توصل باحثون أمريكيون لمركب نباتي يمكن أن يصنع منه وسيلة آمنة من وسائل منع الحمل للرجال عن طريق الفم، حيث يستهدف المركب بنجاح البروتينات المعروفة بأنها مفتاح خصوبة الحيوانات المنوية.
ووجدت دراسة جديدة أن مستخلصات نباتية لدى المحاربين الأفارقة تعرف باسم “سم إيقاف القلب heart-stopping poison” يمكن صنع مركب منها، يكون منافسا في البحث عن وسائل منع الحمل للرجال عن طريق الفم.
ويطلق على هذا المركب إسم “أوبين Ouabain”، ولكن نظرا لخطر تلف القلب فإنه لا يمكن أن يؤخذ بمفرده.
كما يمكن أن تؤخذ هذه المستخلصات من الجذور والسيقان والأوراق والبذور، كما تنتج أيضا في أجسام الثدييات، وإن كانت بجرعات منخفضة، ومن المرجح أن تبقي ضغط الدم تحت السيطرة.
ووفقا لدراسة جديدة على الفئران، يغلق “أوبين” الصوديوم وأيونات الكالسيوم التي تتحرك من خلال نوع من بروتين غشائي يسمى (Na,K-ATPases)، وتتكون هذه من وحدات البروتين الفرعية، وتوجد في أغشية الخلايا.
ويعتقد الباحثون أن المركب يمكن أن يكون لاعباً حاسماً في التوصل لوسائل منع الحمل للذكور، وفقا للدراسة المنشورة في دورية الجمعية الكيميائية الأميركية في الكيمياء الطبية ACS.
وقال مؤلفوا الدراسة: “إن النهج لتطوير وسائل منع حمل ذكورية، هو استهداف للبروتينات الضرورية لخصوبة الحيوانات المنوية”.
وأضافوا: “أن الاستنتاج بأن بعض البروتينات يعبر عنها بشكل خاص في شكل الحيوانات المنوية، يوفر فرصة إضافية للتدخل في خصوبة الذكور، والتقليل من الآثار الجانبية السامة الأخرى، وقد أظهرت الأدلة من مختبرنا أن Na,K-ATPase α4 هو هدف جذاب لوسائل منع الحمل الذكورية”.
ووجد البحث أن هذا المركب لم يكن له أي سمية على الفئران، فبعد العلاج تذهب خلايا الحيوانات المنوية دون أن تصاب بأذى، ويقوم المركب بـ “تثبيط مؤقت لخصوبة الذكور” يزول أثره لاحقا.
والحديث عن منع مسببات الحمل عند الرجال قديم، وكان الخيار الأول المتاح لهذا الغرض هو قطع القناة الدافقة لكنه يعني العقم الدائم.
وقبل عامين أعلن علماء بريطانيون لأول مرة أن حبوب منع الحمل للرجال تخضع للاختبار، وقالوا أن هدفها خفض الخصوبة من خلال إيقاف قدرة الحيوانات المنوية على السباحة ضمن السائل المنوي لمنع تلقيح البويضة.
وتعاني ملايين النساء في العالم من التأثيرات النفسية لـ حبوب منع الحمل الهرمونية، ما يجعل حبوب منع الحمل للرجال ترفع العناء عن النساء في تحمل هذا الأمر بمفردهن.