نشرت المجلة الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي American Journal of Gastroenterology دراسة توضح أن بعض المرضى المصابين بالتهاب البنكرياس مازلوا بخير رغم عدم قيامهم بعملية استئصال المرارة، مما رجح فكرة أن استئصال المرارة ليس ضروريا في كل الأحوال لـ علاج التهاب البنكرياس .
ووفقا للكلية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي American College of Gastroenterology ، فإن التهاب البنكرياس يحدث غالبا بسبب التصاق الحصوات المرارية بالقناة المشتركة بين البنكرياس والمرارة، مما يمنع وصول انزيمات البنكرياس إلى الأمعاء الدقيقة للمعادة في عملية الهضم، حيث أن رجوع تلك الانزيمات مرة أخرى للبنكرياس يسبب التهابات البنكرياس المؤلمة، والعلاج التقليدي لهذا المرض غالبا ما يكون استئصال المرارة خلال 30 يوما.
لذلك أقامت الدكتورة سوزان هوتفليس Susan Hutfless – الأستاذة المساعدة فى كلية الطب في جامعة جونز هوبكنز – دراسة تحليلية لبيانات 17 ألف شخص أصيب بالتهاب البنكرياس بين عامي 2010 و 2013 في الولايات المتحدة الأمريكية ممن تقل أعمارهم عن 65 عاما، بغرض تطوير علاج التهاب البنكرياس التقليدي.
حيث وجدت الدكتورة سوزان أن 13 ألف مريض تقريبا خضع لعميلة اسئصال المرارة خلال 30 يوما، ومنهم 1300 مريض لم يتعافى بشكل كامل حيث أصيب مرة أخرى بالتهاب البرنكرياس بعد استئصال المرارة.
وهناك أيضا 3700 حالة تقريبا لم تخضع لعملية استئصال المرارة خلال الـ 30 يوما، حيث خضع 1200 مريض منهم لعملية استئصال المرارة بعد 6 شهور، ومنهم 2500 مريض لم يخضع تماما لعملية استئصال المرارة حتى بعد مرور 4 سنوات.
وعلقت الدكتورة سوزان على نتائج تحليل تلك البيانات قائلة : ” إن هذه النتائج تشير إلى إمكانية تجنب استئصال المرارة لعلاج التهاب البنكرياس، كما أنه ليس واضحا حتى الآن سبب الإصابة بالتهاب البنكرياس مرة أخرى لمن قاموا باستئصال المرارة ، في حين أن بعض المرضى الآخرون لم يتعرضوا للإصابة مرة أخرى مثلهم “.
لذلك أوصت الدكتورة سوزان بضرورة إقامة الاختبارات والدراسات الدقيقة لتطوير العلاج التقليدي لالتهاب البنكرياس، عن طريق تحديد الأشخاص الذين يحتاجون بالفعل لاستئصال المرارة لعلاج التهاب البنكرياس ممن لا يحتاجون ذلك.