحتهم.
مقاومة التغيير.. حتى لو في صالحنا!
يبدو أننا كبشر نجد صعوبة في تغيير عاداتنا ومعتقداتنا التي ترسخت على مدار السنين، لكن لماذا نقاوم التغيير حتى إن كان في صالحنا؟ وخاصة في أزمة عالمية مثل هذه التي نعيشها وتؤثر بشكل صريح على صحتنا نحن ومن نعرفهم؟ موقع Psychology Today يلخص هذه المقاومة في مصطلح inertia “القصور الذاتي” فيما معناه عدم الرغبة في القيام بأي شئ أو مقاومة التغيير!
هذا المصطلح يفسر عدم تقبل الجسم لأي تغيير جديد بسهولة قد يؤثر على توزان الجسم، حتى لو كانت إيجابية للجسم! مثل اتباع نظام رجيم مثلا!
بل يوضح الموقع أيضا أن تقبل التغيير تتحكم فيه مناطق معينة في أدمغتنا تعرف بالعقد القاعدية التي تتحكم في عملية اتخاذ القرار، تقوم بحماية العادات اليومية التي نقوم بها، وإجراء أي تغيير في هذه العادات اليومية، يمكن أن يتعارض مع المسارات العصبية المعتادة.
لذلك تتطلب الأفعال الجديدة الواعية مزيد من الجهد منا للقيام بها وتقبلها، مما قد يفسر اختلاف القدرات بين الناس حول سرعة تقبل الأوضاع الجديدة التي يمر بها العالم الآن.
لا فرق بين العالم الأول والعالم الثالث
لا تستغرب إن كنت تعتقد عزيزي المواطن العربي أن هذه السلوكيات الغريبة من رفض ما هو في صالحنا ينطبق على دول العالم الثالث فقط! أنت مخطئ مؤخرا في الولايات المتحدة في الأيام القليلة الماضية اجتمع مجموعة من طلاب الجامعات في ولاية ميامي الأمريكية احتفالا بأجازة الربيع بالرغم من التحذير بمحاكمتهم!
أحد الشباب المشاركين صرح “إذا أصبت بالكورونا، فقد أصبت بها.. في النهاية لن أدع الأمر يوقفني” حسنا ماذا يمكن القول بعد ذلك؟
ليس الولايات المتحدة فحسب، حتى فرنسا وأستراليا، حسب التقارير المنشورة يعاني المسؤولين هناك من عدم اتباع فئات كثيرة من الشعب للأوامر بالبقاء في المنزل، مما يدفع الحكومات لتطبيق الأمر بالقوة أحيانا أو بفرض الحظر التجوال أحيانا أخرى.
الصين تتغلب على الأزمة بالالتزام
صحيح أن الصين هي منبع الأزمة وهي الدولة التي كان تسجل أكبر عدد من الحالات المصابة، ولكن الوضع اليوم مختلف تماما عزيزي المواطن العربي.. الصين سجلت صفر حالات مصابة لأيام متتالية! هل تريد معرفة السبب؟ الشجاعة والصبر والتضامن، هذه هي الكلمات التي عبر بها الرئيس الطبي للعيادة الدولية في ووهان “فيليب كلاين”، والذي عبر عن قلقه من أولئك الأشخاص الذين لا يتبعون إجراءات الوقاية والتعليمات من أجل احتواء الفيروس.
بل حث الدكتور فيليب الناس حول العالم النظر إلى الحجر الصحي في الصين كمثال يحتذى به، وهي الدولة التي تحتوي على عشرات الملايين من المواطنين.
ما هي قصة فيروس كورونا؟
بشكل سريع، وإن كنت أعتقد أن لا أحد الآن أصبح لا يعلم ما قصة فيروس كورونا، ولكن لا بأس ببعض المعلومات السريعة، فيروس كورونا واسمه العلمي (COVID-19)، ينتمي لعائلة فيروسات كورونا الكبيرة التي ضربت عالمنا قبل ذلك مع فيروس سارس، ثم فيروس ميرس الشرق أوسطي.
الفيروس الجديد القادم من الصين هو سلالة جديدة، يهاجم الجهاز التنفسي بأعراض متوسطة أو شديدة تصل إلى الالتهاب الرئوي الذي قد يسبب الوفاة كما سمعنا خاصة لأصحاب الأمراض التنفسية والمناعة الضعيفة وكبار السن!
العلماء حتى الآن يحاولون كشف ماهية الفيروس، وإيجاد اللقاح والعلاج له، خاصة مع ارتفاع معدل الإصابات والوفيات كما هو الحال في إيطاليا وأسبانيا، وتقريبا كل دول العالم الآن وصل إليها الفيروس القاتل الذي نأمل أن يتمكن العلماء من الوصول للعلاج المناسب له في أسرع وقت.
تعرف على آخر إحصائيات فيروس كورونا في مصر والعالم أول بأول.. من هنا.