رب صدفة خير من ألف علاج! هذا ما يمكن وصفه بعد توصل مجموعة من الباحثين البريطانيين إلى ما قد يكون علاج يمكنه القضاء على السرطان بجميع أنواعه، أثناء القيام بأبحاثهم على نوع جديد من الخلايا المناعية!
تعود قصة الاكتشاف المثير إلى الوقت الذي كان يقوم فيه الباحثون بجامعة كارديف بتحليل الدم من أحد بنوك الدم الموجودة في ويلز ببريطانيا، وذلك من أجل القيام بالبحث عن الخلايا المناعية التي يمكنها محاربة البكتيريا، لتؤدي أبحاثهم إلى اكتشاف نوع جديد من الخلايا التائية!
وتحتوي الخلايا التائية المكتشفة على مستقبلات (لم يتم ملاحظتها مسبقا) والتي تقوم بعمل يشبه الملاقط للخلايا السرطانية، مع ترك الخلايا السليمة.
وبعد القيام بمزيد من الأبحاث في المختبر، أظهرت النتائج أن الخلايا المناعية التي اتحدت مع المستقبلات، ساعدت على القضاء على عدة أنواع من السرطان هي (الرئة، والجلد، والدم، والقولون، والثدي، والعظام، والبروستاتا، والمبايض، والكلى، وعنق الرحم)
وقد صرح أندرو سيويل الباحث في الدراسة من كلية الطب بجامعة كارديف “من غير المعتاد أبدا أن يتم العثور على خلية يكون لديها القدرة على علاج أنواع متعددة من السرطان، مما يرفع احتمالية وجود العلاج الشامل”
ولكن أوضح البروفيسور أندرو أيضا في تصريحاته معلومة مهمة “قد تكون هذه الخلية المناعية نادرة جدا، أو قد تكون هذه المستقبلات موجودة لدى العديد من الأشخاص، ولكن لسبب ما لم يتم اكتشاف الطريقة التي يمكن بها تنشيط هذه الخلايا”
جدير بالذكر أيضا أن هناك بالفعل علاجات تعتمد على الهندسة المناعية لمحاربة أنواع معينة في السرطان، منها سرطان الدم، لكنها لا تتعامل من أنواع السرطان الصلبة، وهي تمصل معظم أنواع السرطان.
كيف تعمل الخلايا المناعية ضد السرطان؟
هذه العلاجات المعروفة بـ CAR-T و TCR-T أخذ خلايا مناعية من المريض، ويتم تغييرها بعد ذلك، بحيث يمكن غلق الجزئيات التي توجد على سطح الخلايا السرطانية، لتنمو الخلايا المناعية بصورة كبيرة ثم تحقن في مجرى دم المريض.
وترتبط الخلايا الجديدة المكتشفة بجزئ موجود على الخلايا السرطانية اسمه MR1 وهو متشابه بشكل كبير بين البشر، وبالتالي يمكن مشاركته مستقبلا بين البشر في المستقبل، مما يزيد إمكانية إنشاء بنوك من أجل الخلايا المناعية الخاصة للحصول على العلاج الفوري.
نتائج مشجعة
جدير بالذكر انه عندما تم حقن هذه الخلايا المناعية في الفئران الحاملة للسرطان البشري، كانت النتائج مشجعة للباحثين للتخلص من السرطان.
كما أظهرت النتائج أن الخلايا التائية التي تم الحصول عليها من مرضى سرطان الجلد، والتي تم تعديلها لتناسب المستقبلات الجديدة، لم تقم فقط بتدمير الخلايا السرطانية الخاصة بالمريض، بل والخلايا السرطانية الخاصة بمرضى آخرين في المختبر.
تم نشر النتائج في مجلة Nature Immunology.