كما نعلم جميعاً أن أشهر أعراض فيروس كورونا هو فقدان حاستى الشم والتذوق، ولكن هناك صعوبة جديدة بدأت في الظهور في الفترة الماضية يواجهها عدد من المتعافين من فيروس كورونا، وهي ما يُعرف بـ تشوه الرائحة .. وإليكم التفاصيل:
وجدت إحدى الدراسات الجديدة أن ما يقرب من الأشخاص الذين عانوا من فقدان الشم والتذوق بعانون من صعوبة جديدة بعد التعافي وهو ما يُعرف بـ اضطراب تشوه الرائحة أو Parosmia بعد التعافي، حيث تتسبب هذه الحالة في شم الأشياء ذات الرائحة الجيدة برائحة كريهة، حيث وصف بعض الأشخاص أنهم عند شم أو تذوق الطعام يبدو رائحته مثل القمامة، وأن هذه الرائحة شديدة لدرجة تمنعهم من تناول الطعام، لكن ما هي هذه الحالة بالتحديد؟ وهل يمكن علاجها؟ إليكم التفسير العلمي:
ما هو اضطراب تشوه الرائحة أو Parosmia ؟
وفقاً للمعاهد الوطنية للصحة، فإن اضطراب تشوه الرائحة هو حدوث تغير في طريقة الإدراك الطبيعية للروائح، حيث يتسبب هذا الاضطراب في جعل الرائحة الجيدة تتحول لرائحة سيئة لا تُحتمل. ووفقاً للعديد من الخبراء، عادة ما تختفي هذه الحالة بعد ظهورها بما يقرب من 4 أسابيع، ولكن قد يعاني منها البعض الآخر لشهور عديدة.
وحسب وصف عدد من الاشخاص الذين أصيبوا بهذه الحالة بعد التعافي من كورونا، أصبح كل شئ له رائحة كريهة حيث أصبحت رائحته مشابهة لرائحة القمامة أو زيت الأطفال، ولكن لا يعني هذا أن جميع الأشخاص سيعانون من نفس الروائح، فهذه الحالة تقوم بالتأثير على حالة الشم، ونختلف التجربة من شخصاً لآخر، لكن الأكيد أن الرائحة الناتجة مزعجة وغير طيبة على الإطلاق.
وكما ذكرنا سابقاً، يُعتبر السبب الرئيسي لظهور هذه الحالة عند متعافي فيروس كورونا، هو فقدان حاسة الشم والتذوق أثناء الإصابة، ولكن يمكن أن يحدث اضطراب تشوه الرائحة أيضاً نتيجة حدوث أي إصابة في الرأس، والتي تؤثر على الأجزاء المسئولة عن معالجة الشم والتذوق في الجهاز العصبي المركزي.
كيفية علاج اضطراب تشوه الرائحة
عادة ما يتم علاج هذا الاضطراب بما يُعرف بـ التدريب على الرائحة، ويتضمن هذا التدريب شم بعض الروائح المعينة، ومحاولة تذكر أو التفكير عما يجب أن تكون هذه الرائحة. وحسب بعض المصادر الطبية الأخرى يمكن أحياناً اللجوء للعملية الجراحية لعلاج هذا الاضطراب، كما يمكن أن تتضمن العلاجات ما يلي:
- استخدام مشبك للأنف لمتع دخول أي رائحة للفم.
- الزنك.
- فيتامين A.
- المضادات الحيوية.
ولكن هذه العلاجات ما زالت تحتاج للمزيد من الأبحاث الطبية لإثبات فاعليتهم. وحسب بعض التجارب الأخرى قام بعض الأشخاص بشم أربع روائح مختلفة كل صباح، لتمرين الدماغ على تمييز هذه الروائح، وكانت هذه الطريقة فعالة.
إذا كنت تعاني من اضطراب تشوه الرائحة أو تعرف أحد يعاني منها، فإن أفضل منهج يجب اتباعه هو زيارة الطبيب واستشارته لمعرفة الطريقة الفعالة لحالتك، ونحب أن نذكر الجميع أنه على الرغم من ظهور هذا التحدي الجديد وهذه الـ صعوبة جديدة ، إلا أن هذا يعني أن الأعصاب تقوم بالتجديد، وهذا يُعتبر خطوة للإمام في رحلة استعادة حاستي الشم والتذوق. نتمنى لكم دوام الصحة والصبر والعزيمة لمحاربة أي تغيرات.