نجح فريق طبي في مصر بقيادة الطبيب المصري وائل البنا – استشاري أمراض النساء والتوليد وعضو البورد الأوروبي للنساء والتوليد – في استئصال مشيمة ملتصقة ومتغلغلة للمثانة لامرأة حامل في الشهر الثامن، مع إنقاذ رحم الأم في واحدة من أصعب 3 حالات مشيمة ملتصقة في العالم، والتي لم يستطع علاجها الأطباء في لندن.
إيمان مواطنة إنجليزية من أصول عربية وأم لـ 5 أطفال تمت ولادتهم بعمليات قيصرية، لكن في حملها السادس انقلب كل شيء رأسا على عقب، ودخلت الأم في دوامة تشخيصات خاطئة بدون معرفة أسباب واضحة وصريحة لحالتها، وأخيرا توصل الأطباء في لندن أنها حالة ميئوس منها من حالات المشيمة الملتصقة placenta accreta، ولا مفر من ضرورة إجهاض الجنين واستئصال الرحم لإنقاذ حياة الأم، لأنه هناك احتمال كبير من حدوث نزيف لن يتم السيطرة عليه أثناء العملية قد يودي بحياتها!
الأمر زاد تعقيداً مع إيمان بعدما أوضح لها الطبيب في الشهر السابع بأن الجنين يعاني من مياه على الرئة، في هذا التوقيت بدأت إيمان حربها في الحفاظ على صحتها وصحة جنينها وبدأت رحلة البحث عن من يسعفها وينجيها هي وجنينها.
ورفضت إيمان الحل الذي اقترحه الأطباء في لندن على الرغم من كم المخاوف التي أوضحها الأطباء، وصرحت أن هذا دفعها للبحث عبر الانترنت عن حالات مشابهة، ومن هنا تعرفت على الدكتور المصري/ وائل البنا، وتواصلت معه وشرحت له حالتها كاملة، مما أثار اهتمامه وبدأت رحلة العلاج.
ومن جانبه أوضح الطبيب المصري وائل البنا أن حالة إيمان من الحالات الأكثر تعقيداً، وأكد أن حالة المشيمة المتغلغلة قد تنتشر وتظهر بكثرة خلال السنوات القادمة نظراً لشيوع عمليات الولادة القيصرية، والتي تتم بدون داعي في كثير من الأحيان.
وبحديثه عن حالة إيمان أوضح أنها حالة متعددة الولادات القيصرية، وقد التصقت المشيمة بجرح القيصرية وتغلغلت ما بين فتق موجود بالجرح وواصلت التغلغل والنمو ووصلت لأقرب عضو لها وهو المثانة، فتغلغلت به حتى وصلت لجوانب الحوض، ولهذا كانت إيمان تعاني من ألم غير محتمل والذي أرجعه أحد الأطباء في لندن للغازات والانتفاخات!
وبدأ الطبيب المصري وائل رحلة العلاج بعمل اختبارات تشخيصية أكثر عمقا بدءا من السونار وحتى الرنين المغناطيسي، لكي يتم تشخيص الحالة من كافة جوانبها ودراسة مدى تغلغل المشيمة داخل الجسم، وتم اكتشاف مشاكل أخرى مثل تسمم الحمل ودوالي الرحم، مما جعل حالتها أصعب للسيطرة على هذه المشاكل قبل العملية.
وبدأت استراتيجية العلاج أولاً بضرورة إجراء عملية سحب المياه من رئة الجنين داخل الرحم وقبل الولادة في محاولة لإنقاذ الجنين، وبالفعل نجح الفريق الطبي الماهر في ذلك.
بعدها بدأت ترتيبات العملية القيصرية والتي استمرت لأكثر من 5 ساعات ونصف من العمل المتواصل، لكي يتم الحفاظ على الرحم وولادة الجنين بدون حدوث أي ضرر أو نزيف للأم قد يودي بحياتها.
لكن الفريق الطبي المصري المكون من سبعة أطباء قد تحدوا أنفسهم في هذه الحالة بداية من أطباء الأشعة مروراً بأطباء التخدير والرعاية الصحية وأطباء الأطفال، لكي يتم النجاة بهذه الحالة بسلام.
وبالفعل تمت الجراحة وتم عمل تسليك كامل للمنطقة المتشعبة بها المشيمة، وإعادة ترميمها وفقاً لخريطة التشعب التي قد أوضحتها الأشعة، كما قاموا بترميم المثانة من المشاكل التي حدثت لها، وترميم منطقة الحوض، لكي تعود إيمان لحالتها الطبيعية بدون أي مشاكل، وبالفعل نجحوا في ذلك.
لكن الطفلة للأسف كانت تعاني بالفعل من مشاكل كثيرة مثل عدم اكتمال الرئة وصغر حجما حتى بعد محاولة إنقاذها والحفاظ عليها لأطول فترة ممكنة، وقد توفيت بعد الولادة بـ 25 يوم، ولكن لم تفقد الأم أملها من إمكانية حملها مرة أخرى بعد إنقاذ رحمها، وقد شكرت فريق الأطباء المصري الذي أعاد لها أملها في الإنسانية قبل الطب.
في النهاية أوضح دكتور وائل مدى اعتزازه بالطب المصري الذي ينافس الطب العالمي، ودعا كل العرب للاعتزاز والفخر بالتطور والطفرة الكبيرة في الطب العربي والمصري، وأنهم على استعداد لعلاج كل الحالات التي تلجأ لهم.