في واقعة مؤسفة وغريبة توفي طالب في الصف السادس الابتدائي على يد زميل له في إحدى المدارس بالرياض بالسعودية، مسببة الصدمة والاستنكار من كل المتابعين! لذلك كان لابد من توضيح أهم حلول العنف المدرسي التي يمكن اتباعها لحماية أطفالنا.
الحقيقة أن تفاصيل الحادث مازالت غامضة، لم يعرف منها حتى اللحظة سوا أن الطالب ذو الـ 12 عاما لقى حتفه اختناقا في ساحة المدرسة على يد زميله، لكن كيف يمكن أن يحدث لك؟ نقصد هنا كيف يمكن أن يصل العنف إلى هذه المرحلة بين طلاب مازالوا في المرحلة الابتدائية؟ الأمر هنا يحتاج إلى وقفة.
أسباب العنف في المدارس
قبل طرح حلول العنف المدرسي يجب ذكر الأسباب أولا، حيث تتعدد الأسباب وراء حدوث العنف المدارس، منها ما هو متعلق بالبيئة أو الأسرة أو المدرسة نفسها، ويمكن تلخيصها بشكل موجز في النقاط التالي:
البيئة
البيئة تشكل جزء كبير من تصرفات أطفالنا، فالمكان والمستوى والمادي وأسلوب المعيشة التي يوجد بها الطفل تؤثر بشكل كبير يمكن أن تجعل منه شخص معادي للمجتمع، خاصة إن كان محاط بسلوكيات سيئة ممن حوله سواء من الأسرة أو الأصدقاء أو الأشخاص الذين يتعامل معهم بشكل عام في حياته.
مثيري العنف في المدرسة
قد نجد هذا النموذج في بعض المدارس، فنجد مجموعة أصدقاء السوء الذين يقومون بإثارة المشاكل المختلفة في المدرسة، مع طابعهم العنيف مع الآخرين، وقد يزداد الأمر سوءا في بعض المدارس كبيرة الحجم التي تستوعب عد
أكبر من الطلاب، على عكس المدارس الصغيرة.
المجتمع
عادات المجتمع والتغييرات المستمرة فيه تشكل كبير من عادات الأطفال، فغياب الرقابة أو البرامج الصيفية والترفيهية لها دور كبير في زيادة معدل العنف، والتي قد تزداد خاصة مع أوقات الخروج من المدرسة أو في المساء.
الأسرة
هي العمود الأول والأساس لتربية الطفل وتنمية سلوكه، وغياب دور الأسرة خاصة مع التحديات والصعوبات والضغوط المتسمرة، كلها أمور تسبب غياب دور الأبوين، وبالتالي قيام الطفل بتعويض هذا الغياب بسلوكيات خاطئة.
ويزداد الأمر سوءا في حال كانت هذه الأسرة تتميز بالعنف في سلوكياتها أو كوجود الضرب المستمر أو العنف بين الزوجين أو وجود الأسلحة.
حلول العنف المدرسي
بما أن الأمر مفزع لم نستطع أن نمر عليه مرور الكرام، وانطلاقا من واجبنا ودورنا في توعية المجتمع العربي بالمشكلات الطبية العضوية أو النفسية التي تواجهه، جمعنا هنا أهم النصائح وحلول العنف المدرسي التي يمكن اتباعها للانتباه إلى أطفالنا خاصة مع تزامن بدأ العام الدراسي الجديد في كل البلاد العربية.
يجب على المدرسة تحديد الطلاب الذين يعانون من المشاكل، والذين يكونون عرضة لارتكاب أعمال عنيفة بشكل أكبر.
- يجب أن يكون لدى المدارس متخصصون في مجال الصحة النفسية، حيث يجب أن يكون هناك مستشار مدرب بشكل جيد أو أخصائي اجتماعي أو أخصائي نفسي يفهم الأطفال ويكون ماهر في التدخل في مشاكلهم.
- يجب على المدارس تثقيف ودعم المعلمين يتعرضون لضغوط هائلة كل يوم، كما أنه في حالة حدوث هجوم يعلمون أنه يتعين عليهم التعامل مع الموقف وحدهم، واتخاذ قرارات سريعة مؤثرة على الأطفال، لذلك إنهم بحاجة إلى تعلم مهارات التعامل مع هذه الحالات الطارئة.
- يجب أن توفر المدارس الدعم العاطفي والاجتماعي للطلاب، فلم يعد دور المدرسة التركيز فقط على تعليم الأطفال والحصول على الدرجات العالية، وذلك من خلال المناقشات الجماعية الأسبوعية مع الأطفال للحديث عن مشاعرهم وأي مشاكل اجتماعية يواجهونها.
- يجب على المدارس تثقيف ودعم الآباء، يجب على المدرسة أن ترى أن للوالد دورًا رئيسيًا في إنهاء العنف المدرسي، يجب أن يزودهم الأخصائيون في المدارس بالدعم العاطفي، وإشراك الآباء في وضع خطط للحفاظ على سلامة أطفالهم، وإعطائهم التوجيه حول كيفية التحدث مع أطفالهم حول المشكلة.
وأنت هل صادفك موقف لطفلك في المدرسة تعرض فيه للعنف؟ وكيف كان تعاملك معه؟